على حافة الزرقة ...
من احلام زمنٍ مضى ...
تسير على الشاطيء ، ثم تغريك جاذبية غامضة ودافع ما لأن تقترب قليلا ، فتقترب بحذر ن تغمرك موجات مرحة تداعب مشاعرك برفق فتجعل قلبك يهفو للمزيد ، فتتوغل اكثر لتسلم نفسك لامواج اخرى تلف روحك برقة بالغة ..
تتطلع نحو الشاطيء ، وتؤكد لنفسك أن العودة ممكنة ...
تغمرك امواج جديدة ، أشد دفئاً هذه المرة ، تكاد ترفعك عن الارض ...
وتتركها ترفعك فعلاً .. وانت مستسلم لنشوة الشعور بفقدان الوزن !!
وتتوغل أكثر وانت مازلت تقنع نفسك بان الشاطيء قريب ، والعودة ممكنة . ..
فتأتيك لحظة ما تلتفت فيها الى الوراء لتكتشف ان العودة باتت مستحيلة !!
تلك هي الصورة التي كانت تمثل تجربة الحب في احلامي ومخيلتي ...
صورة .. كالحرب ، أمر تخوضه متى أردت ، وتخرج منه متى استطعت !!!
لكن فاتني خيار ثالث للحرب أو الحب هذا !!
هو ان تجد نفسك مدفوعاً إليه دون تعمد ، ثم تكيف نفسك على القبول به كحالة دائمة ..
هو ان تعيش ما يمكن ان يسمى " مشروع حب " ...
يقف بك على حافة الزرقة .. دون ان تفكر في التقاط اللؤلؤ !!
ويتركك على ابواب الوهج .. دون ان تفكر في معانقة الشمس !!
ان تكتفي بأن تعيش مع فكرة رائعة حميمية تستمد منها حافزاً للمضي ، وطاقة على المزيد من الاحتمال ..
وفي استسلامك لمشاعر الانشداد تجاه الاخر ملاذا جميلا مريحاً من احزانك ...
وتواصلاً انسانياً شفافاً .. يشحنك بالعذوبة وبشيء من الطمأنينة ، في عالم يغلي بالقلق وتعقيدات الحياة التي لم تعد تتيح لنا فرصة التنفس ، ومواجهة مسلسل الاحباطات التي نشهد !!
انه خيار لا يشبه قصص الحب الذي ورثناها من الاساطير ..
ولا حكايات الحب الرومانسية ..
ليس شرطا ان تكون بداياته واضحة .. ونهاياته حاسمة !!
بل قد يكون اجمل ما فيه ..
انه يسمو على القول والاعتراف !!
ويبهت اذا خضع لقوانين الكلام وقوالب اللغة !!
انه يأبى الخضوع لادبيات العلاقات التقليدية ، ويتمرد على عناوينها !!
في احد الروايات يسأل البطل حبيبته ، في محاولة منه لانقاذ قلبه المتعب من فيض مشاعره : ماذا تريدين ؟؟ !!
فتجيب برنة توسل وهي تنظر بقلق : أريد السلام !!
فيجيبها باصرار حزين : هذا ما لا أستطيع أن أهبكِ إياه !!
فأن كان الحب لا يحمل سلاما الا ما ندر .. ففي مشروع الحب ، خيارنا الثالث ..
كل السلام ..
وبعض الامان ..
ومشوار لا ينتهي في حقول الدهشة ..
ومسير تحت زخات المطر ، تنثر عليك عطر السماء ..
وشعاع الشمس الذي تحتضن ..
وخيط الزرقة الذي تحبك فيه لألأك !!
ميــــــــــنا ... وعودة خجولة بعد غياب قاسي !!