لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
تأملات تحت الثلج
" وأسدلتُ الستائر الرمادية الموردة بألوان الحديقة"
تحاول القاصة هنا أن تخدعنا بوسيلة اللون الأثيرة لديها في الكثير من قصصها، ولكننا نكتشف من السياق السردي(تصريحا وتلميحا) أن اللون هنا لم يعد لونا وإنما هو مجرد ظلال تشارك الضوء والصوت في التشكيل لا التلوين.
فالرمادي والأسود والأبيض تتعاون معا في الإيحاء بغياب عنصر التلوين لإتاحة المجال لتشكيل صور عن طريق الظلال، ولكي تتم هذه المهمة تستعين بعدة ثنائيات متقابلة. وكأنها حيل فنية متوازية، تجسد مفهوم التكامل والتآزر ، لا التصارع والتناحر.
وكأن القاصة تريد أن توحي لنا بأن العلاقة بين هذه الثنائيات التي تبدو لنا متصارعة ، تخلَّت هنا عن هذا الصراع لتتجه بصدقٍ وإخلاص إلى التعاون والتآزر للتشكيلات التصويرية ، والصوتية. ومن هنا كان لوجود الرعد (الصوت) والبرق (الضوء) قيمة كبرى في تجسيد هذا المشهد القصصي المرئي المسموع الزاخر بالحركة .
ومن هنا جاء عنوان القصة (ثلج ثلج) معبرا عن هذين العنصرين، فالثلج هنا يمثل الصورة الضوئية الطبيعية البيضاء من جهة، كما انه يشير إلى صوت فيروز الساحر : " تلج تلج عم بتشتي الدني تلج والـ.....".
بما يدلك على أن القاصة هنا لم تكن معنية برسم لوحة ، بل تصوير مشهد حي ولهذا تأخر عنصر التلوين ، وبرزت حيوية عنصري الصوت والضوء. بمستوياتهما المتعددة كما نعيشها في الثنائيات التالية:
1. بين السواد والبياض:
" فتحت النافذة ، وأنا أقف في المنطقة الفاصلة ، حيث الأسود في الداخل يهبط على جسدي من الخلف "
"وأنا أنظر إلى الأشجار تحت النافذة وقد كون البياض منها تكوينات نحتية هائلة ، بتفاصيل غير ".
2. بين الظلام والضوء:
تنهض هذه الوسيلة بدورها في مد المشهد بالحياة على مستوى الذكرى ، مثل:
"تذكرت جدتي التي كانت تقضي في بيتنا شهرا من كل عام وتتركنا بعد انقضائه مع أحمال من الدهشة نُفرِح بها أنفسنا لبقية العام .. كنا نتحلق حولها لتبتدع لنا أشكالا وهمية لحيوانات مختلفة بإسقاطات الضوء والظل على الجدار أحيانا وعلى صفحة ملاءة بيضاء أحيانا أخرى
كما يسهم في تجسيد المشهد الحالي جماليا ، مثل:
"فوقعت عيناي على الستائر الموردة وذلك الضوء الأبيض من خلفها يخترق مسام النسيج فيضيء ورود الحدائق فيها".
3. ثنائية الصمت و الصوت:
بين الهدوء الصامت، وصوت اللحن المتصاعد. وتمثل هذه الثنائية قيمة أساسية هنا في القصة على مستوى تصوير المشهد ، وكأنها الموسيقا التصويرية لمصاحبة للأحداث، جماليا، مثل:
"أصوات الأوراق الدائمة الخضرة تؤلف لحنا غابيا تنبعث لموسيقاه رائحة التراب المترع ماء".
ووجدانيا، مثل:
" كنت وحيدا متوحدا لا يشاركني هذه الروعة إلا صوت بوم مختف بين الأغصان يقول لي تمتع ! تأمل! استمع لهذه الموسيقا الصامتة
حكمة البوم ، نعم .. وصوت أنفاسي ، وخفق قلبي ..
هدوء .. هدوء.. لم يقطعه إلا صوت فيروز يعزف عليه لحنا يتصاعد من هاتفي المحمول .. ( تلج تلج عم بتشتي الدني تلج والـ..(... تراجعت مأخوذا بكل ما حوته اللحظة ، وتناولت المحمول ، وسمعت صوتها ينطلق بفرح تغشاه نبرات عصبية غاضبة : أيها المجنون !! "
===
لكنها لا تقنع بهذا الدور التشكيلي الجمالي والوجداني بل تنتقل هذه الثنائية الأخيرة إلى الدور الوظيفي في النمو بالحدث القصصي حيث يأتي عبرها الحل حين ينبع الصوت متفجرا من أرضية الصمت، كما يولد الفجر(النور) من الليل (الظلام) ليحسم القضية في الثنائية الرابعة.
ألا وهي ثنائية(الرجل – المرأة) التي عبرت عنها القصة بالتقابل بين ( ضمير المتكلم) المعبر عن الرجل ، وضمير الغائب المؤنث "هي" كأن هذه الثنائيات الفنية لم تكن إلا المعادل الفني لها والتجسيد التصويري لجوهرها.
على أن الجديد هنا أن القاصة أرادت أن تطل على عالم الـ (هي) من خلال نافذة تقمص الـ (أنا المذكر) لعلها تكتشف جديدا من هذا العالم بمحاولة الابتعاد (قليلا) حتى تبدو لها ولنا الصورة أكثر وضوحا.
