قصيدة نهر الجفاف
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=23283
الجو العام للنص :
نزاع نفسي يعيشه الشاعر بين هواه و الأماني من جهة .. وبين معاناة الهوى واستحالة الأماني من جهة أخرى في محيط موبوء بالوجع والشجن ومثقلات الحياة ....
وقد فر الشاعر فرار المحموم من نزاعه النفسي ذاك إلى منتداه وواحته الغناء وربيعه وهواه ومطره ومخفف لوعاته ومأساته إلى الشعر حيث الارتواء برغم الظمأ وحيث الإزهار برغم الجدب وحيث التحليق والانطلاق برغم القيد وقسوة الحياة والظروف ..
فقال :
وتُورقُ فـي محبّتـكِ القوافـي=بشوقٍ طاهرِ الآمـالِ صافـي
تدفّقَ من فمـي عذبـاً فراتـاً=تعطّرَ من شذى روحِ العفـافِ
وتورق.......هكذا كانت البداية معبرا بها عن حاجته إلى الطمأنينة في فيافي الشعر وظلاله وحدائقه الغناء .. وهذا ماكان خافيا ومنطويا ..
إنما الذي يبدو أن الشاعر يشعر بعذوبة الحب في نفسه المجهدة ويشعر أن القوافي تورق حقا إبداعا وإلماعا ومزية وعذوبة وسحرا – هكذا دون أي فعل من أفعال المقاربة ككاد أو أوشك مثلا – ولم يكن المورق لها سوى ذلك الحب الذي يعيشه وينشده ولم يكن الإيراق سوى أشواق ندية مشوبة بآماله ومآربه العذرية الصافية الطاهرة ...
وكم كانت تلك الأشواق تتدفق كالنهر الفرات عذبا ... وليس هذا فقط إنما نهرا معطرا بعطر العفاف.......... وياله من شذى زكي !!
وكأننا نرى رأي العين تلك القوافي مجسمة مزهرة مخضرة حبا وشوقا تتدلى في انتشاء وتفوح في ارتواء شذي من روح العفاف !
ثم يبوح في صفاء شفيف بعد لأي من الشوق عارم وعفيف مستمسكا بغصن من الشعر يستظل به وله حفيف فيقول :
تفرّدَ حُبـها بسماءِ قـلبي= وأدنـاها إلى فَـلكي اختـلافي
تمازجَ إذ همى طهـراً بفيـضٍ=تدفّقَ من محبتِـكِ السـلافِ
تهادى في دمي يختـالُ عشقـاً=ويثلجُ فـي وداعتِـهِ الخوافـي
فهاهو ذا ينتشي بحبه وبحبها له , فكلاهما كان متفرد في سماء القلب لأن كلاهما كان له فلك مختلف عن بقية الأفلاك..
وما أن همت طهرا بحبه تمازج حبها بفيض من حب مختبئ منذ زمن راح يتدفق تباعا وطوعا وكأن هواه كان على مقربة ومتكئ منها .. بل كأن هواه كان ينبوعا متحفزا متهيئ للانصباب والتدفق .. وماكان إلا بوح طاهر- عن حياء وإيماء- من حبها السلاف حتى تدفق..وانهمر..
ثم ارتوت به أرض الشاعر.. ولما ارتوت بدأ ذلك الحب يتهادى رويدا رويدا هناك حيث الامتزاج بالدم وحيث ابتلال العروق والأوردة به عشقا وتيها في خيلاء وانتشاء عنيف ماكان للشاعر أن يتحمله.......ولكنه قد أثلج منه خوافيه وأشجانه المؤرقة له والتي كانت تحرقه وهو بعيد عنها وبغير إرادته !
ويستمر بالشاعر الانتشاء والإحساس بمافعله فيه ذلك البوح الطاهرالحيي منها فيشعر أن الدنيا حوله قد أينعت وأزهرت وأورقت.. وأشرقت فيقول :
ويُشرقُ في عيونِ الوصلِ حلْماً=ويزهرُ إذ تغلغـلَ بالشغـافِ
تسجّر وارفـاً بحـرَ إشتيـاقٍ=يُؤججُ مَـدُّهُ جـدبَ المرافـي
ويمتد الوصل الطاهر الحيي من الحبيبة فيشرق به أمل الشاعر..
