|
" صيد الأفاعي " |
|
|
تلألأ فـي الأفْقِ ضوءُ الشُّـعَاع ِ |
غداةَ انتضينَـا سِـهَامَ الـردَى |
|
|
وخضـنَا الغِمَارَ ببيضٍ شِـرَاعِ |
وجـئنَـا نبددُ شـملَ العِـــدَا |
|
|
ونشفِي الصدورَ "بصـيدِ الأفَاعِي" |
أتوا يُهْـرَعُـونَ إلى حـتفِـهمْ |
|
|
إلى حيثُ حِيكتْ شِـراكُ الخِداعِ |
تراءتْ لهمْ فِـي الحِـمَى جنـةٌ |
|
|
وما أبصرُوا الجمرَ تحتَ الرقاعِ |
صببنَـا عليـهمْ ريـاحَ اللظَـى |
|
|
بعـزمٍ يدكـدكُ أعتَـى القِـلاعِ |
صببنَا عليهمْ جحـيمَ الرَّصَاصِ |
|
|
سـيولاً قُـبَيْلَ انبثاقِ الشُّـعَـاعِ |
فمَا عادَ يُسـمعُ غَـيرُ النحـيبِ |
|
|
وزأرُ الأسُـودِ وعـويُ الضِّبَاعِ |
وهل تمرحُ الضـبعُ في حيينَـا |
|
|
وفي الحيِّ يزأرُ سَـبْعُ السِّـبَاعِ |
سـتبقَى كـتائـبُنَـا شَـوكـةً |
|
|
تذيقُ اليهـودَ مَـرَارَ الصُّـدَاعِ |
وتعـركُ بالأرضِ هـامـاتِهمْ |
|
|
وتسـقيهِمُ الخزيَ يومَ الصِّـرَاعِ |
إذا ما طـرقْـنَـا العِـدَى ليلةً |
|
|
تركـنَاهُـمُ والردَى فِي نِـزَاعِ |
مـتى كلَّمَ الخصـمَ صمصامُنَـا |
|
|
قطعْـنَـا الوتينَ وحبلَ النُّخَـاعِ |
متى أمطـرونَا اللظَـى غيلـةً |
|
|
وثبنَـا نكـيلُ لـهمْ ألفَ صَـاعِ |
بأرييـلَ كِـلْـنَـا لهمْ صفعـةً |
|
|
تشـيبُ الولـيدَ بمهدِ الرضَّـاعِ |
سقتهمْ أسـودُ الشـرَى غُصَّـةً |
|
|
وصُبَّ الحميمُ بجُحْـرِ الأفَـاعِي |
فطارُوا هباءً وصـارُوا سدىً |
|
|
كَـسِربٍ تفـرقَ مِنْ غـيرِ راعِ |
أيا أمـةَ البغْـيِ فلتسـمعِـي |
|
|
زفيرَ الرصـاصِ ونُطْـقَ الذراعِ |
سنسـقِي قـرودَكِ كأسَ الردَى |
|
|
ونسـحقُ بالنعلِ رأسَ الشُّـجَـاعِ |
نبذنَـا إليكمْ سَـلامَ الخـريفِ |
|
|
فإنَّ السَّــلامَ طريـقُ الخِـدَاعِ |
فلا نصرَ يُرجَى بغيرِ السـيوفِ |
|
|
وركْضِ الخيولِ وصَوتِ القِـرَاعِ |
وعزْمِ الجنودِ وقصْفِ الرُّعـودِ |
|
|
وخفْـقِ البنـودِ وبأْسِ الشُّـجَاعِ |
أفيـاضُ مـالكَ لا تسـتحِـي |
|
|
أم اشـتقتَ للخزيِ بعـدَ انقِطَـاعِ |
فكم عشـتَ ترشـفُ في ذلـةٍ |
|
|
صـديدَ الخيـانةِ قـبلَ الرَّضَـاعِ |
عشقتَ الخَنَا يا حِمَـارَ اليهـودِ |
|
|
وعِشْـتَ لئيمـًا بَلِـيـدَ الطِّبَـاعِ |
سـتحقُ رأسـَـكَ أقـدامُـنَـا |
|
|
وتُلقَى بعـيدًا كسَـقْـطِ المَـتَـاعِ |
وينزاحُ عـنَّـا ثقـيلُ الظـلامِ |
|
|
وخـبثُ اللئـامِ وَهَـرْجُ الرَّعَـاعِ |
وتفرحُ أرضِـي بأحبـابِـهَـا |
|
|
وتطرحُ عنهـا سـمومُ الأفَـاعِي |
وتزدانُ حـطينُ في عرسِـهَـا |
|
|
وتبسـمُ ضـفتُنَـا كـالقِـطـاعِ |
وتبقَى الكـتائـبُ رمـز الإبَـا |
|
|
تطـاولُ بالعــزِّ شُــمَّ القِـلاعِ |
وتبسمُ في الأرضِ أزهـارُهَـا |
|
|
وتزدانُ بـالنـورِ كـلُّ البِقَــاعِ |
فيا أمـةَ العُـرْبِ لا تجـزَعِي |
|
|
فقدْ لاحَ فِي الأفْقِ ضوءُ الشُّـعَاعِ |