أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: القضية

  1. #1
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 559
    المواضيع : 113
    الردود : 559
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي القضية

    القضيـــة

    كان على السلطة الحاكمة لتلك البلاد أن تتخذ القرار الحاسم بكل شجاعة و ان تتحمل تبعاته بشجاعة ايضا.

    نشر البيان و أعلن أنه يمنع منعا باتا التسول في الطرقات بعد أن وفرت الدولة وسائل الإيواء و الإطعام لكل محتاج...و على إثره يؤخذ قسرا إلى الملجإ كل من وجد بالطريق يتسول.

    غير أن هذه المرأة لما فتحت عيناها على الحياة وجدت نفسها وحيدة و الناس م حولها يعاملونها معاملة الغريبة غير المرغوب فيها , لذا عاشت تتسول بالجلوس على قارعة الطرقات تستل الدنانير م الجيوب بقدر ما تستطيع بتضرعاتها و بمنظرها الذي يشمئز له البعض و يرق له البعض الآخر.لقد ألفت العيش لوحدها في كوخ لا تقلق على أحد و لا يقلق عليها أحد.

    إذا كانت هذه المرأة لم تحفل بشتائه و برده القارس , و لابالصيف و حره اللافح, و لا بالجوع الذي نشأت في كنفه و لا بالبؤس الذي شبت عليه ,فكيف ستحفل بقرار مثل هذا...؟.. بل حاربته بإصرارها على مواصلة الترصد للمارين و المارات بتوسلاتها . وصل الأمر بالشرطة إلى تهديدها بالسجن إن هي امتنعت عن البقاء في الملجأ, لكنها أصرت و بقيت ... كم من مرة قيل لها " يا حمقاء الملجأ أرحم لك من الشارع , فيه القوت و الدفء و تبرعات أهل الخير تصل إلى غاية سريرك." فترد عليهم ردا فيه إصرار و تعنت.الشرطة جندت تجنيدا للقضاء على هذه الظاهرة المشينة و بقيت تلاحقها هي و مثيلاتها من شارع إلى شارع.

    لأول مرة في حياتها التعيسة تشعر بالمضايقة من جانب الآخرين, كانت سعيدة بتعاستها ,قانعة باللاشيء , وحدتها تملأ عليها حياتها .هي أول مرة يتدخل الغير في حياتها و يريد أن يمنعها من السلوك الذي شبت و ترعرعت على ممارسته.

    باتت ليلتها تلك في كوخها تفكر كيف تتخلص من هذه المضايقات و تساءلت إن كانت هناك مدينة لا يضايق فيها المتسولون و كيف تواصل سير حياتها بغير إزعاج... أخيرا إهتدت إلى اللجوء إلى محام كما أشار عليها بذلك شخص.

    في القاعة الكبيرة , بينما كانت السكريتيرة منكبة على ترتيب بعض الملفات فوق مكتبها , دخلت المتسولة ... حاولت السكريتيرة صرفها ظانة إياه إنما جاءت تطلب صدقة, لكنها أبت الإنصراف وأفهمتها أن سبب مجيئها قضية تريد حلها, لما احتدم النقاش وارتفع صوتهما سمعهما المحامي من داخل مكتبه فخرج مفزوعا و لكنه بعد أن استوضح الأمر طلب من كاتبته أن تسمح لها بالدخول بعد أن ينتهي مع الزبون الموجود عنده.

