|
كُنْ فِي الحَيَاةِ جَمِيلَ الذِكْرِ وَالعَمَـلِ |
وَدَعْ هَـوَاكَ وَلا تَغْتَـرَّ بِالأَمَــلِ |
وَزَيِّـنِ النَّفْسَ فِي أَسْمَى فَضَـائِلِهَا |
وَصُـنْ فُؤَادَكَ عَنْ إِظْلامَـةِ الزَّلَـلِ |
وَاجْعَلْ لِعَيْشِكَ بِالإِيمَـانِ نُورَ تُقَى |
وَانْهَجْ سَـبِيلَكَ بِالأَخْلاقِ يَكْتَمِـلِ |
إِنِّي رَأَيْتُ ذَوِي الأَهَـوَاءِ فِي كَبَدٍ |
تَاهُـوا عَلَى صُوَرِ الأَوْهَامِ فِي ثَمَلِ |
لَـوْ أنَّهمْ رَجَعُـوا لِلْحَقِّ مَا وَجَدُوا |
غَـيرَ السَّـعَادَةِ وَالإِكْـرَامِ وَالمُثُـلِ |
لَـوْ أنَّهمْ جَعَلُـوا لِلْحَقِّ قُدْوَتَهُـمْ |
طِبَّ القُلُـوبِ وَنُورَ العَيْنِ وَالمُقَـلِ |
مَحَمَّـدًا نِعْمَـةَ الهَـادِي وَصَفْوَتَـهُ |
وَأَفْضَـلَ الخَلْقِ فِي عِلْـمٍ وَفِي عَمَلِ |
ابْنَ الأَكَارِمِ فِي فَضْـلٍ وَفِي نَسَـبٍ |
وَذَا المَكَارِمِ فِي هَدْيٍ وَفِي سُـبُلِ |
زَانَ الوُجُـودَ ضِيَاءً يَـوْمَ مَوْلِـدِهِ |
وَأَشْـرَقَ الكَوْنُ يُبْدِي أَرْوَعَ الحُلَلِ |
لَمَّـا أَفَاضَ إِلَـهُ الكَـوْنِ رَحْمَتَـهُ |
طَارَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَـنِ فِي جَـذَلِ |
نَارُ المَجُـوْسِ تَوَارَتْ وَالوَقـودُ بِهَا |
وَمِنْ سَـنَاهُ قَضَى إِبْلِيْسُ بالغَلَلِ |
هُوَ الصَّـدُوقُ وَقَوْلُ الْحَقِّ مَنْطِقُـهُ |
وَهْوَ الأَمِـينُ عَلَى الإِنْسَانِ وَالنِحَلِ |
وَهْوَ المُبَـارَكُ فِي حِلٍّ وَفِي سَـفَرٍ |
وَهْوَ المُقَـدَّمُ إِجْـلالاً إِلَى الجَلَـلِ |
فَاسْـأَلْ حَلِيْمَةَ عَنْ خَيْرَاتِ مَرْضَعِهِ |
وَاسْأَلْ خَدِيْجَةَ عَنْ مَالٍ وَعَنْ رَجُل |
وَاسْأَلْ قُرَيْشَ عَنْ الْمَحْمُـودِ فِي خُلُقٍ |
وَأَكْرَمِ النَّـاسِ فِي بَذْلٍ وَفِي شُـغُلِ |
لَمَّــا تَنَـزَّلَ جِبْرِيـلُ الأَمِينُ لَـهُ |
يَهْـدِي إِلَيْـهِ رَسُولاً أَفْضَلَ المِلَـلِ |
يَهْـدِي إِلَيْهِ سَـبيْلَ الْحَقِّ فِي زَمَنٍ |
تَاهَ السَّـبِيلُ بِأَهْلِ العَقْلِ وَالجَـدَلِ |
بِالصَّبْرِ وَالعَزْمِ وَالإِيْمَـانِ مُحْتَسِـبًا |
قَضَى عَلَى الكُفْرِ وَالأَصْنَامِ وَالدَّجَلِ |
كَانَ الْجِهَـادُ سَـبِيلاً فِي أَسِـنَّتِهِ |
يَحْمِي حِمَى الدِّيـنِ فِي إِقْدَامَةِ البَطَلِ |
فِي هَدْيِ أَحْمَـدَ وَالقُرْآنِ هَلَّ بِنَا |
نُورُ البَصَائِـرِ وَالأَبْصَـارِ وَالسُـبُلِ |
يَهْدِي بِرِفْـقٍ وَيَقْضِي حَازِمًا عَدِلاً |
وَيَنْشُـرُ الدِّيـنَ بِالإِيْمَانِ وَالعَمَـلِ |
وَيَسْـتَمِيْلُ هُدَىً مِنْ لِيـنِ جَانِبِـهِ |
أَقْسَى القُلُـوْبِ فَتَغْـدُو خَيْرَ مُمْتَثِلِ |
وَيَزْرَعُ الْحُبَّ وَالإيْثَـارِ فِي أُمَــمٍ |
صَارَتْ عَلَى الدَّهْرِ دَوْمًا أَعْظَمَ الدُّوَلِ |
يَا سَـيِّدَ الْخَلْقِ يَا خَيْرَ العِبَادِ يَدًا |
يَا طَلْعَـةَ البَّدْرِ يَا أَحْلَى مِن العَسَـلِ |
يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ يَوْمَ العَرْضِ أَنْتَ لَنَا |
نِعْمُ الشَّفيعُ وَحصْنُ النَّفْسِ مِنْ وَجَلِ |
تُعْطَى الشَّـفَاعَةَ دُونَ الأَنْبِيَـاءِ وَمَا |
يُعْطَى الشَّـفَاعَةَ إِلاَّ سَـيِّدَ الرُسُـلِ |
صَلَّى عَلَيْـكَ إِلَـهُ الكَوْنِ مُنْفَـرِدًا |
وَالإِنْسُ وَالْجِـنُّ تَسْـلِيْمًا بِلا مَلَلِ |