|
بَرَدى نهر القوافي والجهادِ |
ما لأقصانا بلا جدوى ينادي |
ولقد هامت دنانا ذي بِهجري |
لا حنايا لا لِمن فيها تُنادي |
وكساني قرب اعدائيَ ما |
بعْدُ أحبابي كَساني منْ حِدادِ |
يا جميلَ الجرْسِ يقفوني رَوَيّي |
والهوى يوم الوغى للبعضِ حادي |
بيتُ شعر منكَ أمسى حِكَماَ |
للنجوم الغُرِّ في أرض السوادِ |
وإذا اخطاتُ عذري أنّ حبّي |
لرموزِ الشعرِ صعْبٌ في انقيادِ |
بَرَدى الأحرار شِعْري وَجَعي |
فَالفراتُ اليومَ في أسْرِ الأعادي |
وأنا أمشي على غيرِ هُدىً |
أنا في وادٍ وأحلامي بِوادي |
والأماني هيَ دوماً في انتقاصٍ |
وجراحي كالأعادي في ازديادِ |
وبدربِ التيهِ ولّى نَفَرٌ |
يلمسونَ النبض في قلبِ الجمادِ |
وأريد النصر يا...منْ زمنٍ |
هوَ مهزومٌ أمامي في الطّرادِ |
آهِ ياوصْلُ فإنْ تغمدْ فلنْ |
تُغمدنََّ الدهر أسيافُ وِدادي |
وبذا الجسم قُروحٌ كُثُرٌ |
أنت قد كنتَ لها خير ضمادِ |
هل يعزّ العلم إلاّ عندما |
تبصرُ الشعر عزيزاً في البلادِ |
أيّها السَبّاقُ حتى بالردى |
قد تقدّمتَ خطانا في الطّرادِ |
دِيَمُ العزمِ بقلبي نفدتْ |
وشحيحٌ ماؤها كلّ البوادي |
وجموع الشر تعدو خَبَباً |
تحت أكياسِ العطايا كالجِيادِ |
ما حسبتُ الخطب أنْ يهزمني |
أبداً والمجد صعبٌ في انقيادِ |
كيف يخشى منْ مَلَتْ قبضتهُ |
جَمَراتُ الدهر من لمْس الرمادِ |
ما مدحتُ اليومَ إلاّ بَرَدى |
وقبولُ الحقِّ لطمٌ لِلحيادِ |
وأرادوا الغدر لمّا وجدوا |
خطرا يمضي إليهم باطّرادِ |
هلْ لنا عن عزةٍ منْ حِولٍ |
إنْ بدونا قربها أو في ابتعادِ |
بردى لم يروها إلاّ المعالي |
وبِغير المجدِ لايروى فؤادي |
ظامئٌ سيفي بلا دمّ الأعادي |
وكياني خاسرٌ خير العتادِ |
فمتى يصحو نهى هذي العبادِ |
ومتى ترنو إلى دجلى السوادِ |
نهجهم في الظلم تيهٌ...رجْعةٌ |
لسبيل الحقّ خيرٌ من تمادي |
خضتَها مجتهداً يا بردى |
وهوى الأمجادِ حالات اجتهادِ |
يتفاداني الردى لوْ أنّهُ |
كان يجدي في الردى أيُّ تفادي |
ويقال الدهر قد ينصفُ منْ |
راحَ يسعى فيه منْ غيرِ رشادِ |
لا ولا تُحترمُ الحكمةُ ما |
سلعةً كانتْ بأكياس المزادِ |