|
السيفُ يصْدقُ إلاّ مع بني العَرَبِ |
و يكْذِبُ الفعْلُ في الدأماءِ و الكُرَبِ |
تُحثْحَثُ الخيْلُ بالكرّارِ يَنْهَزُها |
كما يُحثْحَثُ حرُّ النارِ بالحَطَبِ |
و يُنْسَجُ الموتُ بالأسيافِ ظامئةً |
إلى الرّقابِ و تسْفيها بمُخْتَضِبِ |
بيضاءُ شعّتْ مواضيها بقانيةٍ |
من الدماءِ و أنفاسٍ من اللهَبِ |
حُمَّ الحِمامُ و لاحَ الشرُّ في شَرَرٍ |
من الجنونِ و في قصْفٍ من الغَضَبِ |
أوْرَتْ سَنابِكُ عَزْمِ الثأرِ ثائرةً |
نارَ النّفوسِ إلى عَرْكٍ من الحِرَبِ |
يا نَسْلَ عدْنانَ سادَ الذلُّ و اختَضَبَتْ |
كفُّ المُهَنّدِ بالإذلالِ و العَطَبِ |
و عاقَرَ العارُ رأسَ المجدِ أشمَخَهُ |
و انحلّ عِقْدُكُمُ بالفسْقِ و الطَرَبِ |
هذا لَعَمْري و حقِّ الله يَفْجَعُنا |
و يُوجِعُ النّفْسَ لَعْقُ الشاهِ للنَشَبِ |
تلك الزعامةُ في أبراجِها احْتَجَبَتْ |
فوقَ العُروشِ عروشِ الماسِ و الذَهَبِ |
نَخُّوا ضِعافاً على أرْضٍ مُحَصّبَةٍ |
من المذلّةِ بينَ القَفْرِ و الخِرَبِ |
تذْريهُمُ الريحُ ريحُ الجُبْنِ سافيةً |
و هُمْ رمالٌ على مَحْلوقةٍ جَدَبِ |
لَهُمْ رؤوسٌ على لؤْمِ النجارِ نَمَتْ |
ظُلْماً وجوراً و بغضاءً على كَذِبِ |
راياتُهُمْ نُكّسَتْ في الخَلْقِ و انكَسَرَتْ |
سيوفُ عزّتِهمْ ,عوجاءَ من خَشَبِ |
و انحطَّ قدْرُهُمُ و ارتجَّ عرْشُهُمُ |
و اسودَّ فَجْرُهُمُ في حالِكِ النُّوَبِ |
يُكتّمونَ صُراخَ الحقِّ يُرْهِبُهُمْ |
و يُجهِضونَ أنينَ الشَعْبِ بالشُّعَبِ |
دانتْ لَهُمْ أُمَمٌ في الجهْلِ قابعةٌ |
داروا عليها بِسُمٍّ حُرَّ في الخُطَبِ |
فليسَ تشفيهُمُ و الداءُ ينْخَرُهُمْ |
و ليسَ تُطْعِمُهُمْ في طاعِنِ السَغَبِ |
ضِقْنا بِهُمْ ذَرْعاً ظُلْماً نُكابِدُهُ |
حِمْلاً يُقَصّمُ ظهْرَ الدينِ و العَرَبِ |
الصبْرُ جُزَّ بِحَمْراءِ الخُطوبِ و قَدْ |
دارتْ علينا رحاها دوْرَةَ العَجَبِ |
و ضرّسَتْنا ضروسٌ حُمِّلَتْ ظُلَماً |
من الهُمومِ و أثْقالاً من التَعَبِ |
نُناجزُ الموتَ و الآلامُ تعْرِكُنا |
على الجُروحِ بإعْصارٍ من الشُهُبِ |
يا قومُ قدْ أُشبِعَتْ بالظُلْمِ عيشَتُنا |
و ادّافَعَ الحيْنُ من مثقوبَةِ القِرَبِ |
و أعْمَلَ الغَرْبُ حينَ الغَدْرِ فَتْكَتَهُ |
فينا بِمُلْتَهِبٍ خوّانَ ذي حَدَبِ |
و دارَ حوْلَ رُفاتٍ خارَ ينْهَشُهُ |
غِلاًّ و يرْقصُ رقْصَ الشاربِ الطَرِبِ |
ما بالُ سيّدةٍ في القُدْسِ صارخةٍ |
تستَنْجِدُ العُرْبَ :هُبّي يا فِداكِ أبي |
هل ظنُّها أننا ما زالَ يُعْجِبُنا |
ثوبَ المروءةِ إنْ ما دُنّسَتْ نَثِبِ؟!! |
أمْ ظنُّها أننا قومٌ غطارِفَةٌ |
شَعّتْ مآثِرُهُمْ في سالِفِ الحِقَبِ؟!! |
صوني دُموعَكِ لا كفٌّ تُكفْكِفُها |
ضاعتْ مَكارِمُنا في اللهوِ و اللعِبِ |
لا (يوسُفُ) اليومَ موجودٌ و لا (عُمَرٌ) |
يمشي إليكِ بجيشٍ عارمٍ لَجِبِ |
إيهِ تَقَلْقَلَ عرْشٌ كانَ يرْفَعُنا |
و طوّحَ الخِزْيُ بالأنسابِ و الحَسَبِ |
فليسَ تُنْجِدُنا إلاّ الرماحُ على |
عزْمِ الكُتوفِ و مشحوذٌ من القُضُبِ |
و ضامِراتٌ كمثْلِ السيلِ نرْكبُها |
صَهِيلُهُنَّ جلاءُ الشكِّ و الرِيَبِ |
أقْدِمْ فَديْتُكَ جِدُّ اللهِ في صَعَدٍ |
(و المُشْرِكونَ و دارُ الشرْكِ في صَبَبِ) |
تُجْلى بذلكَ ظلماءٌ معكِّرةٌ |
و يرفُلُ النورُ في أثوابِهِ القُشُبِ |