أهمية صحبة الأخيار من كتاب الله تعالى
1 - قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ " [ التوبة : 119 ] .
والصادقون : هم الصفوة من المؤمنين الذين عناهم الله بقوله : " مِنَ المؤمنين رِجال صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عيهِ " [ الأحزاب : 23 ] .
2 - قال تعالى : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً " [ الكهف : 28 ] .
الخطاب هنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبيل تعليم أُمته وإِرشادها .
3 _ قال تعالى : " واتَّبِعْ سبيلَ مَنْ أنابَ إليَّ " [ لقمان : 15 ] .
4 - قال تعالى : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً " [ الفرقان : 27 –29 ] .
5 - قال تعالى : " الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ " [ الزخرف : 67 ] .
6 - قال تعالى حاكياً على لسان سيدنا موسى - عليه السلام - حين التقى بالخَضِر - عليه السلام - بعد عزم صادق ، وعناء طويل ، وسفر شاق : " هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداًً * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً " [ الكهف : 66 –67 ] .
أهمية صحبة الأخيار من السنة النبوية المطهرة
1 - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " إنما مَثَلُ الجليسِ الصالح وجليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخ الكير، فحاملُ المسكِ إما أن يُحْذِيَكَ ( يعطيك ) وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخُ الكيرِ إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد فيه ريحاً منتنة " [ متفق عليه ]
2 - عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال : قيل : يا رسول الله أيُّ جلسائنا خير ؟ قال : " مَنْ ذكَّركُم الله رؤيتُهُ ، وزاد في علمكم مَنْطقُه ، وذكَّركم في الآخرة عملُه " [ رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ] .
3 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " [ رواه أبو داود والترمذي في كتاب الزهد وقال حديث حسن غريب ] .
4 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله ، قالوا : يا رسول الله فخبِّرنا من هم ؟ قال : هم قوم تحابُّوا برُوح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى نور ، ولا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، وقرأ هذه الآية : " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " [ يونس : 62 ] [ رواه أبو داود ] .
5 - عن أبي ذر - رضي الله عنه – قلت : يا رسول الله ؛ الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم ؟ قال : " أنت يا أبا ذر مع من أحببت " [ رواه أبو داود ] .
6 - عن حنظلة - رضي الله عنه – قال : لقيني أبو بكر - رضي الله عنه- فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟ قلتُ : نافق حنظلة . قال : سبحان الله ، ما تقول ؟! قلت : نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُذكِّرنا بالجنة والنار كأنَّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً . قال أبو بكر - رضي الله عنه : " فو الله إنا لنلقى مثل هذا " . فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " وما ذاك ؟ " قلت : يا رسول الله نكون عندك تذكِّرنا بالنار والجنة كأنَّا رأي العين ، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنَا الأزواج والضيعات ، نسينا كثيراً . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فُرُشِكم وفي طُرُقِكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة - ثلاث مرات ـ " [ رواه مسلم ]
ومعنى عافسنا : عالجنا ولاعبنا ؛ والضيعات : جمع ضيعة وهو معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة .
إن هذه الأحاديث السالفة الذكر وكثيراً غيرها تبين بمجموعها أهمية الصحبة ، وأثرها في النفوس ، وأنها السبيل العملي للإصلاح والتربية . ولا سيما حديث حنظلة الذي يُظهر بوضوح كيف كانت مجالسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشع في القلوب أنوار اليقين ، وتُزكي في النفوس جذوة الإيمان ، وترتفع بالأرواح إلى مستوى ملائكي أقدس ، وتطهِّر القلوب من أدران المادة ، وتسمو بالإيمان إلى مستوى المراقبة والشهود .
وهكذا مجالسة وُرَّاث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وصحبتُهم ، تُزَكِّي النفوس ، وتزيد الإيمان ، وتوقظ القلوب , وتذكر بالله تعالى . والبعدُ عنهم يورث الغفلة ، وانشغال القلب بالدنيا ، وميله إلى متع الحياة الزائلة .
" وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً "
" وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ "
" رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "
" رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "
" وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى يا رب العالمين
اللهم أرزقنا فتوح العارفين , و صحبة الصالحين , وشهادة المجاهدين , وعلوم الانبياء . اللهم دلنا على من يدلنا عليك , وارزقنا حبك , وحب من يحبك , حب عمل يقربنا إلى حبك
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من مالنا وأنفسنا والناس أجمعين .
آميــــــــــــن يا رب العالمين
أسألكم الدعاء بظهر الغيب
-----------
محب الأحباب / محمود عبد الفتاح