    ت حالما دخلت الغرفة المكتب الفسيحة وجدت المحامي واقفا باسطا يده و فيها بعض النقود , غير أنها لم تتقدم نحوه و كأنها لم ترى النقود فأشار لها بأخذها , بقيت ساكنةفي مكانها ,احتار المحامي واستفسرها عما تريد ..سكتت فبدأ يتفرس في وجهها و يدقق النظر إلى جميع أجزاء جسمها ثم أعاد النظر إلى عينيها عله يجد جوابا للتساؤلات التي تهاطلت عليه تلك اللحظة."ماذا عساها تريد مني هذه المتسولة.. أليست غاية المتسولين هي الدراهم وفقط الدراهم؟". ثم أعاد يده ‘إلى جيبه وأخرج منها قطعا أخرى و زادها على المبلغ و وضعها كلها على المكتب و دعاها إلى أخذها و الإنصراف.هذه المرة أيضارفضت أن تمد يدها إلى الدراهم... عادت الحيرة تسيطر عليه من جديد , أخرج منديلا و مسح العرق من جبينه, ثم نزع نظارتيه و جلس داعيا إياها للجلوس رغم ملابسها القذرة, وبعد أن نطر إليها نظرة تقاسمها الإشفاق و الإشمئزاز سألها :" مذا تريدين ,اخبريني فقط ماذا تريدين؟" . بعد تردد جلست و هي تقول :" أنت ثالث محام أزوره ,أنت أخيرا دعوتني للجلوس لتسمع مني" بفضول شديد خاطبها مستفسرا :"إذا هذا أمر مهم جئت من أجله؟". بعد أن أحست ببعض الإستئناس ردت:نعم مهم و خطير بالنسبة لي ,... صحيح أنا نتسولة و قد تستغرب نا للمتسولين و المحاماة و المحاكم؟...في رأيكم هم منقطعون عن الحياة و لا يربطهم بها سوى مد اليد كوسيلة إتصال..." قاطعها و الفضول تشتد حدته:" نعم. نعم.. و لكن اخبريني ماذا تريدين.."المتسولة بعدما شعرت اأنها شدت انتباهه أردفت قائلة:"لا شك أنك سمع بقرار منع التسول, هذا القرار ضايقني و نغص علي حياتي, بقيت أواصل سير حياتي , لكن الشرطة داومت على منعي بمطاردتي من شارع إلى شارع...

    أعاد المحامي نظارتيه إلى عينيه سائلا:" و ماذا تريدين مني أن أعمل لك ؟" قالت مترجية:" أن تدافع عنا نحن المتسولين, أن يتركوننا و شأننا, نحن لا نضايق أحدا..." قال مندهشا:" أن أدافع عن المتسولين؟..و ماذا أقول لهم ؟ أتركوها تتسول, من حقها أن تتسول..لا هذا ليس عملي..." ردت عليه و العبرات تكاد تخنقها :" آه عملك الدفاع عن المجرمين .. عن النرتشين.. عن القتلة.." نزع المحامي نظارتيه و نهض صارخا:" اسمعي, اخرجي و إلا..." قاطعته :" و إلا ماذا.. تطلب الشرطة , هي تلاحقني دائما".

    بعد أن استرجع هدوءه,عاد إلى كرسيه معيدا نظارتيه ثم قال ناصحا:" اسمعي. إن رفضت ديار الرحمة فالسجن سيكون مأواك, اختاري أحدهما."بصوت حاد و بعناد قالت:" لا. لا هذا و لا ذاك, أنا أريد الشارع, اريد أن أعيش حرة.أجمع الدراهم قطعة قطعة من أهل البر... " تمتم المحامي بينه و بين نفسه:" ما هذه السخافات , كيف سأصرفها عني؟" أردفت متوعدة و كأنها سمعت ما مان يجول بخاطره: "عليك أن تقبل قضيتي و تدافع عن حقي في التسول و إن حاولت طردي سأصرخ بأعلى صوتي و أقول أنت الذي استدرجتني إلى مكتبك."

    من جديد أخذ العرق يتصبب على جبينه .. بعد أن قاوم الإرتباك الذي كاد يسيطر عليه نظر إلى وجهها بتمعن فأدرك أنها على ثقة فيما قول, سنها مازال لم يتجاوز الأربعين سنة و الوجه مازال يحتفظ بتحد ببعض الجمال الذي حاولت ظروف البؤس و التشرد إخفاءه. فقال متمتما " يا رب من ساق إلي هذا الشر؟.."ثم واجهها بعينين كادتا تفارقا مقلتيهما :" اسمعي . لست أنا من يخاف التهديد .أنا محام مشهور , لي سمعتي .. وأنت القذرة تتجرئين على تهديدي .." لكنه فجأة عاد يلطف من حدة كلامه لما رأى تقاسيم وجهها تنكمش "على كل حال سأحاول...قالت و قد انبسطت أسارير وجهها مستفسرة:"سأدفع المبلغ . لا تخف أنا متسولة هذا صحيح و لنني سأدفع المستحقات"

