أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: قبسات من بلاغة آيات الصيام

  1. #1
    الصورة الرمزية سمو الكعبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في صومعتي
    المشاركات : 1,967
    المواضيع : 70
    الردود : 1967
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي قبسات من بلاغة آيات الصيام

    وإن تأخرت في عرض هذه الآية التي كان من الواجب أن أتناولها قبل هلال رمضان لكن جبر الله ضعف الهمة وانشغالها بما هو دون,إلا أن في الوقت متسعا , وفي الرجاء بقية,فأحببت أن أسلط الأضواء على شيئ من وحي الجمال المحيط بالآيات بهالة من الأعجاز الذي أعجز جهابذة العرب ,و فطاحلة اللغة من الرعيل الأول .
    وعندما هبت نسمات هذا الشهر الكريم عنّت لي آية الصوم , قال تعالى :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)) سورة البقرة .

    فاحترت أين أقف ؟,وأين أصف من جوانب الحُسن المتدلي من جنبات هذه الآية؟ , فقلت أقطف ما تسنّى لي , وأجني ما اسطعت جنيه .
    ولعل فيمن يأتي بعد خير به أكثر, وفَقْةٌ فيه أوسع, يُخرج ما عجزتُ عنه ,وتقاصر فهمي عن لحاقه .


    أول ما استأنست به من نور و نَوْر في هذه الآية قوله ( شهر رمضان ), فتساءلت ولمَ جاء رمضان معرفا بالإضافة ؟.
    على أنه لو أتى وحده لكان معرفة, فتلمست في الإضافة تفخيما لهذا الشهر ,وتعينا له من باقي الشهور ,حيث إنه شهر,ولكنه مميزٌ بالعبادة والخشوع, والقرآن .
    والمعنى الكامن أو الرئيس وراء هذا ما ذكره أحد المفسرين حتى لا يتوهم أحد أنها أيام قليلة من رمضان, بل الواجب صيام الشهر كله ,فأي روعة أضافتها الإضافة, من حيث التفخيم في اللفظ والمعنى إنها عصا البلاغة القرآنية, المُمسكة بالمظهر والمخبر !!.

    وما خرجتُ من هذه الروعة, حتى وجدت جملة الصلة التي وصف بها هذا الشهر( الذي أنزل فيه القران ) فهذه سمة وميزة يباهي فيها الشهر الكريم أقرانه من الشهور.
    وتتوالى هذه الميزات بوصف القران الذي أنزل فيه بالهدى البينات, بركة في بركة , وكلمة هدى الأولى نكرة والثانية معرفة فهل لهما نفس الدلالة ؟ .
    وإن اختلفت آراء المفسرين, حيث هناك من يقول أن الهدى الأولى هي نفسها الثانية, وأعيدت للعموم , وهناك من ذهب إلى القول أن الهدى الأولى النكرة المراد بها ما في القران من الإرشاد إلى المصالح العامة والخاصة,و أما البينات من الهدى ما في القرآن من الاستدلال على الهدى الخفي الذي يجهله كثير من الناس, فلا تكرار, وقد أنست لهذا الرأي ؛لأن الشهر شهر القرآن ,و به أنزل. فكون عدم التكرار أرجح و-الله أعلم- , لكي يتسنى للمسلمين معرفة قرآنهم أكثر بعامه وخاصه.
    ثم أخذني ذلك التقسيم العجيب في الآيات في أحوال الناس (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كا ن ....... ومن كان ...), حتى ترى أن الرحمة الإلهية تزداد في هذا الشهر فتفيض بالأعذار والتسهيل , ناهيك عن الجرس الرائع في الآية , حيث رتبت جمل الشرط بفعلها وجوابها الآية ترتيبا رائعا , طابق الواقع وأدى المعنى الشرعي , يارب الرحمة ارحمنا في شهر الرحمة .

