|
نجنـي مــن الــروضِ النضـيـرِ ثِـمـارَهُ |
أدباً وفِـكـراً بالقلوبِ تـفـرّعـا! |
ولَـكَـم نَهَلـنـا مــن كـنـوزِ مـعـارفٍ |
والـيـومَ نِلـنـا مــن جـنـاهُ الأيـنـعـا |
هـي بــذرةُ العُـمَـري وسُقـيـا جـهـدهِ |
أضحَـت بـمـا بَــذَلَ الـكِـرامُ الأنفـعـا |
فـي مَجمـعِ الأَعــلامِ أصـبـحَ غصنُـهـا |
بـيـن الغـصـونِ المُستـطـابَ الأرفـعــا |
يــا أيـهـا الأفــذاذُ دومــوا مثـلـمـا |
كنتـم لـهـا الحـصـنَ الحصـيـنَ الأمنـعـا |
لا زالَ دربُ المـجـدِ يـرقــبُ خـطـوَكـم |
وَلَـكَـم مشيـتـم دربَ فـخـرٍ مهْـيـعـا |
كُـنّـا لِواحـتـنـا كـقـلـبٍ واحـــدٍ |
واليـومَ نبـصـرُ ومــضَ فرحتـنـا مـعـا |
والقـلـبُ ضـــجَّ بنـبـضِـهِ متـرنِّـمـاً |
و لِـفـرطِ بهجـتِـهِ أنـــارَ الأضـلـعـا! |
طـوبـى لـمــن رامَ المـعـالـي مـأربــاً |
طـوبـى لـمـن إن قــالَ قــولاً أَسمـعـا |
يـا صـحـبُ تـلـكَ قريحـتـي وكأنّـهـا |
عـطـرٌ رأيــتُ الـحــقَّ أن يتـضـوعـا |
فــي واحــةِ الآدابِ طــاب الملـتـقـى |
و لإَن سمـونـا لــن نـكــفَّ تطـلّـعـا |
نَــرِدُ المنـاهـلَ فــي رُبـاهــا ثـــرّةً |
ونــرى الـمـواردَ دونـهــا مستنـقـعـا |
ونـــرى بِـنـاهـا شـامـخـاً بـرجـالِـهِ |
ونرى الخرابَ بغيرها متجمّعا ! |
يــا واحــةًَ سَمَـقَـت عـلـى أقرانـهـا |
نختصُّـهـا ونـــرى سـواهــا بلـقـعـا |
فهـي الخصيبـةُ (والـدُنـا فــي جُدبِـهـا!) |
وهــي الحبيـبـةُ إذ حَبَتْـنـا الأمـتـعـا ! |