    وقد حققت المتسولة هدفها ,خرجت من المكتب بخطوات ثابتة مودعة المحامي الذي تركته شاردا يفكر كيف سيفكر في هذا الموضوع" هي تريد أن ترفع قضية ضد الذين منعوها من التسول ...لماذا لاأجرب وآخذ الأمر بجدية ..و لكن كيف ؟هل هذه القضية تجوز المرافعة فيها أمام المحكمة ؟ من المتهم؟ و من الضحية؟ من الظالم و من المظلوم؟..من المعتدي و من المعتدى عليه ؟ كيف سأدخل هذه القضية ..؟ من زاوية أن طلبها شرعي أو غير شرعي..لا بد أن أحدد قبل كل شيء إن كانت ظالمة أو مظلومة...

    بعد أن أشعل سيجارة نادى كاتبته و طلب منها عدم السماح لأي شخص بالدخول عليه ثم طلب منها إحضار فنجان قهوة, وضع يده على جبينه ليستمر في تساؤلاته: " هل معتدية أم معتدى عليها ..إن كانت هي المعتدية فعلى من اعتدت؟ كل ما تفعله أنها تجلس على الرصيف بمنظر كئيب و تمد يدها مكررة عبارة ما قد تكون: في سبيل الله أو على خاطر ربي..أو شوفو لحال هاذ المسكينة..أو.. ربما إعتداءها هنا يكمن في كونها تزعج الناس و تكدر صفو حياتهم بلوحة البؤس التي تتفنن في رسمها وسط الطرقات .. صحيح منظرها البائس يفقد الشهية في الحياة و في كبل شيء ..لكن الناس قد ألفوا مثل هذا ..أنا شخصيا عندما أمر بهم لم أعد أحس بشيء .. النظرة الأولى ربما ..و إذا كانت هي المعتدى عليها فمن اعتدى عليها ..؟ الظروف ..؟الحياة.. ؟لكن القانون الذي يحاكم الظروف و الحياة ما زال لم يشرع بعد..بعد هذا التداعي , لبس نظارتيه و بينما كان يتأهب للخروج دخلت عليه السكرتيرة لتسأله مندهشة :" إلى أين ..و زبائنك؟ ثم أردفت قائلة: ماذا أرادت منك تلك المتسولة ؟ رد عليها :"صدقة" ثم امتطى سيارته متوجها إلى دار المحكمة محاولا الاستفسار حول هذه المسألة الشاذة.

    في طريقه إلى المحكمة بدأت الأحلام تراوده "هذه قضية شاذة , لكنها جديدة لم يسبق أن حدث مثلها في تاريخ العدالة...حين دخل المحكمة وجد زملاءه جالسين في قاعة فسيحة حول طاولة يتشاورون في أمور عملهم , حياهم و جلس ساكتا و لما انتهوا من مناقشاتهم طلب منهم البقاء ليطرح عليهم قضية مثيرة , تبادل الجميع نظرات الحيرة ثم تساءلوا إن حدث شيء خطير خلال هذا الأسبوع ,فتدخل أحدهم مطمئنا إياهم قائلا: لم يحدث شيء ذو أهمية تذكر فالأمور عادية و القضايا من النوع المألوف : رشاوي..اختلاسات.. مخدرات..قاطعه المحامي مصححا "أنا لم أقل أمرا خطيرا بل قضية مثيرة , ثم شرع يسرد عليهم تفاصيل قضية المتسولة التي تريد رفع قضية الحصول على شرعية التسول.نظر إليه الجميع باندهاش واستهزاء مؤنبين: لقد أفزعتنا يا أخي اصرفها عنك واهتم بما هو أهم "رد عليهم مؤكدا : "لقد حاولت لكنها أصرت علي" تدخل أحدهم"هذه سخافات و لست لأنت من يهتم بمثل هذه السخافات .. و إن جاءك سارق و طلب منك شرعية السرقة فهل ستقبل؟ قال المحامي :هذه متسولة و ليست سارقة. نهض آخر غاضبا"هذه مهزلة ,إخواني لا تستغربوا إن جاءكم يوما متسول آخر و طلب تأسيس جمعية المتسولين أو نقابة المتسولين..