    ثم توقفت طويلا عند كلمة ( اليسر ),فرأيت أن في اختيارها مغزى عميقا, وأن في تفضيلها على كلمة (التيسر) نُكتةٌ لا ينبغي تفويتها,
    فوجدت لسان العرب يذكر ان اليُسر من السهولة والسماحة وقلة التشدد, وفي الحديث ( إن هذا الدين يسر ) ,أما كلمة التيسير فهي التّسهيل قال ابن سيدة : وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي تهيأَ. ابن سيده: وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل. ويقال: أَخذ ما تَيَسَّر وما اسْتَيْسَر،وهكذا يتبن أن اليُسر الأمر السهل, أما التيسير فهو تيسُرهُ بعد صعوبته,فمراد التشريع اليسر المباشر,ولا أدل على ذلك من رحمة سبحانه بعبادة الذي هو أرحم عليهم من أمهاتهم .
    و ما فتيء الجمال يتحدر من هذه الآية, فلم أعرف بأيِّها أُمسك وبأيِّها أُبقي .
    ( لعلكم تشكرون ) وفي لعل وفقة هنا حيث أن لعل تأتي للترجي ,إلا أن الخطاب هنا يأتي من رب العزة ,فيستحيل أن يكون ترجيا منه ,وهو الغني سبحانه.
    فقيل: أن لعل إذا جاءت على لسان رب العزة والجلال يكون الترجي والتوقع من المخاطبين لا منه -سبحانه - , وقيل :للتعليل,وهذا واضح جلي في الآية, حيث تداخلت العلل في بعضها ,(ولتكملوا العدة ), (ولتكبروا الله على ما هداكم ),( ولعلكم تشكرون) ,أتت العلة الأولى من إكمال عدة الصيام تعظيما له –سبحانه -,و لعلكم توفونه سبحانه حقه .
    وهناك من ذهب للتكبير العيد, ولا حظ أخي وأختي -رحمني الله وإياكم- أن التعليلين الأوليين ينصبان في الشكر فكل هذا شكر إلى شكر .
    عجيب هذا النظم القرآني المتسلسل !!!.
    تجد الجزء الصغير أمة لوحده, فإذا بلاحقه ما هو عام, أو قد يكون العام قبل الخاص كما في هدى , وكنت تظن عند الجزء أنك أمام صورة كبيرة فإذا بك تجد الأكبر , أو أما ما معنى عام واسع , فإذا بجزيئاته تتدلّى بين يديك , إلا أن النهاية تعطيك وتنبيك عن صورة مكتملة ,ومعنى فريدا, لا تشهد ولا تلمس له نطيرا .
    هذا ما لمسته بفطنتي القاصرة وما استطعت نقلهُ فإن كان لكم كيلٌ أحبيتي فزيدون,فما أحوجني لعلمكم , وما أعوزني لرشدكم, فنحن بنيان مرصوص على الخير وللخير .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فلنغتم أوقاتنا بسماع القران :http://quran.muslim-web.com/

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : الإمارات العربية المتحدة
    العمر : 47
    المشاركات : 108
    المواضيع : 3
    الردود : 108
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    جزاك الله خيرا , وجعله في موازين حسناتك.

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    أحسنتِ أيتها الأديبة الحاذقة ، قرأتُ ، فأفدتُ فوائد جمة منها وقوفك الموفق عند ( لعل ) .

    بارك الله بكِ ، ونفعنا بعلمكِ .

  4. #4
    الصورة الرمزية د. عمر جلال الدين هزاع شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    الدولة : سوريا , دير الزور
    العمر : 51
    المشاركات : 5,078
    المواضيع : 326
    الردود : 5078
    المعدل اليومي : 0.73

    افتراضي

    ما أروع القلم إن استخدم في مثل هذا !!
    لك وافر تقديري
    وكل عام وأنت بخير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية عتيق بن راشد الفلاسي أحمد الفلاسي
    شاعر وناثر

    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,453
    المواضيع : 69
    الردود : 1453
    المعدل اليومي : 0.21

    افتراضي

    أستاذة البلاغة الأديبة سمو الكعبي..
    هنا لمسات تناهت في اللطف لاسيما وهي تباشر بلاغة القرآن ..تابعي المسيرة لنقرأ ونستفيد.

  6. #6
    الصورة الرمزية سمو الكعبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في صومعتي
    المشاركات : 1,967
    المواضيع : 70
    الردود : 1967
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المنصوري مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا , وجعله في موازين حسناتك.
    وجزاك الله خيرا مثله

  7. #7
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.45

    افتراضي

    الغالية " سمو":

    موضوع من نور...!!!

    سلمت وأني من المتابعين...

