|
الهَمُّ يطنِبُ والسعادة توجزُ |
والسَّعد يَخفى والشقاوة تبرزُ |
الحزن يُغدِق من عطايا فيضه |
والغمُّ يُنفِق والمسرَّة تكنُزُ |
والقبر للمهموم أرحبُ مسكنٍ |
إن ضاق عيشٌ أو تضايق حيِّزُ |
الصبح قد شدَّ الرِّحال مهاجراً |
والليل جاثٍ بالكآبةِ يوعِزُ |
البدر مشدود الوثاق مقيَّدٌ |
والنجم يرعش والغمام مُهَزْهزُ |
تتصارع الأفكاربين جوانحي |
الفقر يدفع والكرامة تحجزُ |
صعلوك ليلٍ غير أني للردى |
توَّاق نفسٍ للردى متجهِّزُ |
إنَّ الردى .. لو كنتَ تعلم ما الردى |
أملي الردى وأرى الردى يتجوَّزُ |
وتلوكني حِقَبٌ عجافٌ مُرَّةٌ |
والدهر يختلس الكرام يُبَزْبِزُ |
وأسير في ركب الحياة وكلما |
قعستْ مطايا الحال حيناً أُلْكَزُ |
يُمسي البخيل مُنعَّماً في ماله |
وأخو السحابة والشهامة مُعْوِزُ |
" شوك المهانة " في فؤادي يوخزُ |
النُّبل ينزع والمذلَّة تغرزُ |
فأقول يا نفسي يقال بما مضى |
" العين تُبصر والأيادي تعجز " |
النفس تتلفها مواعيد المنى |
العمر يُخلف والمنيَّة تُنجزُ |
والنفس تنفر من سماع منيةٍ |
وأرى النفوس إلى المنايا تأرزُ |
والمرءَ تصرعه الحياة وهمُّها |
الدهر يطعن والنوائب تُجهِزُ |
بقي الذين همُ اللئام وخُلِّدوا |
ومضى الذين همُ الكرام وفوِّزوا |
فشماتة الأعداء تفري أكبدي |
وغدٌ يعرِّض بالحديث ويلمزُ |
وأمضُّ ما قد ذاق قلبي من أسى |
أنَّ ابن عمي بينهم يتغامزُ |
وحسبتُ أسياف الصحاب لنصرتي |
فإذا السيوف لقتلتي تتحفَّزُ |
إني لأُخْفِض للصحاب جوانحي |
وأطير نحو المعتدين وأجمُزُ |
أهجو الأعادي لا أهاب جدالهم |
فإذا الصحاب تحدَّثوا أتحرَّزُ |
من كان يهذي بالوعيد فقل له : |
سترى إذا حُمَّ الوغى من يأبزُ |
لا تفخرنْ قبل النزال بصولةٍ |
يوم الكريهةِ يُبصر المتفَجِّزُ |
إني من القوم الذين تسامقوا |
فوق الثريَّا والمكارم أحرزوا |
إن لم أكن قبل الطلائع مقدماً |
فمن الذي عند الصبيحة يبرزُ |
فلكم تراشقنا المنايا بيننا |
والنصل في صدر الأعادي يُركزُ |
فترى الأعادي في الفلاة تجندلوا |
السيف يشدو والمنية ترجزُ |