    عاد المحامي يشرح و يوضح بعد أن كف الجميع عن الضحك: أرجوكم افهموني , إنها قضية شاذة يجب الاهتمام بها , أنا في البداية لم أعرها اهتماما و لكن بعد الأخذ و الرد وجدت أن التسول حقيقة موجودة ,واقع نلمسه كل يوم.. يجب اعتبار التسول كمشكلة تستلزم الحل...قال أحد الحاضرين و هو يتأهب للخروج :هيا عالجها أنت بمعرفتك...

    تفرق عنه الجميع الواحد تلو الآخر,إلى أن بقي وحده في مكانه مسمرا يفكر في السيدة التي ستعود إليه و قد وعدها بالنظر في قضيتها ..

    في المساء التقى بأصدقائه الذين كانوا من فئات مختلفة و كان صدره قد ضاق بما يحمله, فسرعان ما نشره في وسطهم غير أن محاورتهم في هذا الموضوع لم تفي بالغرض المطلوب إذ منهم من قال له أن الفقر و الغنى من سنن الحياة و أن التسول ظاهرة عادية و موجودة في كل المجتمعات و عبر كل الأزمنةو القضاء عليه نهائيا أمر مستحيل و منهم من قال أن ما يمكن عمله لمعالجة هذه الظاهرة هو التضامن معم بالتبرعات و المساهمة في بناء ديار الرحمة...واحتضان اليتامى لدى العائلات..بقي المحامي يجتهد في أيجاد وسيلة من شأنها إحداث الجديد في هذه المعضلة. وتبين له أن مشكلة التسول من شدة إعتياد الناس عليها لم تعد مشكلة ذات أهمية واستمر يطرح الأمر على كل يعتقد لديه جواب.

    أخيرا تبين له أن موضوع شرعية التسول إما مستحيل أو سابق لأوانه.في الليل بعد أن تناول عشاءه, خرج متجها صوب مكتبه على غير عادته , مقررا تحرير موضوع مرافعته , متحمسا و عاقدا العزم على أن يكون هذا الموضوع حاملا للجديد , دخل المكتب ,أشعل المذياع مخفضا صوته .شرع يكتب :إلى سيدي رئيس المحكمة ..ثم شطبها و قرر أن يكون موضوعه رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الجمهورية ثم عاد و شطبها,اهتدى إلى أن يخاطب نفسه هذه المرة: إلى أنا ..إلى أنا الذي يريد إضفاء الشرعية على التسول , كل متسول يحصل على رخصة يصبح مثله مثل التاجر يمارس عمله بكل حرية و دون مضايقات . ثم توقف ,أعاد قراءتها لم تعجبه فمزقها . استقر رأيه هذه المرة أن يتوجه بخطابه إلى المجتمع فباشر يكتب:" يا ناس ..يا حملة القرآن.. يا أمة محمد .. عار عليكم أن يكون بين ظهرانيكم متسولون...".لا.لا هذا كلام قالوه قبلي عدة مرات و في كثير من المناسبات . أخذ الورقة و رماها في سلة المهملات . عاد إلى كرسيه و جلس مسترخيا بعد أنزاد من حجم صوت المذياع الذي مازال يصدر منه صوت أ كلثوم و هي تغني لوعة الحب و أسى الفراق ..أشعل سيجارة و شرع ينفث الدخان من فمه على شكل حلقات صغيرة متتابعة تعلو سابحة إلى السقف , بقي يتابع تصاعدها في فضاء غرفة مكتبه ., في نفس الوقت كان طرف السيجارة المشتعل يزحف رويدا رويدا نحو إصبعه حتى لسعته الجمرة لسعة حارة نهض على إثرها حانقا غاضبا , دكها في المطفأة ضاربا بها الحائط بكل قوة فتناثرت قطع السجائر و رمادها على الأرضية التي كان يحرص دوما على نظافتها , ثم عاد إلى مكتبه متذمرا محاولا النوم عليه بعد أن أدار زر المذياع.
    سأبعث الجزء المكمل لمشروع روايتي المحرقة في المستقبل القريب بإذن الله تعالى

