إهداء: إلى أخِي أَحْمَد الرّشِيدِي ..
أشكُرُكَ علَى كَرَمِ الضّيَافَة ، وعَلَى رعايَةٍ أوْلَيْتَنِيهَا بأُخُوّةٍ وحفَاوةٍ عظيمَةٍ تنَدّت عنْ كريمْ خُلُقِك ..
على ضِفَـافِ حَـرْفٍ
تُغِيرُ الأفكارُ على هدْأَةِ ليْلِي ، كَعَاديًاتٍ ضابِحَاتٍ ،، مُثيرةً غبارَ الذّكرَيَاتِ زوابع أَرَق ، تُنَازعُني صفَاءَ الرّوحِ وصَفْوَهَا ..
أتقَلّبُ علَى جمِْرِ التَّسَاؤُلِ ، تتَقَاذفُنِي ريَاحُ المُتنَاقِضَاتِ ما بيْنَ حُسنِ ظَنِّي وَبَيْنَ يَقينٍ رأَتْهُ عيْنِي وَاقعَ خِذْلاَن ..
وَحْدَكَ مِنْ بيْنِ الوُجُوهِ تُطِلُّ بِهَالَةٍ تُنيرُ حُلكَةَ لَيْلَةٍ أبيتُهَا علَى تَشَظّي فِكْرٍ ،تارَةً أَصْطَدِمُ بحَقِيقَةٍ تُسْقِطُنِي فِي جُبِّ الحَيْرَةِ، وتَارَةً أخْتلِقُ العُذْرَ بمُبَرّرَاتٍ يرْفُضُهَا عقْلِي وَبَصِيرَتي ..
مَلاَكٌ يَحْرُسنِي يرُدُّ غيبَتِي إنْ هاجَمَتْنِي ألْسُنُ البُهتَانِ بزِورِ قوْلٍ أوْ فعْلٍ ،أسْمَعُ رَجيعَ صَوْتكَ : لاَ تَأْبَهِي لشَائعَاتِ اللّغْو عبْرَ فضَاء لاَ صدَى له ، كونِي كمَا أنْتِ فالبَاطِلُ لا يَهزِمُ الحَقَّ وإنْ كَانَ صوْتُهُ زَعِيقًا..
أبْتسِمُ لمَرْآكَ ويَسرِي شُعورُ الأَمَان يُسكِن تغضُّنَاتِ الحُزْنِ في نَفْسِي ، تمُدُّنِي بقُوّةِ الصُّمُود ، وأشمُخُ في صَبْرِي بِتعَالٍ عَنْ صَغَائِر الأَضْغَانِ ، مُلْقيَةً عنّي كلَّ كَمَدٍ ..
أستعيدُ لحَظَاتٍ جمعتْنَا علَى مَوَائِدِ اللّقَاءِ ، أسْتَجْمِعُ شَتَاتَ الحَديثِ ، مَا بَيْنَ آيَاتِ قُرْآنٍ وحِكْمَة ، وَأبيَاتِ شِعْرٍ فيهَا سَامِي المَعَاني .. وعلَى شَوَاطئِ العِلْمِ رسَتْ سَفِينُ المُسافرِ شوْقًا للُقْيَا نَقاءِ رُوحِك ، وعذْبِ حَدِيثِك ..
للّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ .. سَأكْتفِي بالدّمْعِ شَهْرًا ، علَى ضِفَافِ حَرْفكَ ألتَقيكَ كُلّمَا هَزَمَتْنِي جِرَاحِي ..
عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَم .. كَان لي لقَاءٌ معَ حكْمتِكَ ، فاسْتنَارَ الفكْرُ علَى سُطُورِكَ ، بيْنَ حُروفٍ أيْنعَتْ ثِمَارَ هُدًى ..
سَجَّلَ الزّمَنُ في كتَابِهِ ذكْريَاتٍ جمعَتْنِي بكَ أخًا فِي الله ، حَفَرَ ملاَمحَهُ علَى ظاهرِ القلْبِ صورةَ نقَاءٍ ، ذكرُهُ ريحٌ طيّبٌ تهُبُّ نسَائمُهُ كنَسَمَاتِ فجْرٍ أَشْرَقَ في سَمَاءٍ صَافيَةٍ ، يُشِيعُ دفأه في حنايَا الرّوحِ أمَانًا واطْمئنَانًا ..
للّّهِ أنْتَ منْ بشَرٍ حمَلَ صفَاتِ الصّديقِ الصّدُوقِ ، بكِبْريَاءٍ فيه التّوَاضُع ، وإبَاءُ نفْسٍ أبتْ إلاّ أنْ تتّصِفَ بكَرِيمِ الخُلُق وكَرَم النّفْس ، ساتِرًا للعُيُوبِ مُعدّدًا للمَنَاقِب حتّى لمَنْ يمُدُّ إلَيْكَ يدَ الأَذَى ..
مَا تَفْتأُ ابْتسَامتُكَ تُحيلُ قاتِمَ الفِكْرِ إلَى نُورٍ يسْطَعُ في ثَنَايَا الرّوحِ طُمأنِينةً حينَ يُطلُّ طَيْفُكَ بمِلاَمحِ العَرَبِي ذِي النّسَبِ العَرِيقِ حميدةٌ سجَايَاهُ ، نَصيرًا للحَقّ لا يَخْشَى فِي اللّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، حَامِلاً يَرَاعَهُ سيْفًا لا يبترُ أخًا ولا يطْعَنُ عدُوًّا ..
أوَدّعُكَ بمِلْءِ العَيْنِ دمْعًا ، ومِلْءِ القَلْبِِ فرَحًا بمَا حمَلتُه في جُعبَتِي مِنْ جَمِيلِ ذِكْرَى ..