لا.. بل يبدو أنه سيزهر كلما تغلغل ذلك الوصل إلى شغافه فارتوى به واثمل ..
وللشاعر بحور كبرى من الأشواق تكاد أن تغرقه .. لا بل تحرقه وتظلله في نفس الوقت كلما امتد حبل الوصل أو كلما اتصل حبل الود ......... ولكن في غمرة نشوى الشاعر يطل برأسه الجدب والبعد والاغتراب عن الحبيبة فيتأجج شوقا.. لا بل كل بحور الشوق تلك .
وينطفئ الإحساس بالدفء بجوار ذلك الحب برغم روعته وحلاوته ويشتعل الشاعر أسى وحزنا من جديد ويغص بضياع أمانيه في لهيب الحياة القاسية وهاهو مرة أخرى يستنجد بالشعر ظلا وارفا يقيه من لوعة مشاعره المهلكة المحرقة تلك ويقول :
ضرامُ جوانحي بيـداءُ بؤسـي=وطولُ البعـدِ ثالثـةُ الأثافـي
"على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحتي"=ومن شَكّي وفي وَجَلِ اعترافي
وأبني الأمنياتِ على ركامي= وقد قُطعتُ وجداً من خِلافِ
جوانح تضطرم وبيداء من البؤس كان كافيا لئن يتألم فيأتي البعد ثالثها فيحيله إلى رماد ... فمن أين يهرب والأسى واللوعة والحرمان يضربون أوتادا حوله وأطواقا ؟؟
ويبدو أن الشاعر قلق على حياته من هذا الحب خاصة بعد تغلغله فيه من بعد اعترافه واغترافه طهرا منها ..
أترى هل يبني أمنياته المستحيلة على ركام لايستقيم البناء عليه ؟؟؟
لكن كيف لايبنيها وقد قطعت أوصاله وجدا من خلاف !!
صراع الحيرة يتجاذبان الشاعر يمنة ويسرة بين اندياح في نبع هذا الحب والتذاذ وغرق وبين خوف الإغراق فضلا عن البلل ..
ويبدو أن الشاعر لم يملك وهو يحدث نفسه بهذه الخواطر ويجول متحيرا في صراعاته النفسية إلا أن يبوح للشعر مستظلا به من جديد من فيح تردده وصراعة وفيح لوعته وفيح بعده وفراقه فيقول :
أفرُّ وتثقـلُ الأيـامُ خطـوي=وأهربُ من أسى قيدِ العجافِ
تثبّطُ لهـفتـَي أغلالُ قيدي=ويُفصحُ عن لظى شَغفي ارتجافي
ويبدو أنه قد توصل إلى حل يشعر معه بالأمان والحب ولو كانت نهايته الفراق الأبدي والغرق المأساوي ..
فقرر أن يفر إليها..
يفر إلى حبها ..
لقد رأى في حبها ما يخفف عنه ثقل الأيام وقسوتها ..
ورأى فيه مهربا منجيا له وخلاصا من قيد تلك الأيام العجاف في حياته الممتلئة بها .. ربما كما يبدو هذا من ظلال النص ..
ولكن دائما مايشعر الشاعر بشيء ما ينغص عليه هداءة حبه وهناءته فما أن يفر إليها شوقا ولهفة يبوح لها بمشاعره الحرى.. وتبوح له نجده سرعان مايشعر بالإحباط والانطفاء والاعتلال وشيء من الوجع في صدره لأن هناك مايقيده عن وصلها وقربها والاستمتاع بها .. فلايملك شيئا إزاء ذلك الشعور المثبط للهفته سوى الإفصاح عن بعض أمانيه في الوصل وهو أعلاها – دل على ذلك بقوله ( عن لظى شغفي ) وهو إفصاح لايمكن التعبير عنه سوى بالارتجاف عشقا وحرمانا في نفس الوقت ...
