ياسمينيات... قصص مختارة
لم تعد صالحة
للكاتبة الفلسطينية : ياسمين شملاوي
في قريتها الصغيرة .. التي استولى الاحتلال على أرضها ومائها وهوائها وأقام عليها مدينة استيطانية ومصانع عالمية ..
يسميها الناس ( أم منقار) .. وفي جواز السفر (صالحة)..وبالهوية الإسرائيلية ( إستحلال)
أما الهوية الفلسطينية .. فقد اختارت لنفسها الاسم ( سلام) ..
تملك أنفاً طويلاً مدبباً يمنع الرشح والزكام ..
عيّنت نفسها مختارة على البلد وأهل الدار ... مهيبة الجانب يخشاها الأصدقاء والأعداء..
صاحبة بأس وفأس ..ودراية بالناس..
حارسة على السهل والمرج والتلة والبيدر ..وجوار الدار..
تحفظ تاريخ القرية ..وتعرف ماضي البيارة..وترسم خارطة الغربة..
كل شيء مسجل لديها ..من هان أو استكان..أو هتك أرضا ..أو باع روحه للشيطان..
أرقامهم السرية ..هواتفهم ..أسرارهم الزوجية..أرصدة حساباتهم..
سيدهم الكابتن (ميخا)..وحتى زانيتهم زهافا...!!!
وفي عتمه ليل.. وخلف شبابيك سيارة سوداء
كتب على جوانبها مصحة آرائيل(-1)للإمراض العقلية .....
جُمعت بملاءة بيضاء ..معصوبة العينين واليدين ..واللسان..
أما ابنها )شكري)..فقد أكد للناس
-المسكينة لديها مرض وسواس ( الخواجا ..والمنهيل ..والكبلان)- 2
-1-آرائيل : مدينة استيطانية تعتبر الأكبر ..تقع ما بين نابلس ورام الله.
* -2-الخواجا : لقب للسيد اليهودي ( المحترم)
*المنهيل : كلمة عبرية شائعة .تعني مسؤول العمل (المُعَلم)
*الكبلان : كلمة عبرية شائعة تعني المتعهد ( ويجب أن يكون ممن ينال رضى أمن المحتل )