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.44

    افتراضي

    الأخ ابن الدين علي ..
    قصة تعالج موضوع حساس ، مشكلة التسول ، لا يوجد دولة في العالم لا يوجد فيها متسولين ، حتى من تدعي الديمقراطيه والتطور العلمي وتمتلك أضخم أسلحة دمار في العالم ، وهي قادرة على أن تختصر بتصنيع أسلحة الدمار لتطعم هؤلاء المتسولين ، لكن ..
    التسول عادة وهذا ما حاولت أنت أن تظهره بقصتك ، فتلك المتسوله بكل مظاهر البؤس الظاهرة عليها ، تملك من المال ما يسد طلبات محامي يرفع لها دعوه لتحصل على حق التشرد الذي ما تعودت غيره وحق التسول العمل الذي تتقنه .
    ألفت انتباهك فقط إلى كثرة الهنات في نصك ، هنات لغوية ، وهنات لوحة المفاتيح .
    تحيتي ....
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.34

    افتراضي

    العزيز ابن الدين..
    القضية عنوان يلفت الانتباه ويجرنا في خوض معركة جانبية قبل الدخول الى النص ذاته..أية قضية يقصد بها..ما نوع القضية هذه..هل هي سياسية..اجتماعية..دينية..ووو ووووهذا ما يجعل من المتابع والمتلقي يتشوق للخوض في النص اكثر واكثر.
    في هذه السردية الطويلة نسبياً .. تمكنت من ايجاد فجوة في ذهن القارئ لتدخل اليه مضمونك وفي اعتمادك على الصورة المباشرة والفكرة الواضحة..اثرت اكثر من سؤال ضمني واخرى ظاهرة للعيان.. وقد اعتمدت على اثارة المدرك القصصي من خلال انتقاء الجملة القصصية في عملية نقل المشهد او الصورة وتحويل الايصال الى دلالة.
    وبلاشك انك اجدت رسم ملامح الواقع التسولي الحاصل في اغلب مناطق العالم وليس حصرا على منطقة واحدة.. وهذا ما يرينا البؤس الانساني في حياته..وليس التشرد هنا والتسول الا فكرة اردت من خلال اضفاء بعض الرمزية عليها ان توجه رسالة الى الانسان كونه انسان..ولااعلم ربما يأتي ونجد نحن ايضا في واقعنا من يبحث عن محامي ليحصل له حق التشرد..مع اني اؤمن بان الجميع متشرد في هذا الوقت طالما هو لايملك ابشط مقومات البقاء والحياة والامان والاستقرار.

    نصك مركز..فيه اسقاطات واقعية سياسية اجتماعية فكرية فذة.

    محبتي لك
    جوتيار
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 559
    المواضيع : 113
    الردود : 559
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي الاستاذ جوتيار تمر

    لقد شرفتني بمرورك بمتصفحي و أعتز أيما إعتزاز بكل ما ذكرت. فعلا كلنا مشردون في هذا الزمن البائس و من قلة حيلتنا بتنا نبحث عمن يدافع عنا . شكرا و ألف شكر

  5. #5
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.65

    افتراضي

    ابن الدين .. أولا أأسف لبعض الحروف الناقصة في قصتك . أطلب منك أن ترصد ما ينقص وتصلحه ولو بإعادتها هنا في نفس الموضوع .

