عشق مغترب
أنا منذ كان عمر ، أمشي هنا في
خواء الخواء
أُهجَّي حروف الخطى في مسيري
وتعلق روحي بحبل الشقاء
وفي البعد أحيا نداء وشوقا
ولا شيء إلاّ رجوع النّداء
و بين هباء الأماني
يذوب الحنين هباء
أنا ها هنا قابع أحفر الشوق وعري العراء
أصفي جفاء الحياة سهادا
وتأبى الحياة ولا يعتريها الصفاء
وأبني بيوتا ، ويسكن قلبي برود العراء
وأطهو لذيذا فيقتات سمعي
ثمالات قهر ونهر
ودمعات زجر ونهي
وطعنات " لا لا "
فأمضي بقلبي بعيدا بعيدا
لأسقي اشتياقي فتات الرجاء
أنا ها هنا موغل فيَّ بعدي
أنقّي من النسي ذكرى رموش
إذا ضاء بوح لقاها
تضيء الثنايا وتزهو نجوم السماء
وتزدان كفي شقوقا
وينشق جهدي خروقا
لأبني بذكراك بيتا وحضنا
يُرى في عنان الوفاء
أنا ها هنا أقتفي خطو حلم
وأستلُّ عطرا ووشما
من الوهم بالعود ذات مساء
أمنّي بكاء زهوري
بشرب الهوى ذات وعد
وبالنوم في دفء ثغر
ذات شتاء
فيمضي بي الحلم جرّا
من الجرح ويشتدُّ دفْق الحداء
يحثّ الليالي لتمضي سريعا
ويحثو غبار اصطباري على النار التي لا
تزال بها الروح تلتذُّ لفح العناء
أنا أناديك صحوا وغفوا
بكفي التياع
بسمعي اشتياق
بدمعي احتراق
بصوتي نداء ينادي النداء