وقد يظن القارئ أن الشاعر في معاناة موجعة مع هذا الحب وفي صراع مرير متململ معه - كما مر بنا - لكن يبدو أن الشاعر متعلق بهذا الحب ومستعذب لمرارته ولوعاته وصراعاته ومعاناته بل متعلق بكل ذلك...... اسمعه يقول :
وكم أستعـذبُ الآلامَ قسـراً=وكم أهوى بمجـراكِ انجرافـي
وأين المستقـرُّ سـواكِ أمنـاً=وقد ضاقت بمُضنـاكِ المنافـي
لقد استعذب الشاعر مامر به وماتذوقه قسرا – وليس هناك من شيء في حالته تلك أشد قسرا من الحب والهوى الذي جرى في دمائه متلبسا بعروقه وأوردته مختلطا بروحه وأنفاسه – وليس أدل على ذلك سوى قوله : وكم أهوى بمجراكِ انجرافي ..
والشاعر قسرا بفعل هواه يسلم نفسه لويلاته .. بل وأين يهرب منها إلا إليها فهي الوطن والمستقر الأخير.. ويبقى الوطن الملاذ الأخير وإن كان جائرا أو ظالما .. وليس من منفى أحب إليه منها ..يفر إليه من حرالابتعاد ولوعته ومن هجير الأسى والضنى وحرقته ورمضاء الظروف القاسرة والحرمان ولذعته ..
لكن يأتيها لاهثا مرهقا قد دب فيه الوهن حبا ممزوجا بحرمان فيقول :
أتيتُكِ تسبـقُ الآمـالُ قلبـي=وينضحُ في دمي نهرُ الجفـافِ
ومالت في هواكِ غصونُ وجدي=تتوقُ وتشتهي حنوَ القِطـافِ
أتى إليها مدفوعا بآماله - آمال قلبه الصب - وفي دمه نهرمن الجفاف يشبه البحر حقا في عمقه وعظمتة وسعتة وإغراقه.. بل ويزداد نضحا !
أتى وكأن لوجده غصونا تميل به في هواها بفعل هواها توقا واشتهاء للقطف الحني منها .. بل ومنه – قطفا متبادل - فيثمر حينئذ هذا الاحتواء شجرة من الحب عظيمة !
وكم يحن الشاعر إلى هذا القطف حنينا أثرعليه في غمرة حرمانه وأساه فهاهو يعبر عن ذلك بقوله :
وكم ذابَ الفؤادُ رجاءَ وصلٍ=وكم أودقتُ من خوفِ التجافي
وقد طالَ الطريقُ فهدَّ عزمـي=وأدمى مقلتي لفحُ السوافـي
وكأن فؤاده تحول إلى قطعة شمع تذوب حنينا محرقا إلى وصلها الدائم .. بل كم أودق بكاءً حارا – لاحيلة معه – خوفا من فراقها أو حتى تجافيها .. وقد طال به الطريق إليها وشق عليه وهـدَّ حيلته وعزمه ..... وبدت سوافي الدرب من طول سيره ومعاناته وتجرع وعثائه تلفحه بلفحها فتدمي مقلتيه ..
ثم بدأ له وكأنه يستعطفها استعطافا غير ظاهر إلا له – فكبرياؤه برغم غرامه يمنعانه من هذا – ولكن بدأ وكأنه يجوب في خيالات من الوصل في واد ملئ بكل مشاعر الحب وصنوفه وضروبه بوحا وتآلفا وامتزاجا فقال في شوق شديد إلى هذا :
تعالي لامسي نزفَ اضطرابـي=وأروي بالرضابِ لظى ارتشافي
تعالي نُسبـلُ الأحـلامَ حُبّـاً=بثوبٍ من وصالِ الروحِ ضافِي
مناداة رقيقة من قلب محب رقيق تتلوه كلمة الملامسة الرقيقة وهو مايتمناه الشاعر من حبيبته أن تشعر بنزفه حبا وولها وشوقا لها .. وكم يتمنى أن يرتوي من رضابها فلقد تحول ارتشافه لهذا الرضاب لظى يحترق به حنينا واشتياقا لاطاقة له به ...
