أهذا الذي بين الضلوع فؤادي ؟
أ باكٍ لخطب الدهر أم هو شادِ ؟
و هل يستشفُّ البُرْءَ من سكرةِ الردى ؟
و عُوّادهُ أهــلٌ لهُ و أعـادِ
يرى عسلَ الأيَامِ صاباً و علقماً
و يرمقه ـ ختلاً ـ بمقلةِ صادِ
بكى ربعَهُ حتى استحالتْ كُلومُهُ
كلاماً تناجي الروحَ وَ هْيَ بوادِ ....
يرى بسمةَ الأطفالِ تستنزفُ الردى
مُرادٌ لها ، و الموتُ غيرُ مُرادِ
سواداً تردَّتْ أُمّهاتي ، فإنْ نضتْ
سواداً ، فما في القلبِ غيرُ سوادِ
يُهوّن حزن اليوم حزن الذي مضى
و يُهدي حدادٌ بيرقاً لحدادِ
يخافُ الردى منّا و يرهبُ سطوَنا
و يعشقنا عشقَ الكلا لجرادِ !!
فإنْ زارنا ـ يوماً ـ و لبّى نداءنا
فذاك لإنّا ـ نحنُ ـ خيرُ مُنادِ
فيا ناظرِي قلبٍ تملّكَهُ الشجى
أ داراً تُسمَّى الدارُ دونَ عِمادِ؟
ترَوْنَ الذي يهفو فؤاداً ، و إنَّما
يراهُ العراقيونَ ... كوْمَ رمادِ
فراس القافي