لما قرأت قصيدة ( عيون عبلة ) للشاعر الكبير / مصطفى الجزار أثارت فيّ مشاعر كثيرة وأعجبت بها جدا ووجدتني عاجزا عن أن أكتب تعليقا عليها لاعتقادي أن أي كلمة مهما كانت لا تستطيع وصف هذه المشاعر التي أثارتها هذه القصيدة في قلبي .
وقد خيّل إليّ وأنا أقرأ القصيدة أنها رسالة من الشاعر لعنترة ينعيه لنفسه بل وينعي له الأمة كلها وشاعرنا معذور في ذلك فالواقع نازف والحالة مريرة ، وتخيلت أن لو أذن لعنترة أن يجيب فكانت هذه الرسالة التي تحمل في طياتها الأمل من عنترة إلى أبي عمر " الشاعر " يقول :
إني أبا عمر سأصمد شامخا في وجه بيداء الضلال المقفره حتى وإن ترك الجميع معونتي بسيوفهم وبما حوته المحبره سأظل أتعب أدهمي ومهندي واحارب الجيش العظيم لآسره وسأكتب الأشعار عاطرة الشذى وأسوقها لعيون عبلة زائره فالشعر بدر للحقيقة مشرق ما كان يوما يا صديقي ثرثره يا سيد الشعراء لا تك قانطا إني أرى دنيا العدو مهاجره وأرى قميري قد تأهب نوره ليزيل أنجاس العدا ودياجره وحصاني العربي عاد صهيله وكلاب " أمريكا " سترجع خاسره إني أرى جيلا تلألأ فجره في عينه فمضى يخط مفاخره ومضى على درب الكرامة شامخا يهدي بدعوته القلوب الحائره جيل قد استعلى على شهواته ومضى يحث خطاه نحو الآخره جيل تربى في المساجد طائعا وأقام في ثوب الخشوع شعائره هو نبت صخر قد تفجر غيظه مما جنته سنون ظلم جائره فمضى ليرسم فجره مستعليا ومرددا عذب البيان وساحره سيعود أقصانا تدوي فوقه " الله أكبر " من قوى مستكبره وتعود بغداد لسالف عزّها وتعود أقمار المعارف سافره وتعود قصة أمتي مزدانة وتعود أزمنة الكرامة عاطره ويعود ثغر كالندى متبسما وتعود للعقد الثمين الجوهره وتعود عبلة والنياق ودارها وتعود أيام الليالي المقمره
بقلم
محمود جابر