ثم هاهو ينتهي به المقام وقد أنهك الحب وتبعاته قواه في ظل ظروفه ومعاناته وحرمانه وأساه فسال منه هذا الرمق الممزوج بالرجاء والتمني الأخير قائلا :
تعالي قد يمـرُّ العمـرُ لَمحـاً=وليس عليكِ ما أُخفيهِ خافـي
وآويني (فقد ضقـتُ اغترابـاً)=بركنٍ من قصيِّ القلبِ دافـي
مناداة أخيرة ملؤها الرجاء الأخير تكتنفه كل صور التعلق والشغف العذري الطاهر العفيف في ظل عمر يجري .. ويلهث ثم لاسبيل إلى وصل ولا إلى التقاء .. وكأنه بهذا النداء يسلم الأمر كله للحبيبة بأن تحقق له كل أحلامه وأمنياته وتطلعاته فلم يعد بإمكانه فعل شيء .. خاصة وهي العالمة بأحواله وظروفه ومعاناته وكل ماهو خاف في نفسه من شؤون وشجون وسرائر
مناداة مشوبة بالشكوى الرقيقة والتوجع الفاضح بين يدي الحبيبة لعلها تنصت لأوجاعه وتحتوي أضلاعه المحبة وتأوي قلبه وروحه التي تجرعت مرارات الاغتراب والابتعاد وفاض بها وضاق ..
لم يعد يرجو سوى ذلك الركن القصي من قلبها حيث سويدائه ومهجته وأوسطه وعمقه......... هناك حيث الدفء الشهي والحنان الآمن والملجأ الأخير في ظل كل صنوف عذاباته التي مر بها أو يمر...................
اللغة والتراكيب :
بدت لغة الشاعر سهلة وبسيطة لكن لم يكن بمقدور أحد بسهولة أن يوظف هذه اللغة السهلة الميسرة ويخرجها في ثوب من الجزالة والفصاحة دون أي تكلف ولاأي تعقيد إلا من كان يملك أدوات الشاعر نفسها..
واللافت في القصيدة أن يلمح القارئ كثرة استخدام الشاعر للأفعال الماضية المضعفة – والتضعيف فيه مزيد مبالغة - مثل :
تدفـَّق , تفـرَّد , تعـطـَّر , تسجـَّر , تثبـَّط ثم يزاوج بين زمن هذا الفعل والفعل المضارع الذي يعكس التجديد والاستمرار والتواصل
فتأمل هذا التزاوج في قوله :
تهادى في دمي يختال عشقا
وقوله :
ويزهر إذ تغلغل بالشغاف
وقوله :
تسجر وارفا.........يؤجج مده
وقوله :
تثبط لهفتي ............ ويفصح
وهذا كثير عنده وهو تمازج واختلاف بين زمنين يعكس التذبذب في نفس الشاعر مابين ثبات إحساسه ورجاء طوله وبقائه مستمتعا به وبين تذبذبه وتحركه وتجدده وتغيره من وقت لآخر تبعا لتطلعاته ومايستجد عليه من أحداث ..
و يحرص الشاعر على انتقاء الألفاظ التي تليق بالمعاني التي ينشدها فيتخير منها ويفاضل بينها فها هو يعبر بهمى عن يفيض ويتهادى عن يسير ويتسجر عن اشتعل أوالتهب وبلظى عن نار وينضح عن يسيل أو يفيض وتتوق عن تحن........ وهكذا
وألفاظه تتراوح بين العذوبة والجزالة والرقة والفخامة في ذلك .
ويظهر تأثر الشاعر كثيرا بالقرآن الكريم في قوله ( تسجر ) من قوله تعالى ( وإذا البحار سجرت )
ويظهر تأثره كذلك بطريق غير مباشر- ربما لم يقصده - في قوله ( تسجر وارفا بحرَ اشتياق ) بقوله تعالى ( مما خطيئتهم أغرقوا فادخلوا نارا )
حيث اجتماع الغرق والنار في تركيب واحد .. وفي هذا معنى عميق وجدير بالوقوف عليه ولعل القارئ يطلع على ماقاله ابن رشيق في كتابه ( العمدة ) وماقاله الزمخشري في كتابه ( الكشاف ) حول هذه الآية الكريمة ليقف عند بلاغتها ودقة التعبير فيها ..
