عُزُوبَةٌ دَائِمَة ..
,,,,,
قَالُوا :
- كَفَاكَ عُزُوبَةً
وَ انْظُرْ لِشَيبِكَ فِي المَفَارِقَ مَالَا ..
فَأَجَبْتُهُمْ :
- إِنِّي سَعِيدٌ , هَكَذَا , لَا زَوجَةً شَكَّايَةً , وَ عِيَالَا ..
يَسْتَهلِكُونِي ..
فَالحَيَاةُ قَصِيرَةٌ ..
وَ بِهمْ أُبَدِّدُ - مِنْ يَدِي - الأَمْوَالَا ..
قَالُوا :
- كَفَاكَ تَمَرُّدًا , وَ إِذَا أَرَدتَ العِشْقَ فَارْجُ حَلَالَا ..
وَ إِلَامَ , يَا صَاحٍ , تَظَلُّ مُعَذَّبًا ؟
تَقْضِي اللَّيَالِي , سَاهِرًا , جَوَّالَا ؟
..
..
زَادُوا , وَ عَادُوا , فَاسْتَمَعْتُ لِنُصْحِهِمْ
وَ وَهَبْتُ " خَاطِبَةً " , صوَاعًا , مَالَا
قُلْتُ :
- اسْمَعِي , إِنِّي أُرِيدُ بُنَيَّةً , بَيضَاءَ , بَضٌّ خَدُّها , يَتَلَالَا
قَالَتْ :
- مُرَادُكَ هَيِّنٌ .. فَامْلَأ يَدَيَّ دَرَاهِمًا , وَ تَعَالَا ..
..
..
وَ تَبِعتُهَا , وَ القَلبُ يَرجُو " بَطَّةً " , بَيضَاءَ صَارِخَةَ الجَمَالِ , دَلَالَا
وَ رَأَيتُها ..
يَا لَيتَنِي قَبْلًا عَمِيتُ , كَمَنْ رَأَى ..
فِيلًا ..
يُفَجِّرُ تَحْتَهُ الزِّلْزَالَا ..
تَمْشِي ..
تَئِنُّ الأَرضُ مِنْ أَقْدَامِها
حَبْوًا ..
كَمَنْ زَرَدُوا لَهُ الأَغْلَالَا ..
بَيضَاءُ ..
إِي , لَا لَستُ أُنكِرُ ..
أَي نَعَمْ ..
مَكَثَ البُهَاقُ بِجِلْدِهَا فَأَطَالَا
مَدَّتْ يَدًا تُومِي بِها , وَ كَأَنَّها , مَدَّتْ هِضَابًا نَحوَنَا , وَ جِبَالَا
- فَلْتَدْخُلَا , أَهلًا وَ سَهلًا , مِنْ هُنَا ..
فَأَجَبْتُهَا فَورًا :
- وَ رَبِّكِ , لَا لَا
..
..
وَ نَكَصْتُ أَركُضُ كَالطَّرِيدِ مَخَافَةً ..
فَلَقَدْ لَقِيتُ مِن العَنَا , مَا هَالَا ..
وَ رَجعتُ دَارِي ..
وَ اعْتَزَلتُ بِغُرفَتِي ..
وَ بَكيتُ مِن دَمْعِي - بِهَا - شَلَّالَا
..
..
وَ أَتَتْ لِيَ الشَّمْطَاءُ " خَاطِبَةُ البَلَا " تُلْقِي إِلَيَّ مَكَائِدًا وَ حِبَالَا ..
- بَيضَاءُ بَضَّةُ , مِثْلَمَا أَوصَيتَنِي , فَلِمَ الهُرُوبُ وَ قَدْ حَظِيتَ مَنَالَا ؟
- أَدعُو لِرَبِّي : يَجْعَلَنَّكِ مِثْلَهَا , يَا مَنْ جَعَلْتِ مُحَرَّمِي شَوَّالَا ..
- مَاذَا تُريدُ , اطْلُبْ تَجِدْ فَأَنَا لَهَا ..
- فَلْتَغْرُبِي عَنِّي , لَقِيتُ وَبَالَا ..
- جَرِّبْ طَرِيقًا آخَرًا .. سَمراءَ هَيفَاءً , تَميسُ دَلَالَا !!
