احتجت الى الكثير من الصبر لاكتب لك أنت التي ذبحت معها أخيراً آخر شريان ينبض به قلبي واتنفس من خلاله... مستمدا منه رغبة المضي إلى الامام ..فالحياة ليست هي ما تفرضه علينا الحقائق المادية للاستمرار بها قدر ما تفرضه علينا ماهية العيش والتفكير وسط غابة من عوالم اناس في الغالب يكتنفها غباء وتبلد للمشاعر في سعيها المحموم خلف المادة الفانية ومسببات العيش.!
أما بعد....
جاهدت كثيرا أن ابقيك قريبة مني وأنت تعلم ِ أن القرب والبعد مسألة نسبية فالقرب ليس قربا ماديا
قدر ما هو قرب من الروح الهائمة في ملكوت الكلمة والوجع النبيل...!!
أعرف انك حاولت احتواء قلبي المضطرب وسكون عواصفي...وعصف...سكوني.. كما لاأنكر انك حاولت
استيعاب تقلب أهوائي ..أنا الرجل الذي كبلته تجربة كبيرة في في زمن ضيق ادمت له القلب وأرهقت له عقل
لكم النتائج المستقاة من ذلك الظرف العصيب في زمن لاأظن انه سيتكرر في شخوصه ولا في ما تمخضت
عنه من نتائج..ولن ألقي بلائمة عليك..
لكنك...فشلت..!!؟؟ فأنا ماكنت لاستجدي يوما منة..حب من كائن ما أو أن أتوسل الأنهار ان لاتكون هادرة
لاسبح عكس مجراها..!! او أنازع نفسي هواها أخطو نحو الاخر ام لا أخطو ..او أتوقف حيث يفرض علي منطق الاخر أن أتوقف ..تعودت لسيولي الجارفة ان لاتقف إلا حين تعانق نهر الحنان في مصبها الاخير
فكان ما كان مما أنت تعلم من نتائج لمجمل الامور..!
قلت... لي وأنت.تحاول ِالتشيث بآخر امل للبقاء معك أني اجسد بالنسبة لك ذلك الملاك الحارس والرجل
المتسامي فوق ادران الرغبات الشخصية.
وحقا كنت معك كائناً ملائكي الهوى.. لكنني ياسيدتي رجل او... لنقل بقايا رجل يحمل مسمياته ودلالاته.رغم
ان الايام بعثرته وهو يحاول الوصول جاهداً الوصول إلى موانىء آمنة رغم الريح العاتية ومدلهمات
الليالي فماكنت طوال سنين معرفتنا الا ميناء ًيهدد بالرحيل عن سفني كل حين..!
أرأيت يوماً.ميناءأُ يغادر السفن ويمضي عارياً إلى اعماق البحر..!
ها أنا عازم على الرحيل عنك ما عدت لي القدرة على ان اطيق لهفي عليك ولا أن تتوسلك رجولتي واعتقد
أني لاتزال لدي بقية من كبرياء الفرسان..!
ربما أكتب لك الان منفعلا بهاجس اخر..ربما لم أدرك بعد خطورة هذا القرار عليك أولا وعلى كياني ثانيا
فانت تعلم أني قد قلت لك يوما أني ماكنت لأجرح العطر المسافر في ذاكرتك..وها أنا أفعل مرغماً .!
لكني... سأرحل كتبت ما كتبت وأنا متعجل اللحاق... بآخر... حلم... مسافر...!!!
ربما...حين...أصل الى ارض..ما... يوما أو.أطأ...ارض حلم ما...لو..كنت...ادركه...!!؟؟
ساكتب..لك لاحقا إن طاوعني..القلم ورضح له ما امتلك من عناد المكابرة..!
ستبقى تلك الهواجس والكلمات حبيسة صدري وسيبقى ذلك الهوى عاصفاً في خيالي وأنا ماكنت لألقي بتبعة
ما حصل على عاتقك..أنا أعلم أني رجل من الصعب على امرأة ما ..أن تحيط بعوالمي..دون أن تحترق..!
لذا..ساحملك معي حيث رحلت زاداً من الذكريات التي تمد كلماتي ولغتي بالكثير مما قد يزهر على أديم الورق!
تذكر دائما ..أنك كنت لي كل قلته لك ولا أظنك ستنسيّ أي كلمات كانت تتجلى في لحظات هذياني.!
لكن حتى وإن كنت سأمضي بعيدا.عنك لك في كل حين مني غمامة ماطرة من الاشواق..!
سلام...
ثائر الحيالي
تموز 2007