صَـــغيرَتي يــا أنــتِ
تُرَتِبُ أوراقي كَمَكتَبي دائِماً
تَنشُرُ بِعطرِها زَوايا غُرفَتي
تَضَعُ أصابِعها عَلى نافِذَتي
تَشهَدُ أرضيَ خُطواتِها
تَبتَسِمُ لَوحاتي المُعَلَقَة
مَلابِسي تُداعِبُ أريجَها
عِطري المُمَيز يَستَنشِق حِسَها
يَشهَدُ لَها عُصفوري في القَفَص
وَتَتَزَينُ بِها مِرآتي
تِلكَ فَتاتي جَميلةٌ مَحاسِنُها
تَلتَقِطُ الجدرانَ صوراً لَها
تُحاكي كُتُبي لَفظَها
تُغازِلُ أمتِعَتي هَمسَها
تُغَني مَعزوفَتي المُعتادة
تَرقُصُ مَع ثيابي المُفَضَلَة
صَغيرَتي يا أنتِ
ألَنْ تَتَعَبي مِني ؟
أم تُحاوِلي الصُمود ؟
أرَى في عَينيكِ غَزل
دون كَلَلٍ أو مَلَل
تَزرَعي لي بِعينيكِ الأمَل
يا مَن دَخلتِ إلى أعماقي
وَأبصَرتِ قَلبي وَوِجداني
أهمُسُ إليكِ
بحُبٍ اجتازَ مَعالِمي
وَرَسَمتُ لَه مُخَطَطاً لِعالَمي
أعشَقُ بِه عَينيكِ
وأهذُ بِشَفَتيكِ
وألامِسُ كَفيّكِ
سَأُعلِنُ اليَومَ أمامَ الأنام
بِسيرَة حُب
زَرَعتُ مِنها حَديقَتي
وروداً مِن شَذا عَبيرها
وَصَنعتُ تِمثالاً لَها
وَأبحَرتُ بِسفُني لِشاطِئِها
لَن أترُكَ ذَلِك
وَسَأبقى عَلى عَهدي
مُبتَعِداً عَن هَمي
وَأُجالِسَ مَعبَدي
سَتَكونينَ أنتِ دَربي
وَحَقيقَتي وَحُلمي
قَصيدةً بِها أروي
وَأعزِفُ بِها لَحني
إليكِ يا مَن أنتِ
فِراس المعـــــاني