والعجيب أن ضمير الغائبة -رغم غيابه على المستوى السردي - كان أكثر حضورا وتأثيرا في الحدث القصصي ، من ضمير المتكلم - رغم حضوره وشيوعه !
وإذا كانت أفعال السرد في القصة كلها قد اتخذت الماضي زمانا لها فإنها في الختام تلجأ إلى الفعل الأمر الدال على الاستقبال، " أغلق الهاتف - فتح الباب"
بما يدل على شروق الأمل والرغبة في استمراره.
ولاحظ معي أن الكم هنا لا يمثل أهمية كبرى في رصد مستويات السرد
فرغم كثرة الأفعال المعبرة عن ضمير المتكلم (كنت - قررتُ –فأطفأتُ- أغلقتُ - وأسدلتُ . اقترحتُ - فاقتنعتُ .)
ترى أن الأفعال الصادرة منها رغم قلتها (مرتين) :(هي من اختارت - إلا أنها أقنعتني "
تغلبت على الأفعال المسندة إلى ضمير المتلكم المعبر عن البطل (7 مرات)
لما تتسم به من إيجابية وتأثير.
وكذلك يتغلب الزمن المستقبل المفهوم من صيغة (الأمر) الذي يجيء في الختام مرتين
(أغلق الهاتف – افتح الباب)
على جميع أفعال الزمن الماضي ، أو أفعال المضارع (الساكنة الدالة على التأمل ) رغم كثرتها في سرد القصة منذ البداية.
بما يشير إلى إغلاق صفحة الماضي بل والحاضر أيضا، لفتح باب المستقبل
وكأنه كان منتظرا لهذا الصراخ الآمر ، بثنائية أخيرة (الإغلاق والفتح)،
ونحن على يقين من أنه سيفعل، كما دل السياق على قابليته للاقتناع
"إلا أنها أقنعتني أن غرفة النوم تحتاج إلى الانسجام والتناغم لا للتباين والتضاد ، فاقتنعتُ بالحياد "
ولكنه لن يقتنع بالحياد هذه المرة بل بشيء جديد لعله الأمل!
==============================
القاصة المبدعة حنان
أرجو أن تقبلي هذه التأملات تحت ثلج قصتك البارعة ومعها تحياتي
مصطفى
ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل
الأخ الدكتور مصطفى عراقي
هناك مثل عند البدو يقول :
( لا تدل البدوي على باب دارك )
وما تثري به حروفي هنا وهناك ، لأكثر مما أستحق ، ليس تواضعا وإنما تقريرا لواقع
د. مصطفى أنت من بدأ فتحمل
كتبت ثلاث قصص جديدة فلا تجعلني أطمع
حقا
أنا في غاية الفرح لما تحظى به نصوصي من اهتمامك والأخوة هنا
تحياتي لك
نسيت أن أقولها ببساطة
رائع ما كتبت ، وتعاملت معه كنص منفصل ، فخسارة أن يكون ردا فقط
سلمت لنا
[QUOTE=حمزة محمد الهندي;197233][center]الأديبة/ حنان الأغا...
أولا دعيني لو تكرمتي أن أزِفَ إليكِ هطولاً مرحباً مغرداً، وكم انا سعيد بوجودكِ مهنا أيتها الأديبة..
حنان الأغا...
ثلجكِ ومطركِ هذا نسجَ لي شالاً قُزحياً، لأضعهُ مكان الستارة الرمادية التي أتعبتكِ من الرماد وكما قلتي نحنُ من الرماد.
نصكِ هذا أتعبَ الأبجدية، فعطشت فبللت ريقها بغدير الأحرف فانتشت وإذ بها تغرد من جديد كعصفور الكنار..
عظيم احترامي لكِ ولقلمكِ
أنا
حمزة محمد الهندي
_____________________
اعذرني بداية لسهو حدث في ترتيب الردود
الأديب المبدع حمزة الهندي
أكاد أطير فرحا ، لهذه الحفاوة
ما أروع هذا المكان وأهله
شكرا لك سيدي هذا الإطراء للنص
قراءة جميلة
شكرا لك
حنان الأغا ..
الفنانة بريشتهاوالمبدعة بقلمها ...
مزجت كتبت هنا باللون ورسمت بالقم ..
نص انفلت من بين يدي زمنا ، ولحسن حظي تعثرت به في لحظة السماء تتلبد فيها بالغيوم ..
فأعدتني إلى كل مشهد وذكرى في مثل هذه الأجواء ..
بعد أن عشت النص بلحظاته وقرأت الردود ، وكعادته أستاذنا الناقد الفذ / د. عراقي أخرج كل مكنوناته فلم يترك لأحد شيء يقال ، فما ترك جمالا إلا ونثره أمامنا لوحات متوالية جعلت من النص الحي فيلما تصويريا تتوالى من خلاله الصور لمشهد رائع الإخراج ..
لن أكتفي بهذه القراءة ، سيكون لي مرور آخرعلى هذا النص المترع بالجمال ..
أترك جزءا من نفسي هنا ولي عودة ..
//عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"
اللهم نقها بالماء والثلج والبِرد
قد أتى البرد ..
والشتاء ما زال يقطع زمن الفصول ليصلنا ..
لعلي التقي بالثلج لكن هذه المرة وأنت لست معي ..
النص يستحق الرفع ..
اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد وارحمنا إذا ما صرنا إلى ما صارت إليه ..
رحم الله أختنا حنان وأسكنها فسيح جناته ..
لا تنسوها من دعائكم .