شقوة» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» تطاول» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» دموع ... وأشياء أخرى» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» إحنا بتوع الكوبري» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قطعتي رُخام» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ألا بذكر الله تطمئن القلوب .» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» المعية الإلهية فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الميسر والقمار فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
وكأني أما أحد كبار شعراء العباسيين
لله درك من شاعر فحل
تقبل تحياتي وإعجابي
طارق المانع
مُوَرِّثِ أهلِ الشعرِ –من غير عِلةٍ-
جحوظ عيونٍ وارتفـاع حواجـبِ
تالله ما أراك هنا إلا تصف فعلتك بي يا صاحب الهمة العالية والإخاء النبيل ، فأية أبيات هذه التي تشرف بها أخاك وتلجم بها شعره؟!
سأكتفي هنا بالدعاء الخالص لربنا الرحمن أن يجزيك عني وعن الإسلام خير الجزاء وأن يمكن في القلوب الحب فيه.
ولا أحسبني إلا سأعود لمجاورة حرفك في مواضع أخرى إن شاء الله ربنا.
تحياتي
فَيَا وَاحَةَ الفِكْرِ الرَّشِيدِ وَرِحْلَةً مَعَ الأَدَبِ السَّامِي وَصَقْلِ المَوَاهِبِ
وَيَا مِنْبَرًا لِلحَقِّ وَالخَيرِ وَالهُدَى وَدَارَ الغَطَارِيفِ الكِرَامِ الكَوَاكِبِ
وَمَا الوَاحَةُ الغَرَّاءُ إِلا مَنَارَةٌ دَلِيلُ الحَيَارَى قِبْلَةٌ لِلمَوَاكِبِ
وَمَا أَمْرُهَا مُذْ كَانَ أَوَّلُ بَعْثِهَا لِغَيرِ وَفَاءٍ أَوْ قَضَاءٍ لِوَاجِبِ
شعار الواحة
أظنها كلمات قوية منحوتة من نخيل واحة مترامية الأطراف ،في طبيعة خلابة تجري فيها
الأنهار العذبة ، وجداول من العنبر ، تنساب ريا وشوقا الى معاني السمو والجمال.
كلمات كأشجار باسقات أصلها ثابت وفرعها في السماء ،يداعبها النسيم العليل
من حين لآخر وكأنك وسط ربوع خضراء ممتدة ، على مرمي البصر ، تزقرق من حولك العصافير وتغرد الطيور ، وتتمايل الأغصان، وتورق الورود ، فتقف فيها مصغيا لذلك النسق الشعري البديع.
يستهلها الشاعر بالإخبار المبدئي عن حقيقة راسخة ،وألم مقيم من خلال الجمل الاسمية المتتالية التي تفيد الثبات والرسوخ:
أَشَدُّ البَلايَا طَعْنُ قِسٍّ لِرَاهِبِ وَرَشْقُ الحَنَايَا مِنْ سِهَامِ التَّرَائِبِ
وَنُجْعَةُ ذِي وُدٍّ وَعَهْدٍ لِنَاكِثٍ وَدَمْعَةُ مَفْجُوعٍ بِغَدْرِ الأَقَارِبِ
ثم يخاطب الشاعر القلب في شجن عميق ، خطاب يصدق مع كل صاحب همة عالية ، ومع كل حر يدافع عن كرامة الأمة ، ويتخذ من الصدق والالتزام منهاجا له :
تَنَحَّتْ بِكَ الأَيَّامُ يَا قَلْبُ فِي الوَرَى وَأَنْحَى عَلَيكَ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
يُجَرِّعُكَ الأَقْدَاحَ مِنْ حَنْظَلِ الأَذَى وَيَسْقِي لَكَ الأَتْرَاحَ مِنْ كَأْسِ وَاصِبِ
بِنَجْوَى عَدُوٍّ أَجْفَلَ الحِقْدُ صِدْقَهُ وَبَلْوَى تَجَنِّي صَاحِبٍ تلْوَ صَاحِبِ
وينتقل الى خطاب النفس بلغة بليغة مؤثرة ، يسري فيها ذلك السحر الآتي من موسيقى المد الذي يدل على الفخر رغم الحزن .