    لك ودي مع تراتيل ورد

  8. #8
    الصورة الرمزية سمو الكعبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في صومعتي
    المشاركات : 1,967
    المواضيع : 70
    الردود : 1967
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    أستاذي: أحمد الرشيدي
    رب مُبلغ ٍ أوعى من سامع, وحامل فقه ٍ إلى من هو أفقه منه , وما أخالكم إلا كذا . .

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.78

    افتراضي

    وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ

    نعم

    نمارس الجوع لكي لانجوع ...

    وتلك والله وقفة فكرية مدهشة ...

    بوركتم وعوفيتم
    الإنسان : موقف

  10. #10
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الكعبي مشاهدة المشاركة
    وإن تأخرت في عرض هذه الآية التي كان من الواجب أن أتناولها قبل هلال رمضان لكن جبر الله ضعف الهمة وانشغالها بما هو دون,إلا أن في الوقت متسعا , وفي الرجاء بقية,فأحببت أن أسلط الأضواء على شيئ من وحي الجمال المحيط بالآيات بهالة من الأعجاز الذي أعجز جهابذة العرب ,و فطاحلة اللغة من الرعيل الأول .
    وعندما هبت نسمات هذا الشهر الكريم عنّت لي آية الصوم , قال تعالى :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)) سورة البقرة .
    فاحترت أين أقف ؟,وأين أصف من جوانب الحُسن المتدلي من جنبات هذه الآية؟ , فقلت أقطف ما تسنّى لي , وأجني ما اسطعت جنيه .
    ولعل فيمن يأتي بعد خير به أكثر, وفَقْةٌ فيه أوسع, يُخرج ما عجزتُ عنه ,وتقاصر فهمي عن لحاقه .
    أول ما استأنست به من نور و نَوْر في هذه الآية قوله ( شهر رمضان ), فتساءلت ولمَ جاء رمضان معرفا بالإضافة ؟.
    على أنه لو أتى وحده لكان معرفة, فتلمست في الإضافة تفخيما لهذا الشهر ,وتعينا له من باقي الشهور ,حيث إنه شهر,ولكنه مميزٌ بالعبادة والخشوع, والقرآن .
    والمعنى الكامن أو الرئيس وراء هذا ما ذكره أحد المفسرين حتى لا يتوهم أحد أنها أيام قليلة من رمضان, بل الواجب صيام الشهر كله ,فأي روعة أضافتها الإضافة, من حيث التفخيم في اللفظ والمعنى إنها عصا البلاغة القرآنية, المُمسكة بالمظهر والمخبر !!.
    وما خرجتُ من هذه الروعة, حتى وجدت جملة الصلة التي وصف بها هذا الشهر( الذي أنزل فيه القران ) فهذه سمة وميزة يباهي فيها الشهر الكريم أقرانه من الشهور.
    وتتوالى هذه الميزات بوصف القران الذي أنزل فيه بالهدى البينات, بركة في بركة , وكلمة هدى الأولى نكرة والثانية معرفة فهل لهما نفس الدلالة ؟ .
    وإن اختلفت آراء المفسرين, حيث هناك من يقول أن الهدى الأولى هي نفسها الثانية, وأعيدت للعموم , وهناك من ذهب إلى القول أن الهدى الأولى النكرة المراد بها ما في القران من الإرشاد إلى المصالح العامة والخاصة,و أما البينات من الهدى ما في القرآن من الاستدلال على الهدى الخفي الذي يجهله كثير من الناس, فلا تكرار, وقد أنست لهذا الرأي ؛لأن الشهر شهر القرآن ,و به أنزل. فكون عدم التكرار أرجح و-الله أعلم- , لكي يتسنى للمسلمين معرفة قرآنهم أكثر بعامه وخاصه.
    ثم أخذني ذلك التقسيم العجيب في الآيات في أحوال الناس (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كا ن ....... ومن كان ...), حتى ترى أن الرحمة الإلهية تزداد في هذا الشهر فتفيض بالأعذار والتسهيل , ناهيك عن الجرس الرائع في الآية , حيث رتبت جمل الشرط بفعلها وجوابها الآية ترتيبا رائعا , طابق الواقع وأدى المعنى الشرعي , يارب الرحمة ارحمنا في شهر الرحمة .
    ثم توقفت طويلا عند كلمة ( اليسر ),فرأيت أن في اختيارها مغزى عميقا, وأن في تفضيلها على كلمة (التيسر) نُكتةٌ لا ينبغي تفويتها,
    فوجدت لسان العرب يذكر ان اليُسر من السهولة والسماحة وقلة التشدد, وفي الحديث ( إن هذا الدين يسر ) ,أما كلمة التيسير فهي التّسهيل قال ابن سيدة : وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي تهيأَ. ابن سيده: وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل. ويقال: أَخذ ما تَيَسَّر وما اسْتَيْسَر،وهكذا يتبن أن اليُسر الأمر السهل, أما التيسير فهو تيسُرهُ بعد صعوبته,فمراد التشريع اليسر المباشر,ولا أدل على ذلك من رحمة سبحانه بعبادة الذي هو أرحم عليهم من أمهاتهم .
    و ما فتيء الجمال يتحدر من هذه الآية, فلم أعرف بأيِّها أُمسك وبأيِّها أُبقي .
    ( لعلكم تشكرون ) وفي لعل وفقة هنا حيث أن لعل تأتي للترجي ,إلا أن الخطاب هنا يأتي من رب العزة ,فيستحيل أن يكون ترجيا منه ,وهو الغني سبحانه.
    فقيل: أن لعل إذا جاءت على لسان رب العزة والجلال يكون الترجي والتوقع من المخاطبين لا منه -سبحانه - , وقيل :للتعليل,وهذا واضح جلي في الآية, حيث تداخلت العلل في بعضها ,(ولتكملوا العدة ), (ولتكبروا الله على ما هداكم ),( ولعلكم تشكرون) ,أتت العلة الأولى من إكمال عدة الصيام تعظيما له –سبحانه -,و لعلكم توفونه سبحانه حقه .
    وهناك من ذهب للتكبير العيد, ولا حظ أخي وأختي -رحمني الله وإياكم- أن التعليلين الأوليين ينصبان في الشكر فكل هذا شكر إلى شكر .
    عجيب هذا النظم القرآني المتسلسل !!!.
    تجد الجزء الصغير أمة لوحده, فإذا بلاحقه ما هو عام, أو قد يكون العام قبل الخاص كما في هدى , وكنت تظن عند الجزء أنك أمام صورة كبيرة فإذا بك تجد الأكبر , أو أما ما معنى عام واسع , فإذا بجزيئاته تتدلّى بين يديك , إلا أن النهاية تعطيك وتنبيك عن صورة مكتملة ,ومعنى فريدا, لا تشهد ولا تلمس له نطيرا .
    هذا ما لمسته بفطنتي القاصرة وما استطعت نقلهُ فإن كان لكم كيلٌ أحبيتي فزيدون,فما أحوجني لعلمكم , وما أعوزني لرشدكم, فنحن بنيان مرصوص على الخير وللخير .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخيتي الكريمة سمو

