وقفت تترقب من بعيد .. تتملق أحزانها .. ولاتدري إلى أين تأخذها هذه النظرة فتحمل من الأثقال هموما أطرت على وجهها تجاعيد امتزجت بمعالم شبابها .. فأشعرتها بذاتٍ ليس لها فيه إلا سنواتٍ مضت وعقوداً لم تعشها .
تلك صورتها التي احتفظت بها طويلا ولكنها أرادت أن تتخلص منها وتتخلص من معاني اليأس , وتنهي تلك الحياة اليتيمة .
مزقت الصورة وأخذت تترقب أشلائها وهي تتطاير هنا وهناك ... ورأت بقاياها تتطاير في الفضاء وتبعثرت ممزقة إلى مكان بعيد ... كان هو الانتحار !! ولم يكن لها مسلك غيره فقد أضحى طريقا واحداً حتم عليها السير فيه .
اختفت أشلاء الصورة ولم يبق منها إلا دمعة امتزجت بابتسامة وداعٍ حاولت أن تخفيها .. ونظرة طالت حتى رسمت بسمة انبثقت رغماً عنها لترى شعاع ضوء امتد لها , يشد على حاضرها بقوة ويمد إلى نفسها الحزينة سروراً , وينسج لأفكارها الكئيبة أملاً .....
وهنا انتهت الصورة وقد اعتقدت أن الأمر قد انتهى وحسب ! ولكنها عندما شرعت إلى إغلاق كل النوافذ بإحكام وفي سهو منها نسيت تلك النافذة التي غفوت عنها !
فقد أحكمت إغلاق جميع نوافذ الواقع ونسيت نافذة الأحلام حيث تكمن هناك مقومات صورة لاتخضع للعقل ... هناك في عالم آخر يظهر فيه كل شيء ولا مكان فيه لاخفاء المشاعر .
ولكنها صورة لم تكتمل
نافذة الأحلام ... تلك الصورة التي لم يتم اكتمالها في عالم اليقظة
إنه العالم المثالي المفقود ... عالم يكرر نفسه علي سفينة أحلام وردية تجوب عباب البحر متجهة نحو جزيرة السعادة في وقت غرقت فيه سفينة الحب في عالم اليقظة .
كل النواقص اكتملت هناك حيث كل شيءٍ صافٍ وجميل صُوِّر ببراعة وإبداع حيث امتزجت صورة الحلم بصورة الواقع
فاكتملت الصورة
كـــــــنوز الشرق