أين أنت ؟ أين العين الآسية ؟ أين اليد الحانية ؟ أين الصوت الحزين ؟
ما كنت أعلم أن مثلك يمكن أن يقسو !
ما كنت أعلم أن مثلك يمكن أن يمحو حنان عينيه !
ما كنت أتخيل أنه يوما قد يحدث مثل هذا
سحبت خنجرك بهدوء من غمده .. تقدمت نحوي برفق .. ابتسمت بحنو
و أغمدت خنجرك حتى مقبضه في صدري
تركتني أتخبط في دمائي
تلك الدماء التي ما حملت يوما إلا حبا طاهرا .. التي كنت مستعدة لأبذلها لك حتى آخر قطرة
فبذلتها أنت لحجارة الطريق
قتلتني ..
و مشيت تحكي خيانتي و غدري
أحقا تظنني غادرة ؟؟
أحقا تظنني غبت و أنا فرحة بألمك .. سعيدة بالعذاب يحيطك ؟؟
تتهمني بما أنت غارق فيه و تطعنني .. و أنا أريد أن أحميك من طعنات الأيام
لم تتألم يوما لأجلي ..
لكني تألمت دوما لأجلك
لم تحمل لي يوما كلمة حنو في جعبتك ..
و كان كل حناني لك و من أجلك
لم تسع يوما لرسم ابتسامة على شفتي ألمي ..
و هرعت لأجعل حياتك ابتسامة تتسع و تتسع .. و لا تتكدر أبدا
أحقا تظن ما قلته لي ؟
أحقا تؤمن بتلك الكلمات القاسية التي اقترفتها في وجهي ؟
أحقا تريد أن تبعدني عن عالمك ؟
أجل .. أنا رحلت .. تركتك إلى الأبد
لكن ليس لأنني ( لا مبالية .. قاسية ) كما هتفت بي
ليس لأنني ( دنيئة .. ) كما قلت حين كلفت نفسك أن تدير قرص الهاتف ..
لتصرخ في بهذه الكلمة .. و تلقي السماعة بعيدا
لا .. أنا لم أكن كذلك و لن أكون ..
قد طهر عشقك قلبي من كل درن و علمني حبك كيف أعطي و لا آخذ .. كيف أضحي .. و لا أنتظر ابتسامة حنو
أتريد أن تعرف لم رحلت ؟
رحلت لأن لك أما يجب أن تبرها و امرأة يجب أن تعشقها و لأن لك ابنا سيأتي بعد قليل ..
ابنا كل ذرة منك يجب أن تكون ملكا له
لم أكذب عليك
و لم أكذب على نفسي
ما كان لي مكان في حياتك
و كنت أنت حياتي كلها ..
رحلت أنا و لكنك لن ترحل من قلبي قط ..
ابتعدت و لكنك لن تفارق همسات روحي ..
سأبقى هنا .. قريبة ..
أرقبك .. أرقب سعادتك ..
أرقب ابتسامتك المنتشية ..
و أرى الحب ينسج حياتك بألوان الطيف ..
سأبتعد ..
لكني أترك قلبي بين يديك تدوسه بقسوتك و تغرسه في أرض الألم .. و تسقيه موتا
علمت اليوم أنه زفافك ..
جئت .. جئت لأرى تلك التي أغبطها و لأرى سعادتك .. لأراك مبتسما منتشيا
لكن .. لماذا الحزن في عينيك ؟؟
أماند