|
شعوب الأرض واقفة ببابي |
تعزِّيني وقد علِمَتْ مُصابي |
ولا أدري أيكفيني عزاءٌ |
لأنسى بعد هذا الهم ما بي |
|
أرى حولي شبابًا ليس فيهم |
همومٌ عندهم لكن تهاوت |
لتسحبهم إلى بُؤَرِ الخراب |
أسائلهم : لديكم أي بُشْرى |
لأُمَّتِنا ؟ فيكويني جوابي |
وأرمقهم لعل بريق وَمْضٍ |
أشاهده يُبَشِّرُ بالإياب |
ولكني أعود حزين قلب |
فكل وميضهم مَحْضُ السراب |
وكم ناديت آمل أن أراهم |
معي في درب آمالي العِذاب |
فأرجع في نداءاتي وحيدًا |
أقاسي كل أصناف العَذاب |
|
أفيكم من تُحَرِّقه الرزايا ؟ |
وتسقيه المصائبُ عند قومي |
كؤوساً حُلْوُها مُرُّ الشراب ؟ |
ويكوي صدرَه همٌّ وغمٌّ |
له صوتٌ كأصوات الذئاب ؟ |
أفيكم من يشاركنا هموماً |
ويشكو مثلَنا هَوْلَ المُصاب ؟ |
ويمسي والكتاب له رفيق |
ويصبح وهو في كَنَفِ الكتاب ؟ |
ويسمع أنَّةَ الثكلى فيغدو |
كمعتصمٍ إلى هَزِّ الحِراب ؟ |
فيمحو كل آلام العذارى |
ويمسح دمعة الطفل المُصاب ؟ |
|
لقد كنتم لنا أملاً ، فغِبْتُم |
رسمنا في انتظاركمُ الأماني |
كغيثٍ لاح في رَحِمِ السحاب |
فأمطرَنا ، ولكن ما وجدنا |
بسُقْيا غيثِكم غيْرَ التُّراب |
طرِبنا إذ حسِبناكم دليلاً |
يقود جُموعَنا يوم الضِّراب |
فتهنا في تَتَبُّعِكم ، وخُضْنا |
دروب الخِزْي نغرق في الضباب |
كأنَّ دليلَنا – يوم انطلقنا |
لنتْبعَكم – "أَضَلُّ من الغُراب" |
" ومن يكن الغرابُ له دليلاً |
يَمُرُّ به على جِيَفِ الكلاب " |
|
أجيبوني ، فعندي فَيْضُ حُبٍّ |
أجيبوني ، فإن الحب لحن |
سأعزفه على لحن العِتاب |
سأنثره ليصبح – إن قبِلتُمْ - |
وُرودًا تزدهي فوق الهضاب |
أجيبوني فمازلنا جميعاً |
بنا شوق إلى فصل الخطاب |
أجيبوني بأيِّ دُنا سنحيا |
وأمتنا مُمَزَّقة الثياب؟ |
تكاد بخِزيِها ألا نراها |
سوى في إثْرِ أبناء الـــ ..... (1) |
وأن ينهار ماضيها ليغدو |
فُتاتاً بين أقدام الذُّباب |
وأن تمسي – وقد عَزَّتْ رُباها |
دُهورًا – تشتكي ذُلَّ الروابي |
ويغدو كلُّ قصر للمعالي |
عديمَ النفع مهدومَ القِباب |
أجيبوني ، أعندكمُ جوابٌ |
يُريح القلبَ من نار اضطراب ؟ |
أجيبوني ، فعِزَّتُنا ستأتي |
لأُمَّتِنا على أيدي الشباب |