المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيد خالد علي
عندما يُورق الفشل... تتفتح أزهار الجراح
********************
كانَ الربيـعُ علـى أهـدابِ قافيتـي
يَمُرُّ طيفـاً وينسـى فوقَهـا السَّهَـرا
والحبُّ كـان هنـا لَمَّـا أتيـتِ إلـى
أوراقِ شعري.. فهامَ الشعرُ وانْتَحَـرا
واليومَ عادتْ إلى من قبلِ مـا بـدأتْ
ألحـانُ قصّتِنـا لا تعـرفُ الـوتَـرا
عادت كـأن لـم تكـن أيـام قصتنـا
حبيبتـي.. ونسينـا بعدهـا الـذِّكَـرا
أوتارُ حُزني بلحـنِ اليـأسِ غارقـةٌ
وكأسُ شوقي بخمرِ اليأسِ قـد سَكَـرا
أنا الـذي لـم يَكُـنْ يـدري نهايَتَـهُ
أدنى إليهِ منَ الطـرفِ الـذي نَظَـرا
أوهمتُ وردي بعطـرٍ لا وجـودَ لـهُ
فـراحَ يذبـلُ أحزانـاً ومـا صَبََـرا
مـاذا سأكتـبُ عَمّـا منـكِ حَطَّمَنـي
وكلُّ ما منـكِ عنـدي حَطَّـمَ القَـدَرا
أضعتُ نفسي.. ولا أدري بما فعلـتْ
بيَ الليالي.. وقلبـي خالـفَ النَّظَـرا
أرسلتُ سِحْرَ غرامي في الهوى سَحَرَا ً
وقد قتلتِ بحبّـي السِّحْـرَ والسَّحَـرا
ذبحتِ في صدريَ المجـروحِ أمنيتـي
حزناً.. كفرعونَ لَمّـا يذبـحِ الذَّكَـرا
وماتَ في الصدرِ شعري, قبلما شَهَقَتْ
أنفاسُهُ الحبَّ.. فاسْتَلْقى..ومـا زَفَـرا
أَضَعْتِني بعدما -في الحبِّ مُلْهِمَتـي-
أهديتُ للحبِّ فيكِ السمـعَ والبَصَـرا
وأورقَ الفشلُ المزروعُ فـي جسـدي
كما تَفَتَّحَ جُرحي في الهـوى زَهَـرا
فكم بقيتُ رقيـبَ المستحيـلِ.. علـى
أرجوحةِ الوهمِ طولَ العمـرِ مُنْتَظِـرا
ومَرْسَمـي كفـرتْ بالصبـغِ لوحَتُـهُ
فارْتَدَّ يبكي علـى جُدرانِـهِ الصُّـوَرا
إذاً سأنسـى إذا شَـعّـتْ بذاكـرتـي
سماءُ حبِّكِ أو أسـرتْ لـيَ المَطَـرا
وأطردُ الشمسَ عن أُفْقـي إذا طلعـتْ
وأقتلُ الصُّبحَ فـي حزنـي إذا سَفَـرا
وأشربُ الماءَ من جرحي بلا عطـشٍ
فلستُ في كـانَ لا إسمـاً ولا خَبَـرا
سترحليـنَ وأبقـى مثلـمـا بَقِـيَـتْ
عينايَ.. في هامشِ الأيـامِ مُحْتَضِـرا
وسوفَ أتلو على قبرِ الهوى سُـوَري
فَلْتَخْشَعي اليومَ لَمّا تَسْمَعـي السُّـوَرا
سأُخبرُ الليلَ عن عينيـكِ- إنْ سألـتْ
عينـاهُ عينـيَّ- : لا أدري لهـا أثَـرا
أنـا هنـا شَفَـةُ الأوجـاعِ تأكُلُـنـي
فَلْيَسْمَحِ الحبُّ لي.. أنْ أبـدأَ السَّفَـرا
ستذكريـنَ صَلاتـي كُلَّمـا لـجـأتْ
عيناكِ للحـبِّ حتـى تَعْتُقـي الهَـذَرا
وسوفَ أبكي بلا دمـعٍ علـى قـدري
حبيبتي.. كي يظـلَّ الجـرحُ مُنْدَثِـرا
أنا السعادةُ شيءٌ ضاعَ مـن عُمُـري
فَمَنْ على عمريَ المذبوحِ قـد عَثَـرا
أنا هنا فـي دروبِ المـوتِ مُرْتَحِـلٌ
ليـلٌ أنـا ضيَّـعَ الأفـلاكَ والقَمَـرا
فهـل ستأتيـنَ بعـد المـوتِ أُغنيـة
لِتَبْعَثي القلـبَ مِـنْ حِرْمانِـهِ سَمَـرا
أنـا الـذي مُنْـذُ أنْ سُنَّـتْ شَريعَتُـهُ
بحبِّ أُنْثى مَـدى الأيـامِ مـا شَعَـرا
************************
تحياتي
سراب الوصول: زيد خالد علي