سولت لي نفسي أن أبدأ سلسة من الدروس أتناول فيها بعض مسائل النحو عونا للمبتدئ ، وتذكرة للمتقدم ليس لي منها سوى النقل وبعض التهذيب والترتيب ، وأسأل الله أن ييسر لي وقتا لإتمامها ، وأن ينفع بها .
خواطر حول مقال أغرب مسابقات ملكات الجمال» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» المشاعر لا تموت.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» كتب محمد فتحي المقداد. لا أحد يضحك في هذه المدينة» بقلم محمد فتحي المقداد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» يد طفلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: محمد إسماعيل سلامه »»»»» قراءة فى مقال أغرب القوانين حول العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» على شفا كابوس» بقلم وليد عارف الرشيد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» .. سورة الأدب ……………» بقلم موسى الجهني » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال أغرب حالات مرضية في عالم الطب» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» كتب محمد فتحي المقداد. الحارس. قصة قصيرة» بقلم محمد فتحي المقداد » آخر مشاركة: محمد فتحي المقداد »»»»» تطاول» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»»
سولت لي نفسي أن أبدأ سلسة من الدروس أتناول فيها بعض مسائل النحو عونا للمبتدئ ، وتذكرة للمتقدم ليس لي منها سوى النقل وبعض التهذيب والترتيب ، وأسأل الله أن ييسر لي وقتا لإتمامها ، وأن ينفع بها .
هذه الدروس ليست غايتها الاستقصاء والاستقراء ، وإنما هي دروس فيما يجب أن يلم به ، وإن شئت فقل : هي المعلوم من النحو بالضرورة ، وأما بسط الكلام ، وذكر الخلاف ونحو ذلك ، فسأرجئه حتى حين .
العدد - كما يقول الحريري صاحب ملحة الإعراب - يحتاج إلى ضَمِّه إلى النَّوع المعدود لِيَتبيَّنَ بمجموعهما فائدة الكلام . ألا ترى أنك لو اقتصرتَ على ذكر العدد ، فقلت : عندي ثلاثة . لم يُعلم النوع المعدود ، ولو اقتصرت على ذكر النوع ، فقلت عندي رجال ؛ لما عُلِم العدد . ويجب تبيين العدد من ثلاثة ، فصاعدا ؛ لأن لفظ الواحد و الاثنين يدل على المعدود والنوع ؛ لأن قولك : ( جمل ) يدل على واحد من هذا النوع ، وقولك : ( جملان ) يدل على اثنين من هذا النوع .
* العدد : تذكيره وتأنيثه :
يقول ابن هشام - رحمه الله - في قطر الندى :
اعلم أن ألفاظ العدد على ثلاثة أقسام :
1- ما يجري دائما على القياس في التذكير والتأنيث ، فيُذكَّر مع المذكر ، ويُؤنث مع المؤنث ، وهو : الواحد والاثنان ، وما كان على صيغة ( فاعل ) . تقول في المذكر : واحد واثنان ، وثانٍ وثالثٌ ورابعٌ ، إلى عاشر . وفي المؤنث تقول : واحدة واثنتان ، وثانية وثالثة ورابعة إلى عاشرة .
إذا متى ما كان العدد 1 ، أو 2 وجب أن يوافق المعدود تذكيرا وتأنيثا .
كتاب 1 = كتاب واحد
طالبتان 2 = طالبتان اثنتان
11 آية = ( إحدى ) عشرة آية .
11جزء = ( أحد )عشر جزءا .
وكذلك الحال متى ما كان العدد على صيغة ( فاعل ) نحو :
كرمنا الأول ، تفوق الثاني ، (( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم )) أي : هم ثلاثة ، أو هؤلاء ثلاثة ، (( والخامسةَ أنِّ غضبَ اللهِ عليها ... )) أي : والشهادة الخامسة ، وقس على ما لم يقل .
***
2 - ما يجري على عكس القياس دائما ، فيُؤنث مع المذكر ، ويُذكر مع المؤنث ، وهو : الثلاثة والتسعة وما بينهما ( 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ) . تقول :
( ثلاثة رجال ) ، و ( أربع نسوة ) ، قال - تعالى - :
(( سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما )) . [ ليلة / يوم ]
وعليه ، فإن العدد 3 إلى 9 يخالف المعدود تذكيرا وتأنيثا .
***
3 - ما له حالتان ، وهو العدد عشرة ؛ عند التركيب تجري على القياس كالعدد واحد واثنين . تقول :
( ثلاثة عشر كتابا ) بالتذكير ؛ لأن المعدود ( كتاب ) ، وتقول : ( ثلاث عشرة ورقة ) بالتأنيث ؛ لأن المعدود ( ورقة ) .
