|
|
|
|
هي لحظة من أيام الصبا أعادتها إلى طفلة عمرها عامان كانت تلعب في الرمال أمامي على شاطئ
البحر بكل براءة وكنت أنا أنظر إليها مشدوها مأخوذا إليها، بقلب خافق وفكر غارق في التأمل والتطلع... |
|
|
|
|
|
مـَا بَالُ قـَلـْبي اليـَوْمَ قـَدْ خـَفـَقـَا |
في دَاخـِلِي...خـَفَقـَانَ مـنْ عـَشِقـَا |
وَغـَدَا كـمـَوْجِ البـَحْرِ مُضْطَرِباً |
نَزِقـاً...ولـَمْ يَكُ يـعْرِفُ النـَّزَقـَا |
يـَعْـدُو وَيَـجْهَلُ أيْـنَ وجْـهَــتـُهُ |
فـَلـَقَدْ أضـَاعَ الرُّشـْدَ...وَالطـُّرُقـَا |
وَكـَـأنـَّــهُ مـُهْــرٌ...بِـرَابــِيـَةٍ |
فـَكـُّوا لـَهُ الأغـْلالَ. .فـَانْطـَلـَقـَا |
أرْخـَى جـَنـَاحَيـْهِ لرِيحِ صـَباً |
لـِيُعـَانِـقَ الأجـْوَاءَ وَالأفُــقـَا |
كـَسَرَتْ قـُيُودَ السـَّمْتِ خـَفـْقَتُهُ |
لـمَّا سـَرَتْ...وَذَرَتْ غـُبَارَ شـَقـَا |
هـَيَ نـَظْرَةٌ..هـَبَّتْ نـَسَائِمـُهَا |
فَارْتـَاحَ صـَدْرٌ كـانَ مـُخْتَنـِقـَا |
وَهَبـَتـْهُ رُوحـاً كـَيْ يَعيشَ بـِهَا |
فالدَّهْـرُ مـَا أبـْقـى لهُ رَمـَقـَا |
انـْظـُرْ إليْهـَا..يـَا فُؤَادُ وَعِــشْ |
وَامْسـَحْ بـِنـَظْرَةِ عَيْنِهَا القـَلقـَا |
وَ الـْجـَأْ إلـَى بـَحْــرِ ابْتـِسـَامَتِهَا |
سـَتَعيشُ حـِينَ تـُصَافِحُ الغـَرَقـَا |
|
|
مـِنْ أيْنَ جـِئـْتِ إلـيَّ تـَقـْتـَحِمِينَ..
هـَذَا الصـَّمْتَ مَا بَيْنـِي..
وبـَيْنَ البـَحْرِ..؟؟
كـَيْفَ طـَرَدْتِ سـِرْبَ فـَرَاشِ أفـْكـَاري/رُؤَايْ
وأنَا الذِي ألـْقـَيْتُ أزْهـَاري
لأجـْمَعَهُ عـَلـَيْهَا كَيْ أسـَافِرَ عـَبْرَ أخـْيـِلـَتِي
إلـَى حـُلـُمٍ شـَهِيٍّ كـَمْ سـَعَيْتُ لهُ
وَلـَكِنْ لـَمْ تـُوَفـِّقـْنِي خـُطـَايْ
مِنْ أيـْنَ جـِئْتِ إليَّ؟
كـَيْفَ خـَرَجْتِ لِي مِنْ حـَيْثُ لا أدْرِي
وَطـِرْتِ حـَمـَامَةً بـَيْضـَاءَ في أفـُقِي
وَكـَيْفَ نـَثـَرْتِ رِيشـَكِ فِي سـَمَايْ؟؟
وَمـَسـَحْتِ عـَنِّي لـَيْلَ حـُزْنٍ سـَرْمَدِيٍّ
كـُنـْتُ أحـْمـِلُهُ مـَعـِي أنـَّى مـَشـَيْتُ
وَكـَانَ لي حـَبْلاً يـَشـُلُّ رَغـَائبـِي
وَيـَشـُدُّنـِي للخـَلـْفِ..
إنْ حـَاوَلـْتُ يـَوْماً أنْ أسيرَ عَلَى هـَوَايْ
مـِنْ أيْنَ جـِئـْتِ؟؟
فـَتُهـْتُ مـنِّي فِي عـَوَالـِمِكِ التـِّي لا تـَنْتـَهِي
أبـْحَرْتُ فيكِ بـِزَوْرَقِ الذِّكـْرَى لأيـَّامٍ مـَضَتْ
مَا كـُنْتُ أحـْسَبُهـَا تـَعودُ إليَّ بـَعْدَ ضـَيَاعِهَا
لِتـُزيحَ عنْ قـَلْبـي
رِدَاءَ شـَبَابـِهِ الرَّثَّ المُمَزَّقَ..ثـُمَّ تـَبْعـَثـَنِي
صـَبِيـّاً مِنْ جـَدِيدٍ//...
رُغـْمَ مَا عـَانـَيْتُ في عـَهْدِ الصـِّبَا المـَسْرُوقِ..
إلّا أنـَّنِي
مـَا ذُقـْتُ طـَعْمَ العـَيْشِ إلا فِي صِـبَايْ
|
هـَلْ عـَادَ لي عـَهْدي الذِي سـُرِقــَا؟ |
أمْ أنَّ طـَيْفَ صِبـَايَ قـَدْ بـَرَقـَا؟ |
إنـِّـــي أرَاهُ..أراهُ مـُـــؤتــَلِــقـَا |
يـُهـْدِي عــُيُونـِي النـُّورَ وَ الألــَقـَا |
وأحـِسُّ أنــِّي قــَدْ رَجــَعْتُ لهُ |
صـِدْقاً..وجـُزْتُ إلـَيْهِ مـُفـْتـَرَقـَا |
عـَادَتْ زُهــُورُ صـبَايَ يـَانـِعَةً |
فـلـَثـَمْتُ مـِنْهـَا خـَدَّهـَا العـَبـِقـَا |
عـَادَتْ إليَّ طـُفُولـَتِي..وعـَلا |
وَجـْهِي هـِلالُ بـَرَاءَةٍ وَنــَقـَا |
وَ أظـَافِرِي رَجــَعَتْ نـُعُومَتُـهَا |
وفـَمِي تـَلـَعْثـَمَ حينـَمَا نـَطـَقـَا |
عـَادَ الصـِّبَا..أمْ كـُنـْتُ في حـُلـُمٍ؟ |
كـَلاَّ فـَإحْسـَاسِي بـِهِ صـَدَقـَا |
هِيَ لـَحـْظـَةٌ مـَا عـِشـْتُهـَا فـلَقـَدْ |
سـُرِقـَتْ مـِنَ العـُمْر الذي سـَبـَقـَا |
الدَّهـْرُ أنـْصـَفَنـِي فـأرْجَعَهـَا |
وَلـَقـَدْ يـُعيدُ الدَّهـْرُ مـَا ســَرَقــَا |
|
|