|
تواريتُ في قلبي فلاقـيتُ أحـبابا![](clear.gif) |
وعـانقتُ نفسي فالهوى دقّ أبوابا |
كأنـّي بذي المنفى أسيرةُ فـارسٍ![](clear.gif) |
رمَى سيفَهُ كي يقطفَ الوردَ أرطابا |
فقدْ جلتُ في أرضِ الحياةِ معذّبـًا![](clear.gif) |
فضاقتْ بيَ الأرضُ اعتكافًا وأسبابا |
وما كانَ سكنايَ الموحـّدُ موطني![](clear.gif) |
إلى أنْ أتاهُ الحسُّ خفقـًا وإلهابـا |
رمـاني بذاتِ الآهِ حـُرقةَ مسكنٍ![](clear.gif) |
وياليتَ حـرّ الآهِ تمتدُّ إسهـابـا |
فإني بذي الأشـواقِ أغدو بدولتي![](clear.gif) |
إذا جاءَ طيفي في ربى القلبِ أو ذابا |
فدعني أمنـّي النـّفسَ رؤيةَ طائـرٍ![](clear.gif) |
يرفرفُ في وجدي إذا صوتـُهُ غابا |
فما انفكـّتْ الأيـّامُ تبعـدُ بيننا![](clear.gif) |
ولم تستح الأقـدارُ أنْ توصدَ البابا |
ولكنْ بلقـُيانا سنُـنْعِشُ روضَنا![](clear.gif) |
إذا ما اشتهينا حجرةَ القلبِ أعنابا |
فبعـضُ التـّنائي في المحبـّةِ بلسمٌ![](clear.gif) |
إذا حارَ قلبٌ في دجى الليلِ أو هابا |
أمـِلتُ بلـقـْياكَ العـزيزِ بليلتي![](clear.gif) |
فعانـَقـْتَني كالماءِ طـُهرًا وأطيابا |
وداعَـبْتـَني في بيتِ شعرٍ رنينُـهُ![](clear.gif) |
تراقصَ في أذني خـريرًا وتسْـكابا |
تقمّصتَ في روحي قرينَ سريـرتي![](clear.gif) |
فعشنا بذي الأشواقِ تيـْدًا وترحابا |
وطبطبتَ جـفني بالمـودّةِ زرتـَني![](clear.gif) |
فعشعشتَ في عيني ظلالاً وأهدابـا |
أنا العـاشقُ الملتاعُ أشـهدُ أنـّني![](clear.gif) |
تراءتْ ليَ الأحلامُ وردًا وأعـشابا |
تناولتُ ترياقـًا بثغـري فخـلتهُ![](clear.gif) |
كأوراقِ ريحانٍ على غصنـِهِ انسابا |
وسالَ رضابُ الثـّغرِ عطرًا فلفـّنا![](clear.gif) |
فطرنا سكارى في هوى الشّوقِ أربابا |
أطفلينِ كنـّا في السّماءِ تأرجحـًا![](clear.gif) |
فطلنا نجومَ الليلِ في الكفِّ ألعـابـا |
رسـمنا على ذاتِ المجـرّةِ لوحـةً![](clear.gif) |
تناءتْ عن الأرضِ ارتحالاً وأقـطابا |
ومنْ بهجـةِ الأحلامِ في رحـلةِ المنى![](clear.gif) |
غدا اللـؤلؤُ المنثورُ في الجـوِّ محرابا |
تراءتْ بعـينيـْنا أسـاطيرُ ليلـةٍ![](clear.gif) |
ونِلـْنا منَ التـّيجانِ درًّا وزرْيـابا |
سكبنا بذيـّاكَ الفضـاءِ رحيقَـنا![](clear.gif) |
فطالتْ زهورُ الأرضِ غُصنًا وأقصابا |
وحامتْ فراشاتُ الجمالِ بروضـِنا![](clear.gif) |
فأمستْ سماءٌ تلبسُ الوردَ جـلبابا |
تُدغدغُني منْ لـذّةِ الحـُلمِ نظرةٌ![](clear.gif) |
كأنـّي بها عانقتُ بالكونِ أنسابا |
فطـوّقتُ ليلي قدْ أداري نواظري![](clear.gif) |
إذا ما استفاقَ الصّبحُ في العينِ أنيابا |
فزدْني سويعـاتٍ لأنعـشَ رؤيـتي![](clear.gif) |
وأرجحْ جفوني إنْ غفى النورُ مُرتابا |
فإنـّي سكنتُ اليومَ في حضنِ ليلتي![](clear.gif) |
وقدْ كانَ سُـكناها بقلبي كمنْ ثابا |
أديجورها إرحلْ مِنَ الـرّوحِ واشفني![](clear.gif) |
فإني نقشتُ النـّجمَ في القلبِ مِثقابا |
وآليتُ أنْ أضـوي شمـوعَ مسرّتي![](clear.gif) |
كمنْ لملمَ الأقمارَ حضنـًا وأصحابا |
يسامرُني في رحـلةِ النـّورِ ثاقبٌ![](clear.gif) |
يلاقي شعاعَ الحبِّ في القلبِ عَرّابا |
سأنجـو وأنواري سواطعُ رؤيـتي![](clear.gif) |
فإني سكبتُ النورَ في القلبِ سيـّابا |
كـذا لألأ الإحساسُ ذرًّا بحجـرتي![](clear.gif) |
فضخّتْ شراييني مِنَ الـدّرِ إنجـابا |
سأدعوكَ مُشتاقًا فحلـّقْ برحـلتي![](clear.gif) |
ففي ليلتي عرسٌ بذِكْراكَ قدْ طـابا |
هنا في سكونِ القلبِ كانتْ حكايتي![](clear.gif) |
إذا زرْتني طيفـًا بذي القلبِ أثوابا |
فداومْ على سردِ الحـكايا بجنـّتي![](clear.gif) |
ففيها تـآلفـنا حـريرًا وأتـرابا |
فإنْ غبتَ عنْ روحي سأغمضُ قصّتي![](clear.gif) |
وأطوي بقلبي منيةَ النـّبضِ تـوّابا |