|
سَمعتُ قريضَكم يا سَعدَ حَالي |
و جئتُ لكي أقايضَ بالريالِ |
فهاتِ فرائداً مِنْ خيرِ شعرٍ |
لكي أجزيكَ عنها بِالَّلآلي |
و شِيْكَاً في حِسَابِكَ سَوفَ يَجري |
كَجَرْيِ العَادِياتِ بِلا خَيَالِ |
و بَيتاً تَشْتَهيهِ كلُّ نَفْسٍ |
بِشَرْمِ الشَّيْخِ أو بُرْجِ العَلَالي 1 |
و مزرعةً لها سورٌ عليهِ |
مصابيحٌ تُضَوِّيْ في الَّليالي |
و شَالِيهَاً بِشَطِّ دُبَيَّ فِيهِ |
عَرايا في الجُمَيْرَةِ , لا تُبَالي 2 |
و قَصراً مِنْ غرانيتٍ يُباهي |
قصورَ الهندِ أو تَاجَ المَحَالِ 3 |
و سُبَّرْ بَانَ يا خِلِّي فَتَهْنا |
بِفُسْحَةِ مقعدِ الشُّوفيرِ خَالي 4 |
و جيشاً مِنْ إِمَاءٍ في بلاطٍ |
كَجَيْشِ إِمَاءِ وَالٍ , أَيِّ وَالي |
فَشعرُكَ يا خليلَ الروحِ سحرٌ |
و قافيةُ الجمالِ على الجَلالِ |
فليتَ الشعرَ كلَّ الشعرِ مِمَّا |
بِهِ أَبْدَعْتَ في ضَرْبِ المِثَالِ |
و ليتَ النَّظمَ مِمَّا جِئْتَ تُهْمي |
شِهابٌ ثَاقِبٌ صَعْبُ المَنَالِ |
و طلٌّ ذَائِبٌ في حضْنِ غُصْنٍ |
و أندى مِنْ فَمٍ عذبِ المَقَالِ |
وَ أَبْهى يَا صَدِيْقِي مِنْ كِعَابٍ |
تَخبُّ فَتَكْتَوِيْ مُهَجُ الرِّجَالِ |
و أحلى مِن صبايا في خُدُورٍ |
تُشِعُّ خُدودُهنَّ مِن الدَّلالِ |
حزينٌ يا صديقي , لَسْتَ فَرْداً |
فكلُّ شُعورِنا بالقهرِ صَالِ |
فبعضُ الشعرِ تسمعُهُ فتدعو |
لِصاحِبِهِ , بِضَرْبٍ بِالنِّعَالِ |
و بعضٌ مِنهُ لَولا العَيْبُ قُلْنا |
شَخَابِيْطَ الجَهَالةِ و العِيَالِ |
و صِنْفٌ آخرٌ في الغِيِّ يَرْعى |
كَرَعْيِ الهَائِماتِ مِن الجِمَالِ |
و صنفٌ رابعٌ كَالُّلغْزِ يُعْيِيْ |
فلا تَدْري اليَمينَ مِن الشِّمَالِ |
و صنفٌ خامسٌ جُحْرٌ لِضَبٍّ |
صَغيرٌ ضيِّقٌ سُكْنَى السَّحَالي |
و أمَّا ما نراهُ مِن التَّجَنِّيْ |
عَلى شِعرِ العُروبةِ مِن خَبَالِ |
فَعُذْرَاً يَا أَحِبَّائِي لِقَوْلِي : |
هُوَ الإقْوَاءُ أَرْدَى مِنْ جُعَالِ |