    ثانيا قصتك هذه هيَ من صميم الديموقراطية التي نحبذ تناميها في كل رحبة من الأرض ، ما عملت المسكينة سوى أنها تمد اليد وفقط .
    المتسولة أحبت عملها حد الثمالة ووجدت فيه نشوة ما لها مثيل فكيف تحرم من ذلك بتوفير كل ما يلزم لها ، أنت تؤكد أن هناك فرق بين العمل لكسب الرزق والعمل من أجل العمل لأنه أصبح حبا يملك كل شيئ فيك
    القصو ليست تافهة بأي منظور بل هيَ مما يجب أن يحكى ليفهم الناس ذلك ..
    ابن الدين شكرا

  6. #6
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,347
    المواضيع : 575
    الردود : 10347
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    من حقها أن تتسول مادامت تحب عملها فلماذا يحاولون منعها ولايمتنعون عن القتل بأبشع صوره ..
    أختك
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  7. #7
    الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 559
    المواضيع : 113
    الردود : 559
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية مشاهدة المشاركة
    من حقها أن تتسول مادامت تحب عملها فلماذا يحاولون منعها ولايمتنعون عن القتل بأبشع صوره ..
    أختك
    بنت البحر
    أشكرك اختي زاهية على مرورك الكريم و على ردك الواعي .فقط تمنيت لو سجلتي لي بعض الملاحظات حول القصة من الناحية الفنية

  8. #8
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.21
    من مواضيعي

      افتراضي

      الأخ ابن الدين علي
      قرأتها بتمعن ، لأنني أردت قراءة واضحة لما بين السطور وخلفها وما فوقها
      فوجدتها نداء صريحا للعدالة المجتمعية المفقودة.
      هناك درجات من المهن ربما يكون التسول أقلها اساءة للغير رغم ما يحمله من امتهان لذات المتسول . أليس من حق المرأة هذه التشبث بموقفها وهي التي رضيت بالسيء كي لا تنزلق للأسوأ ؟

      معالجة ناعمة وجادة

      تحياتي وتقديري
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #9
      الصورة الرمزية ابن الدين علي قلم نشيط
      تاريخ التسجيل : Sep 2006
      الدولة : الجزائر
      المشاركات : 559
      المواضيع : 113
      الردود : 559
      المعدل اليومي : 0.08

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان الاغا مشاهدة المشاركة
      الأخ ابن الدين علي
      قرأتها بتمعن ، لأنني أردت قراءة واضحة لما بين السطور وخلفها وما فوقها
      فوجدتها نداء صريحا للعدالة المجتمعية المفقودة.
      هناك درجات من المهن ربما يكون التسول أقلها اساءة للغير رغم ما يحمله من امتهان لذات المتسول . أليس من حق المرأة هذه التشبث بموقفها وهي التي رضيت بالسيء كي لا تنزلق للأسوأ ؟
      معالجة ناعمة وجادة
      تحياتي وتقديري
      أختي حنان أشكرك على هذه الاطلالة و على هذا التعقيب الهادئ . هذه المرأة تتشبث بالتسول لأن المجتمع لم يترك لها غيره ثم شبت و ترعرعت عليه و الذنب هنا ليس ذنبها بل ذنب مجتمعها

    • #10
      أديب
      تاريخ التسجيل : Jan 2007
      المشاركات : 271
      المواضيع : 44
      الردود : 271
      المعدل اليومي : 0.04

      افتراضي

      التعاطف مع المتسولة هنا كتعاطف المتفرج مع منحرفة في السينما .. في هذا النص اجد نقد لاذعا للمجمتع الذي يسمح لهذه الظاهرة التي تنكرها كل العقائد .. النص طويل ولكنه جذاب مشوق فقد جزءا من بريقه لتحول البطولة الى المحامي .. تحياتي

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. شاعر لا يأكل من صحن القضية(نرجو من الجميع الدخول)
      بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
      مشاركات: 21
      آخر مشاركة: 26-09-2005, 12:59 AM
    2. بحروف من نور - رجال القضية -
      بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 18-03-2004, 03:37 PM
    3. ثوابت القضية
      بواسطة نبيل شبيب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 22-12-2003, 03:41 AM
    4. بين الفيزا والهوية ضاعت القضية
      بواسطة لاجيء فلسطيني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 22-05-2003, 09:52 AM