|
بك لا بغيرك عِـلـَّـتي وشِفائي |
وإليك أبعث بسمتي وبكائي |
ألقاك في شغفٍ لأنّ لقاءنا |
لاشك يمحو - إن لقيتك - دائي |
ألقاك بين مُرَحِّبٍ بلقائنا |
دوماً ، وبين مَظاهر استحيائي |
ألقاك والآمال تحمل مهجتي |
لسحائب الآلام فوق سمائي |
@ |
أنا حائرٌ قلِقٌ ، أراك بمهجتي |
وأراك ممتهَناً كأنك مُذنِبٌ |
لم يَرْجُ عدلَ محاكمي وقضائي |
وأراك محفوفاً ببسمة أُمَّتي |
يوماً ، ويوماً في لظى الرُّقَباء |
تأتي وترحل ، والنفوس كأنها |
قيعانُ رملٍ ما احتفت بالماء |
فإذا رحلتَ بكتْ عليك عيونُنا |
أما القلوبُ ففرحةُ استعلاء |
فكأنها بك لم تذقْ طعمَ الرّضا |
يوم احتمت بحماك من أعدائي |
@ |
أنا فيك يا رمضانُ أعصر مهجتي |
ألقاك بالترحاب ، لو نطق السُّها |
لأتى يردِّد في الغناء غنائي |
وجثـا مع الجاثين حولك ، لحنُهم |
يتلو عليك تحيّتي وندائي |
هي من صميم القلب ، لونُ حروفها |
يحْمرُّ من سقياه نبعَ دمائي |
وتعود إن ألقت إليك سلامها |
بيضـاء رغم الغيمة السوداء |
@ |
ألقاك يا رمضانُ كلُّ سواعدي |
موسومةٌ بالعجز رغم حراكها |
بين اكتمال النور والظلماء |
تسعى لتستبق الشموسَ بعزمةِ |
الآتي من الإغواء للإغواء |
هي عزمةٌ لكنّها اعتادت على |
وأْدِ العزائم والسَّـنا الوضَّـاء |
@ |
ألقاك يا رمضانُ جُلُّ شكايتي |
أنا أُمَّـة المليار دنَّسها العِدا |
فأحلَّ عِرضيَ واستباح خبائي |
وأقال عزميَ حين بدَّل منطقي |
وأقام فوق شكيمتي وإبائي |
أرخى زمام الحرب حين خذلتُها |
وأتى يرتِّل بالحِراب حُدائي |
يستاقني نحو الرَّدى فكأنما |
يستاق مسجوناً من السجناء |
ويذيقني ذُلاًّ عرفتُ به الأسى |
دهراً ، وما عرف الأُساةُ دوائي |
@ |
شكواي يعرفها الجميع ، فمشعلي |
ألقى به حَـرَّ اللهيب ولم أفز |
بضيائه حين افتقدتُ ضيائي |
والجهلُ يُتلِف كلَّ ما ملكتْ يدي |
إذ تاه علـمُ الأوَّلين ورائي |
جازتْ بحارَ العلـم كلُّ كتيبةٍ |
إلا كتائبُ أُمَّــة الغوغاء |
سيفي يخاف الطَّعنَ بين سيوفهم |
والسيفُ يَجْبُنُ في يــدِ الجُبَناء |
والدِّرعُ لو أنّ البُغاثَ أغارها |
لاجتثـَّها من كفِّـيَ الشَّمطاء |
كان الحِمامُ إذا اشتهى أن يزدهي |
فخراً يسوق حصانَه لفنائي |
يسقيه من نبع الكرامة في يدي |
ويقارع الأبطالَ تحت لوائي |
حتى يعودَ وفي يديه تَعَهُّدٌ |
ألا يُجالدَ في الوغى أبنائي |
فطوتْ عهودَ العزِّ كفـُّـك بعدما |
خطـَّوْا بأقلام الخَـنا أنبائي |
@ |
ما جئتُ يا رمضانُ أبكي إنما |
هي قِـصَّةٌ لم ترْوِها كتبُ الهوى |
قبلي ، ولا حيكتْ بكفِّ رِوائي |
أحزانُها لو أنّ ناياً صاغها |
لحناً تعذَّر منطقُ الإصغاء |
والحزنُ يُدْبر إن رآك مبشِّراً |
بالعودة الكبرى إلى العلياء |
أقبلْ فديتُك فالبشائر مطلبي |
لا تحقِـرنَّ مطالبي ورجائي |
واسمع أنيني لو بثثتُ كوامني |
قبل التقائي يا لبُـعْـدَ لقائي |
لو ذاقت الأيام بعضَ تأوُّهي |
لأتت تردِّد فيك بعضَ دعائي |
ألا يغيب مدى الزمان لقاؤنا |
كي لا يطول مع الشقاء شقائي |