أخي الفاضل , الأديب / أحمد الرشيدي
أنا وقفت عند موضع الشاهد فقط للضرورة وهو البيت الذي كان حوله الخلاف في محاولة مني لتخفيف التوتر بينكما أنت والدكتور عمر أما بالنسبة لبقية الأبيات وهي :
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا = بهذا المحيا من محي وزائر
وأشعث مسترخي العلابي طوحت = به الأرض من باد عريض وحاضر
فأبصر ناري وهي شقراء أوقدت = بعلياء نشز للعيون النواظر
فأنا لم أشك أبدا في روعتها وتحليل عبدالقاهر الجميل لها فضلا عن أنها من أرسخ الشواهد في ذهني بتحليل استاذنا القدير لها تحليلا لايختلف عن تلك الروعة وأنت تعرفه صدقني أثر جمالها مازال خالدا في روحي ومتعلقا في ذهني وكأنه الوريد منه .
إلا أن عبدالقاهر وإن وجد للشاعر في التعبير (بالحافر) عن (القدم ) مخرجا رائعا وهو أن يصفه بسوء الحال في سيره , وتتقاذف نواحي الأرض به .... الخ ماقاله تخريجا .. لكنه قال كلاما حول الشاهد نفسه من قبل وأريد منك أن تتأمله وهو قوله :
(( فليس بالبعيد أن يكون فيه شوب ممامضى )) ؟؟
أليس في هذا إلماع إلى أن الشاهد ينزع إلى الاستعارة غير المفيدة بهذا التعبير أو هذه اللفظة ( حافر) لكنه وجد له مخرجا وكان بيتا من أبدع مايكون بهذا المخرج !
ثم أجبني أنت بصرف النظر عن سياق اللفظة في الشاهد مع بقية الأبيات البديعة ..
ألا ترى في نقل لفظة الحافر من الأصل الذي وضعت له - وهو الحيوان - إلى الإنسان هو نقل غير مفيد وبالتالي تكون استعارته استعارة غير مفيدة ؟؟
ومن ثم فلم أكن لأظلم صاحب النص - الشاعر مزرد بن ضرار - كما تفضلت وتلصق بي صفة الشرطية لأني نظرت إلى نصه من وجهتين كلها صحيحة :
* النظر إلى المفردة والحكم على نقلها واستعارتها .
* ثم النظر على حكم عبدالقاهر لها
ثم أي شاعر يحتج بكلامه؟
قد لايحتج بالفصاحة والبلاغة والبيان إلا بأرباب البيان الأول الذين نزل القرآن متحديا لهم يعني العصر الجاهلي بينما هذا الشاعر وإن أحسن إلا أنه بعد ذلك العصر بقرون إذ نشأ وتوفي في أيام بني أمية .
ولو بعث هذا الشاعر على حد قولك وقال لي بمثل ماتخيلت أنت فعندئذ يكون هناك قرع للحجة بالحجة فإما أن أقنعه وإما أن يقنعني ولامصادرة لرأي أبدا وليس في هذا أي وصاية كما تفضلت إنما هو تبين وتحليل ومحاولة تقريب النص إلى القاريء ولقد سبق لي في مقالي إيضاح مفهوم الوصاية ماهو !
أما كونك تعيد لي قولك : ((نقضتِ ما جاء في كلامكِ الذي بدأتِ به في مفتتح هذا الموضوع)) مرة خبرا ومرة انشاءا فأجدني عفوا أخي العزيز لست في حاجة للإجابة عليه مرة أخرى فلقد أجبتك عليه من قبل ولا أحب التكرار..
ولاتغضب لعبد القاهر فأنا كما تعلم لست حداثية ولست في المقابل تقليدية صرفه أنا أجمع بين المدرستين وأينما كانت مواطن القطر تتبعتها وقد سبق وإن ألمحت إليك أن طريقته في التحليل والنقد تعد مدرسة فلو وجد اليوم ناقد مثله لكان حال النقد بخير وكذلك الأدب
أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن أسألتك وتحليل تعليقاتك ..
أشكرك لك جل تقديري وجل احترامي