وإن جاءت مفردة ( غير مركبة ) جرت على خلاف القياس كالعدد ثلاثة وأخواته ( 3 إلى 9 ) . تقول : ( عشَرة رجالٍ ) بالتأنيث ، ( وعشْر برتقالات ) . بالتذكير .
ومما سبق يمكن أن نجمل القول بما يلي :
* ( 1 ، 2 ) توافق المعدود تذكيرا وتأنيثا .
* ( 3 - 9 ) تخالف المعدود تذكيرا وتأنيثا .
* ( 10 ) إن كانت مفردة خالفت ، وإن كانت مركبة وافقت .
اقرأ ما مضى بعينك اليمنى ، ثم بعينك اليسرى ، ثم بعينيك معا ، ثم حاول الإجابة عما يلي كتابة بالحروف :
10 نصوص .
11 كتاب .
4 دجاجات .
19 قصيدة .
12 سمكة .
12 نقيب .
11 قصة .
10 دراهم .
كم سؤالا سألتُ ؟
[ تذكر أننا نحتكم إلى المفرد حين نؤنث أو نذكر ]
العلم إذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئا ، وإذا أعطيته كلك أعطاك بعضه .
تحياتي وتقديري
تابع / تذكير العدد وتأنيثه :
مراجعة لما سبق استذكاره ، وبعض إضافة :
1- العددان ( واحد واثنان ) يوافقان المعدود مفردين ، و مركبين ، و معطوفا عليهما .
مثالهما مفردين : (( وإلهكم إله واحد )) ، (( الذي خلقكم من نفس واحدة )) ،
حضر طالب واحد ، وطالبة واحدة ، ونجح طالبان اثنان ، ونجحت طالبتان اثنتان .
ومثالهما مركبين : (( إني رأيت أحد عشر كوكبا )) ،
(( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا )) .
ومثالهما معطوفا عليهما : حضر واحد وثلاثون طالبا ، واثنتان وعشرون طالبة ...
مما سبق يتضح أن العددين ( واحد واثنين ) يذكران مع المذكر ، ويُؤنثان مع المؤنث ،
وإن شئت ، فقل : يوافقان المعدود مطلقا . ولعلك لاحظت أن المعدود يذكر قبلهما .
[ يجوز حذف همزة الوصل في ( اثنتان ) فيقال : ثنتان ، وثنتين ، وثنتي عشرة ]
***
2 - الأعداد من ثلاثة إلى تسعة تكون على عكس المعدود مفردة ، ومركبة ، ومعطوفا
عليها .
ومثالها مفردة : (( آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام )) ،
(( آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال )) ،
(( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما )) ...
ومثالها مركبة : (( عليها تسعة عشر )) أي : ملكا أو خازنا .
ومثالها معطوفا عليها : (( أن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة )) .
وعليه ، فإن العدد من ثلاثة إلى تسعة يخالف المعدود مطلقا .
يلحق بما تقرر ( بضع وبضعة ) لأنه على المختار من ثلاثة إلى تسعة ، ولذا نقول :
بضعة أقلام ، وبضع دقائق .
***
3 - العدد عشرة يكون على عكس المعدود إن كان مفردا ، وعلى وفقه إن كان مركبا .
مثاله مفردا : (( تلك عشرة كاملة )) أي : أيام ، قرأت عشر قصائد .
ومثالها مركبة : (( إني رأيت أحد عشر كوكبا )) ،
(( فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا )) .
ولاحظ أنها إذا كانت معطوفا عليها أخذت حكمها مفردة مخالفة المعدود ، نحو :
عشر ومائة ناقة ، وعشرة وألف كتاب ، عشرة وسبع مائة عام .
[ العرب تبدأ في الأفصح بالأقل حين تعد أو تأرخ ]
إذا العدد عشرة يخالف المعدود مفردا ، ويوافقه مركبا .
[ هل لاحظت ضبط الشين في عشرة حين تكون لمذكر ، وضبطها حين تكون لمؤنث .
عشَرة طلاب ، وعشْر طالبات ] .
***
وبهذا نكون قد راجعنا ما سبق استذكاره ، ولذا يحسن أن نتعرف على ضيوف جدد بعدما
احكمنا فهم ما تقدم ، وهم العدد ( مائة ) و ( ألف ) وألفاظ العقود ، وهي من عشرين
إلى تسعين ، والحق أنهم ضيوف يأبون الثقل الذي قد يكون في العدد ( عشرة ) إذ إنهم
يقولون لنا : نحن نلزم صورة واحدة أنى كنا .