ومن ثم يثق في قدرة ودقة الشاعر عندما تخير هذه الصورة التعبيرية .. ويدرك من بعد كم كان موفقا فيها .
أما التراكيب لدى الشاعر فيظهر أنه يميل إلى الجدة والطرافة فضلا عن العذوبة والجمال فمن تلك الصور قوله :
تورق القوافي , تعطر من شذى روح العفاف , يختال عشقا , ويثلج الخوافي , يؤجج مده جدب المرافي , وطول البعد ثالثة الأثافي , ضاقت بمضناك الفيافي , لامسي نزف , واروي بالرضاب لظى ارتشافي , ....................وغيرها
الصور والأخيلة :
لقد غص النص بالكثير من الصور والخيالات والاستعارات الجميلة واللطيفة حقا والتي تشيء بانفعال الشاعر وتفاعلاته مع حسه ومشاعره ومن ذلك قوله غير ما مر في التراكيب السابقة :
بشوق طاهر الآمال , تدفق من فمي , سماء قلبي , ويشرق في عيون الوصل , ضرام جوانحي , بيداء بؤسي , وتسبق الآمال قلبي , وينضح في دمي نهر الجفاف , ومالت في هواك غصون وجدي ,......... وغيرها
وهذا إن دل على شيء فهو يدل على خصوبة خيال الشاعر وقدرته على الأبحار في أساليب البيان في العربية وانتقاء مايتفق مع معانيه وألفاظه ..
الإيقاع والموسيقى :
يأتي الأيقاع والموسيقى في النص من صور البديع والترادف المعنوي والتوازن بين العبارات في الفة عجيبة وانسجام عجيب ..
ومن ذلك قوله :
عذبا فراتا , بمجراك انجرافي , أتيتك تسبق , ضاقت بمضناك , ماأخفيه خافي ...
وتأتي الموسيقى أيضا من التكرار في مثل قوله : كم , تعالي
ويتكيء الشاعر كثيرا على الجمل العاطفة مما يستدعي تكرر حرف عطف وحيد وهو ( الواو ) وهذا ملحوظ جدا .. وليس في هذا التكرار مايفسد أو يقلل من جمال القصيدة .
أسلوب الشاعر :
يبدو أن هذه القصيدة لم تتعب الشاعر كثيرا لأنها تبدو وكأنها أتت منسابة عفوية مغردة وطلقة تفيض ببوح شجي شفيف احتاج إليه الشاعر قسرا فانساق له القصيد دون شرط أو قيد - لكن هذا لايمنع أنه قد يعود إلى قصيدته وينقحها فيزيد فيها وينقص أو يضيف فيغير ويستبدل - لذا جاء الأسلوب سلسلا متحدرا لايتوقف القارىء عن قراءته حتى يتوقف عند نهايته ..
واكب هذه السلاسة بساطة في العرض والآداء دون أي تكلف أسلوبا وألفاظا .
عاطفته :
عاطفة الشاعر حية متحركة تميل إلى الصدق الذي يلمح بين ثنايا الأبيات وهي ناتجة من مسوغات عدة لعل أبرزها حديثة الذاتي عن معاناة يعيشها من أوجه متفاوتة والذي يكشف هذا ذكاء الشاعر في إبراز هذه العاطفة بطرق شتى تعد من لوازم الشعر ونظمه .
وقفة أخيرة :
وقع الشاعر في تعقيدات اسلوبية يسيرة ومن ذلك :
تمازجَ إذ همى طهـراً بفيـضٍ تدفّقَ من محبتِـكِ السـلافِ
وقوله :
ويثلجُ فـي وداعتِـهِ الخوافـي
و إلا فإن القصيدة تفيض رقة وعذوبة وتغص بالصور الجمالية الرائعة .. وهو مادفعني حقيقة إلى قراءتها بهذه الصورة وتأملها والوقوف عندها كثيرا ..
تحية تقدير لكل صاحب نص يشي بكل معاني الأصالة والشاعرية الصادقة الفذة .. إذ النص الناطق بحسنه يستحق الجلوس على مائدة العرض والنقد والتحليل ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .