إلى عينيك قرّرتُ الرحيلا
وإن كان المدى وعراً طويلا
مدائنها تُذكّرني خيالي
إذا ماجئتها أبغي الدليلا
حُرِمتُ بها المنام ولا أُبالي
بهِ إن كان خاتمتي الوصولا
كأنّ رموشها واللهُ حسبي
سهامٌ خلّفتْ قلبي قتيلا
وتحييهِ إذا غنّتْ بصوتٍ
سماويٍّ يضيّعني السبيلا
أُفدّيها بنفسي إن تثنّت
وأُبصِرُ كلّ ذي شأنٍ ضئيلا
فدتكِ النّفس ياعطراً زكيّاً
دعا شوقي فوافاهُ ذليلا
أبُثُّ لكِ اللواعجَ فاسمعيني
اعيني مُدنفاً صبّاً عليلا
رسمتُ عيونكِ الولهى وفاءً
كنقشٍ في فؤادي لن يزولا
فدتكِ النّفس ياجنّات سحرٍ
رضابُكِ كوثرٌ فاروِ الغليلا
أرى في الشعرِ عجزاً أيّ عجزٍ
يفي عينيك قدرهما الجليلا
فدتكِ النّفس يا أنثى تجلّتْ
بحُسنٍ ماوجدتُ لهُ مثيلا
سأُبحِرُ في جمالكِ دون خوفٍ
لأنّ الخوف يمنعني الوصولا
إذا ماخِفتُ أمواجاً وريحاً
علِمتُ بأنّ دهركِ لن ينيلا
سفيني الحبّ والذكرى شراعي
لكِ الإبحارُ كم يبدو جميلا
أحبّكِ ياملاذ القلبِ حُبّاً
يُرى حبُّ الأنامِ بهِ قليلا
أحبّكِ .. أنتِ أوردتي وإنّي
أحِبّكِ فاقبلي منّي الرحيلا