حكاية المرأة التي أكلت طفلها
هتف الطفلُ وليد صباح اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك
- ماما، بابا يقول: الضحية ضحيتين.
مدّت الأمُّ رأسها من شرفة بيتها المطلّ على الشارع، تشهدُ أضحيتها، فرأت الأب يحمل الجنين الصغير الخارج من بطن النعجة مشيراً إليها فهمست :
- اللهم تقبلها يا أرحم الراحمين.
وقبل أن تنسحب لتحضر الأواني وأكياس (النايلون) لتوزيع الحصص سمعت زوجها يقول:
- سيكون لحم الوليد أطيب لحم نأكله.. إنه كالفستق.
سبع سنوات انتظرت ، حتى تيسر لها هذا العام بفضل الله أن تضحي ، كان بودها أن تضحي بكبش أقرن، لولا الحالة المادية وسمعت أنه يمكن أن تكون نعجة .
- هل جائز ذبح النعجة الحامل؟
رمى الأب (الطشت) الذي حوى اللحم المقطّع وعلّق:
- إنه برقبة البائع ، فنحن لا نعرف بحمل النعجة ..و هذا فضلٌ وهديةٌ من ربِّ العالمين، هاتي الأكياس لنوزع الحصص ولنحتفظ بالوليد لك، أريد الذي في بطنك يشبع منه ..
تطلّع الطفل في الجنين وسأل أباه:
- ما اسمه ؟
ضحك الأب وقبل ولده وقال :
- اسمه الوليد يا وليد.
أخذ الطفل الحصص ليوزعها على الجيران، وكلّما طرق باباً سُئل:
- هل صحيح أضحيتكم كانت حاملاً؟
فيجيب الطفل فرحا ً:
- نعم ، وماما سـتأكل الوليد.
الجيران حين استقبلوا الهدية برضا مشوب بالغيرة، استنكروا احتفاظ الأم بالوليد، وخلال تبادل الزيارات للتهاني بالعيد، تناقش الرجال في صحة الأضحية وشروطها، وتناقشت النسوة في حظّ الأم التي أكلت الوليد بأكمله .
أهالي الجيران نشروا قصة الوليد إلى معارفهم الآخرين، وخلال الحديث تم اختصار الخبر بأكل الأم للوليد، وأنها أكلت نصفه دون طبخ أو شوي، و أن حجمه لا يقل عن عشرة كيلو غرامات، ووصل الأمر إلى نصف وزن النعجة الأم .
صحفيٌ مبتدئ، التقط الخبر في بيت أخته لما سمعها تقول:
- أم الوليد أكلت الوليد بوقعة واحدة دون شواء.
قطع الصحفي هاتفه وسأل أخته:
- الأم تأكل وليدها؟..
- نعم ..وبدون طبخ .
- أين حدث ذلك ؟
- في حارة زارتها ابنة خالتي التي زارتنا .
همّ الصحفي بإخبار صحيفته لنشر خبر أم تأكل وليدها فنهره صهره منبهاً:
- كم شخصاً يقرأ جريدتك المحلية؟.. راسل محطة فضائية تدفع لك بالأخضر.
بكى وليد حين منعه الأب من متابعة (توم وجيري) لمتابعة الأخبار على محطة عالمية، وكانت الأم منشغلة بإعداد القهوة فسمعت زوجها يقول :
- أتركي القهوة وتعالي تفرجي على أم أكلت وليدها .
علاء الدين حسو
قاص سوري