أَعِينِي عَلَى الأَحْزَانِ يَا نَفْسُ إِنَّنِي أُغَالِبُ بِالصَّبْرِ الذِي هُوَ غَالِبِي
وَلا تَشْتَكِي حَرْبَ اللَيَالِي فَإِنَّمَا حِرَابُ اللَيَالِي هَذَّبَتْ بِالتَّجَارِبِ
وَلا تَقْنَطِي ، فَخْرُ النُّفُوسِ بِمَا ارْتَقَتْ وَمِنْهَا اللوَاتِي فَخْرُهَا فِي المَثَالِبِ
كما يعود الشاعر الى العودة الى المفاخرة والمباهاة بالثبات على الحق ، وبالتطلع نحو الآمال الكبار التي تقصر عنها النفوس المتخاذلة ، مستخدما في ذلك المقابلة الذكية :
إِذَا رَكِبَ الأَقْوَامُ مَرْكبَ شَهْوَةٍ رَكِبْتُ إِلَى الإِحْسَانِ خَيرَ المَرَاكِبِ
وَإِنْ خَاضَ أَهْلُ الوَجْدِ فِي ضَحْلِ وَهْمِهِمْ أَخُضْ فِي بِحَارِ المَجْدِ مِنْ غَيرِ قَارِبِ
وَلَسْتُ أُبَالِي مِنْ غَرَابِيبَ نُعَّبٍ وَلا اهْتَزَّ صَدْحِي مِنْ صَرِيرِ الجَنَادِبِ
أَسِيرُ عَلَى دَرْبِي وَأَبْذُلُ هِمَّتِي لأَرْفَعَ صَرْحًا لِلعُلا وَالمَنَاقِبِ
وَأَبْنِي مَعَ الأَحْرَارِ مَجْدًا لأُمَّةٍ بِدِينِ الهُدَى نَرْجُو حَمِيدَ العَوَاقِبِ
إن شاعرنا يرشق الحاسدين بسهام الشعر ، وهي أشد فتكا وأعظم تأثيرا، ويا لها من أهداف نبيلة يضعها الشاعر نصب فؤاده وعينيه.
أَنَا حَاتِمٌ بِالحِلْمِ يَا أُمُّ حَازِمٌ وَقَدْ كُنْتُ ذَا عَزْمٍ وَلا زِلْتُ يَا أَبِي
فَلِي هِمَّةٌ لَمْ تُعْنَ إِلا بِأُمَّةٍ وَمِثْلِيَ لَمْ يُخْلَقْ لِغَيرِ النَّجَائِبِ
وَلَو شِئْتُ مَجْدِي كَانَ أَدْنَى إِلَى يَدِي وَأَقْرَبَ مِمَّا بَينَ أَنْفٍي وَشَارِبِي
وَلَكِنْ هُنَا نَجْنِي غَدَ المَجْدِ وَالعُلا مَعًا، وَالأَمَانِي مِنْ نَبِيلِ المَآرِبِ
ما أروع هذه الأبيات الجزلة القوية ، وأحسبها شعار للواحة الغراء ، يجب أن يكتب على صفحتها الاولى ، ليخبر مرتاديها بالمنهج القويم الذي تتخذه لها ، وبالقيم والمثل السامية التي تنهض بها :
فَيَا وَاحَةَ الفِكْرِ الرَّشِيدِ وَرِحْلَةً مَعَ الأَدَبِ السَّامِي وَصَقْلِ المَوَاهِبِ
وَيَا مِنْبَرًا لِلحَقِّ وَالخَيرِ وَالهُدَى وَدَارَ الغَطَارِيفِ الكِرَامِ الكَوَاكِبِ
بِفَخْرٍ قِفِي فَوْقَ النُّجُومِ الثَّوَاقِبِ وَلا تَحْتَفِي إِلا بِأَعْلَى المَـرَاتِبِ
وَمَا الوَاحَـــةُ الغَرَّاءُ إِلا مَنَارَةٌ دَلِيلُ الحَيَارَى قِبْلَةٌ لِلمَــوَاكِبِ
وَمَا أَمْــرُهَا مُذْ كَانَ أَوَّلُ بَعْثِهَا لِغَيرِ وَفَاءٍ أَوْ قَضَاءٍ لِوَاجِبِ
بِهَا رِفْعَةُ الأَيَّامِ مِنْهَاجُ صَفْوِهَا وَإِنْ سَاوَرَتْهَا بِالخُطُوبِ الحَوَازِبِ
إنه نص يحمل الكثير من الصور واللوحات المتناسقة التي تبدو فيها اللمسات والرتوش الأخيرة بريشة شاعر احترف الرسم التخيلي والتشكيل البنائي .
وأراها قصيدة تستحق دراسة وافية ، نتأمل خلالها تلك المشاهد المتتالية التي جاءت في سياق قوي ولكن يحول بيننا وبين ذلك ضيق الوقت .
مع خالص تقديري لقلمك الحر أيها الشاعر القدير .
علا حسّان
أَصَابُـوكَ حَتَّـى أَنْزَفُـوكَ بِجَوْرِهِـمْ
وَمَا زِلْتَ رَبَّ الفَضْلِ يَابْـنَ النَّوَائِـبِ
\
هكذا حال أهل الإيمان ... أمرهم كله لهم خيراً في السراء والضراء .. صبراً وشكراً
الإنسان : موقف
أنت شاعر كبير وقصيدتك هنا تشهد بهذا .. أتمنى لك التوفيق دوما.