    سعدت واستفدت وانشرحت نفسي مع هذه القبسات النورانية
    وأراها شجعتني للتفكر في أمر أحب طرحه وهو أن محور الحديث في هذه الآيات هو القرءان وهديه وليس الصوم فكأن الصيام في هذا الشهر جاء كواجب شكر لله على نعمة القرءان خصوصاً وأن القرءان أُنزل فيه وهي دعوة لمدارسته والعقل في حالة صفاء والجسم قد خف وعلة المرض والسفر ليست حكراً على اتمام عدة الصيام فقط وانما فيه اشارة ان مدارسة القرءان تقتضي استعداداً ونشاطاً في الجسم وحضوراً للذهن لايكونان لمريض أو مسافر.

    هذا والله أعلم

    احترامي لك وأكرمك الله بكل خير
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قبسات تنموية
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-02-2017, 05:33 PM
  2. قبسات من العيد
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 10-09-2016, 10:26 PM
  3. قبسات من لآلئ المطر
    بواسطة حاج صحراوي العربي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 06-10-2015, 08:50 AM
  4. قبسات من وحي النبوة - من أرشيف نصوصي القديمة جدا ً
    بواسطة مهند التكريتي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-12-2014, 05:40 PM
  5. أمثلة على بلاغة القرآن الكريم
    بواسطة أم محمد العمري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-03-2011, 01:47 PM