ــــــــــــالأخ الحبيب الدكتور عمر تحية طيبة
مررت من هنا والعجلة تسبقني إلى متصفح طالما أدمنت المرور عليه حبا بشاعر ، وترنما بموسيقا ، وتحليقا بخيال صور تخلب المعاني رقة .
والمفاجأة هي متمثلة بجرس لم ألاحظ بين تلابيب حروفه نشازا ، أو حواف تنافر ، فكل نغمة آخذة بناصية الأخرى .
وللحديث إتمامة هي :
هل للديار أن تجيب صمم =لو أن رسما ناطقا كلم
وهي للمرقش ، فقد أنكروا عليه صنيعه ، وباء اجتهاده بكلل الطِلاب ، وكذلك لحق عنت الإنكار قول عبيد بن الأبرص في معلقته :
اقفر من أهلها ملحوب
فقد استنكروا وزن المعلقة وهي العاشرة برأي بعض النقاد .
فلماذا كل هذا التقيد بالعروض ؟
لست أدري وهنا اسوق بعض حجج طرحها الدكتور عبد الطيب في كتابه المرشد الجز الأول صفحة 18 ،
أ ـ الغيرة على القرآن ( لقوله تعالى : (وما هو بقول شاعر ) .( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ).
ولو دققنا النظر واستمعنا بحس موسيقي لوجدنا الآية ( إن تنصروا الله ينصركم ) موسيقا يتاسبها شطر بحر ، فهل خرجت عن القدسية اللفظية والبلاغية ، أم زادها جرس موافقة البيان مع الأسماع جلال قدر ؟
ولقراءة القرآن وسماعه محاريب ، ولغة تتتمايل لها القلوب خشوعا ، وليس طرب مشاعر ، بل هي ذائقة روح .
( ويجزهم ، وينصركم عليهم ، ويشف صدور قوم مومنين ) ( تلك آيات الكتاب الحكيم ) ( الله نور السموات والأرض ) ( ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )
فهل ما سبق هنا يدني الشعر من عظمة القرآن ؟
2ـ كل الأوزان تقع ضمن دوائر الخليل ، ولو كان واحد من الأوزان خارجا عن الدوائر الخمس لانهار نظام العروضيين .
فالأمر استنادا على هذه الحجة هو الحفاظ على نظام موسيقي اكتشفه الخليل . وليس تقدسيا للقرآن كما ورد .
ولو تعمقنا وراء البحور والتفعيلات لما وجدنا شطا إلا الحيرة .
ومن الأمثلة التي تقهر الخيال / السناد من أحد أنواعه خلاف في حركة الحرف قبل الروي مثل : شبم ، سبل ، مثل ، غزل تقتتل .
ولكن وجدنا ذلك بشعر المتنبي . فكيف يجاز له ، ويضيق علينا ؟
أخيرا أخي الدكتور عمر
أنا مع أي موسيقا جديدة تطرب الأذن ، وتحرك الأرجل طربا ، فقد قال أحدهم : إذا تحركت الأقدام ، وفرقعت الأصابع ، وتمايل الغيد ، فهذا هو الشعر .
أحييك مبدعا
حييت أستاذي
هذا ما أريده
طالما أن الحروف تتموسق على نغمة واحدة فلا تشذ
فيحق لنا أن نسميه بحراً
وإن كان مجازاً
لك القلب اخي