- لَا لَا
- أَقُولُ , اسْمَعْ , وَ لَا تَزِدِ الحوارَ جِدَالَا ..
- " قُولِي " , فَأَينَ طَرِيقُها ؟
- عِنْدِي , وَ تَحتَ وصَايَتِي , زِدْنِي تَنَلْ حُسْنًا يُشِعُّ وِصَالَا ..
- سَمراءُ هَيفَاءٌ , نَحيلٌ عُودُها , وَ أُريدُ وَشْمًا بَائِنًا أَو خَالَا
- وَ العينُ حَوراءٌ , وَ عَذْبٌ صَوتُها , وَ تَسحُّ عِطْرًا فَاتِنًا , وَ جَمَالَا ..
- هَيَّا احْلِفِي ..
- وَ تَزَيدُ , فَامْلَأ رَاحَتَيَّ عَلَاوَةً , نَقْدًا , وَ هَاتِ مِن " الفِلُوسِ " ( شِوَالَا )
..
..
وَ تَبِعتُهَا
أَلْهُو بِحُلْمٍ رَائِعٍ
وَ أَرَى عَلَى كَبدِ السَّمَاءِ هِلَالَا
..
..
دَقَّتْ
وَ لَيتَ الدَّقَّ فِي أَضلَاعِها
بَابًا ..
لَقِيتُ وَرَاءَهُ مَا هَالَا ..
- أَهلًا وَ سَهلًا , مِن هُنَا ..
وَ نَظَرتُ فَارتَدَّ السَّوَادُ خَيَالَا ..
يَا قَومُ , أَيُّ مُصِيبَةٍ , هَذِي الزَّرَافَةُ ؟ أَمْ أَعِيشُ خَبَالَا ؟؟
سَودَاءُ جِدُّ نَحيلَةٍ ..
وَ رَأيتُ أَحْلَى مَا بِهَا الخلْخَالَا ..
وَ الصَّوتُ إِدْغَامُ الحُرُوفِ بِغُنَّةٍ ..
حَولَاءُ , تَنْظُرُ بِاليَمِينِ شِمَالَا ..
- هَذَا أَبِي
قَالتْ , تُشِيرُ بِإصبَعٍ , فَحَسِبتُها تُلْقِي إِلَيهِ نِبَالَا ..
وَ نَظرتُ حَيثُ تَعَلَّقَتْ
عَينايَ خَوفًا
بَلَّلَ " السِّرْوَالَا " !!
لَا زِلتُ أَذكُرُ أَنَّنِي مِن بَعدِهَا , عَانِيتُ شَهقَةَ أَضْلُعٍ , وَ سُعَالَا
وَ فَرَرتُ لَا أَلْوِي عَلَى شَيءٍ سِوَى :
أَينَ السَّبيلُ , وَ هَلْ سَأَلْقَى الَآلَا ..
..
..
قَالتْ - وَ فَضَّ اللهُ فَاهَ مَقَالِهَا - لَمَّا رَجعنَا الدَّارَ :
- وَ يكَ , تَعَالَ ( ا ) ..
- قُوتِلْتِ يَا وَجْهَ التَّعَاسَةِ وَ الشَّقَا , وَ طُعِنْتِ حَولًا - بِالمُدَى - وَ خِلَالَا ..
- عَجَبًا لِهَذَا الرَّدِّ , أَنتَ أَرَدتَهَا , سَمْرَاءَ , جِدَّ نَحِيلَةٍ , تَتَعَالَى ؟
- هَيفَاءُ , يَا شَمطَاءَ , لَيسَ " زُرَافَةً " لَو حَدَّقَتْ أَبْصَرْتُ فِيهَا الأَعْوَر الدَجَّالَا !!
- دَعْنِي إِذَنْ أَخْتَرْ عَروسَكَ وَ انْتَظِرْ ..
- لَا وَ الَّذي خَلَقَ السَّمَاءَ , تَعَالَى ..
سَأَعِيشُ دَهْرِيَ عَازِبًا
لَا فَيلَ , لَا أَشْباحَ , لَا أَغْوَالَا ..
فَلْتَغْرُبِي ..
طَرَزَانُ ليسَ أَنَا , وَ لَيستْ دَارِيَ الأَدْغَالَا ..