و الآن ..
ماذا الآن و قد انتهى كل شيء؟
كل شيء، كأنه لم يكن البتة، كأنه لم يتكون ، لم يتكور قبلا في زاوية القلب ،ثم تمدد،ثم انتشى، ثم أطلق صرخة الولادة ،ولادة لطفل خديج غير مكتمل ..أو ربما قدر له ألا يكتمل.
طفل نما بيننا ، تغذى من بطين القلب و شريانه،تمشى على ضفاف الروح،كبر بالكلمات و النظرات .
طفل جميل نما بيننا كيوم ربيعي دخل حديقة غناء مزهرة فنثر فيها دفئا و ضوءا و عطرا ،مكث ساعات النهار كلها،شاركنا مقعد الحديقة و مقعد القلب ،ولكنه عند الغروب ..الأفول،ولى هاربا بسرعة فهو يخشى الظلام، ولكنه ربما يعود في طلعة شمس اخرى...
طفلنا نما كما تنمو الأعشاب البرية بلا استئذان وبلا دعوة وبلا هوادة...نما وكبر بأعيننا وفي كل لحظة أرامقه فيها يكبر أحس بدنو ذبوله،انطفاءه ،رحيله ..أو موته.
طفل نما بيننا علقة ثم مضغة ثم كبر جنينا في أحشاء العمر
طفلنا رد لي بعضا من روحي حين تمنتْ
طفلنا رد لي بعضا من ألق حين كنتْ
طفلنا رد لي بعضا من حياة حين أردتْ
طفلنا نمى فيما بيني و بينك ،فيما بيني و بيني
يوما ما ، عندما توقف الزمن برهة ، فتحت عيني لأرى طفلنا بلا حراك ...فاقدالحياة ،جثته بيضاء باردة كالثلج
كانه لم يكن ...و لم يتكون!