|
قد عشتُ دهراً والنوافذ مغلقهْ |
والنفس في حضنِ الاماني مرهقهْ |
اشتاقُ وهماً غائباً فيزورَني |
لله ماأقسى الحنين وأرفقهْ |
حولي جنانٌ من خيوط عناكبٍ |
مملوؤةٌ بالخوف دوما مغرقهْ |
محفوفة باليأس في جنباتها |
وجدا وأزهار الجوى متفتقهْ |
رسَمَتْ بها الأطيارُ لوحةَ عابث |
الوانها مجموعة متفرقهْ |
نبَتَ الهوى اشجارَ ظل بائسٍ |
يحمي عيوناً بالرجا مترقرقه |
في ذاتِ يومٍ في ابتهالات الدجى |
وأنا أغوصُ بسرّها مستغرقهْ |
حرّّكتَ باب الديِرِ من سكناته |
فهفا له قلبي وعيني تسبقهْ |
حلمٌ أتى أم ذاك طيفُ عباءةٍ |
أحنَى على شبّاك ديري عانقهْ |
فتحرّك الألم الدفين بداخلي |
يبكي لحال الوجدِ منّي يرمقهْ |
فمدَدتُ كفّا بالزلازل هائجا |
ليزيح أستارا علي ممزقهْ |
وفتحتُ شرفتي الكئيبة لوعة |
وزفرتُ همّي كي أعود فأشهقه |
وسمعتُ صوتك في رحابِ حديقتي |
سبحان من صاغ الجمالَ وانطقهْ |
والشمسُ ترسلُ من بقايا نورها |
حُزَما تشعُّ بضوئها متنمّقه |
كانت تداعبُ عالمي بشعاعها |
فكأنها أنفاس همّ محرقهْ |
مااعتدْتُ اشراقا فعيني فارقت |
نظراتها لمّا لها النور ارتقى |
اطبقتُ أجفاني على مُرّ القذى |
ورجعت أدراجي لحضنِ الشرنقهْ |