من أين تبتدئ المسير ؟
ودربُ سيركَ كلُه خوفٌ وأشواك ٌ
ومافي صبحهِ شمس ٌ ولافي ليلهِ.
قمر ٌ منير.
وتحفُّك الخطواتُ والفلواتُ
لم تسألكَ هل لكَ وجهَة ٌ
مقصودة ٌ
أم أن سيركَ صارَ مثلكَ حينما
أصبحتَ مَجهولَ المَصير .
\
\/
وتراك تسعى لستَ تدركُ غيرَ وهمٍ
من حقيقةِ ما سعيتَ له
ومنْ عينِ الذي أملتَهُ ...
غيرَ السراب .
ويكادُ يؤصدُ دونَ وجهِكَ كل ُ باب
وكأنما الأوجاعُ قد أضحَت شريكةَ
دربكَ العاتي وقد
كُتبَ الكتاب .
والكلُ قال منادياً :
هذا قضاؤك يافقير.
\
\/
وأراكَ تفترشُ العراءَ بليلكَ الداجي
وتلتحفُ السماْ
ومن العوافي مُعدِماً ومن
المواجع مُتخَما
فالصبحُ عندكَ جمرة ٌ
والليلُ حَولك َ زمهرير.
\
\/
أنا يافقيرُ
إذا بكيت َ فإنما أجريتَ
من عينيَّ دمعك
وأرانيَ المَحزونَ إن تحزنْ وإن تظمأْ ظمئت ُ
وإن تجعْ أحسَستُ جوعكْ
وكأنما أصبحتُ ناظركَ المحدقَ في سرابِ الأمنيات ِ
وصرتُ سمعكْ
فأنا لك الشبهُ النظير.
\
\/
أبكي عليكَ إذا مرضت َ ولم تجد ثمنَ الدواء
وإذا أتاكَ العيدُ
لامأوى لديكَ ولا كساء
وإذا رأيتُ على مطالعِ وجهكَ المُدْمَى
تقاطيعَ العناء
وإذا فنيتَ لأجلِ مطلوب ٍ تحتَّمَ في الحياة ِ
ولم تنلْهُ فدُونَهُ
النَفَسُ الأخير