عشرون كتابا ، عشرون وردة ... ، وقس على أخواتها .
مائة ورقة ، ومائة قلم ، ألف سنة ، ألف عام ...
[ النَّيْفُ : الزيادة ، قالوا : هو من واحد إلى ثلاثة ، ولايستعمل إلا بعد عقد نحو عشرة
ونيف ، ومائة ونيف ، وألف ونيف ، وقالوا : وكل ما زاد على العقد ، فهو نيف حتى
يبلغ العقد الثاني ، هذا هو الأفصح خلافا لما يشيع على الألسنة في أيامنا هذه من تقديم
النيف على العدد ] وعليه ، فإن له صورة واحدة بخلاف ( بضع وبضعة ) .
***
ثمة مسألة كانت في صدر العدد لم نراجعها ، ولأسهل الأمر هي في معية العدد واحد
واثنين ، ولها حكمهما ، فإن شئت طيبت خاطرها ببعض مراجعة واستذكار ، فعلت
غانما مأجورا إن شاء الله .
[ ليت بعض أساتذتي يتكرم على ما حاولت كتابته بتصويب أو استدراك إن كان مني سهو ] .
وتقبلوا تقديري وشكري
أستاذي القدير [ د.أحمد الرشيدي ]
وها قد حجزت لي هنا كرسيا ..فما أسعدني بك أستاذا ومعلما
الشكر قليل بحقك ..
فبارك ربي بك وبـ جهودك وجعله ربي في موازين حسناتك.
كلي ممتنة
تقبل خالص احترامي وتقديري وتراتيل ورد
تابع العدد : تذكيره وتأنيثه :
- قرأت ( 3 ) كتب .
- أقمت بمكة ( 3 ) ليال .
- كتبت ( 10 ) أسطر .
- بالقرية مسجد ( 1 ) .
- بريت قلمين ( 2 ) .
- رأى يوسف ( 11 ) كوكبا .
- كتبت ( 12 ) رسالة .
- - حضر ( 31 ) طالبا .
- شاهدت نحو ( 100 ) جندي .
- قلًّ مَنْ يعيش ( 100 ) سنة .
- قدِم ( 1000 ) سائح و( 1000 ) سائحة .
- اشتريت ( 20 ) تفاحة .
- في المرعى ( 29 ) ناقة .
- بالمدرسة ( 10 ) حجرات .
حاول أن تكتب الأرقام التي بين الأقواس بالحروف مبينا حكم الأعداد من حيث التذكير أو التأنيث أو البقاء على صورة واحدة .
- بين حكم العدد من حيث التذكير والتأنيث أو البقاء على صورة واحدة في الآيات الكريمة التالية :
- (( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ))
- (( إني أرى سبع بقرات سمان ))
- (( فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ))
- (( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ))
- (( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )) .
- (( قال بل لبثت مائة عام ))
- (( ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ))
- (( إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة )) .
- اكتب – إن شئت - الأعداد التالية بالحرف مراعيا قواعد التذكير والتذكير ... .
- عندي ( 11 ) كتاب و ( 12 ) رسالة علمية .
- قرأت ( 12 ) قصة ، و ( 19 ) مقالا .
- في الفصل ( 3 ) نوافذ ، و ( 33 ) كرسيا .
- في المكتبة ( 3 ) حمامات ، ( 12 ) حجرة .
- اطلعت على ( 90 ) مخطوطة ، حقق منها ( 26 ) .
- إن كنت قد أحكمت تحصيل ما تقدم ، فما الذي تجده في إيراد ابن هشام - شذور الذهب مبحث العدد - لهذا الشاهد في الآية الكريمة :
- (( وقطعناهم اثنتي عشْرة أسباطا )) فقد قال – رحمه الله :
" فليس ( أسباطا ) تمييزا ، بل بدل من ( اثنتي عشرة ) والتمييز محذوف ، أي : اثنتي عشرة فرقة ".
*****
بعض فوائد :
" ذكر الصبان في حاشيته عن الأعداد من 3 – 9 أنك إذا أخرت العدد وجعلته صفة جاز لك أن تقول : رجال تسعة ، فتكون قد أعملت قاعدة مخالفة المعدود للعدد تذكيرا وتأنيثا ، وأن تقول : رجال تسع ، فتكون قد أتبعت الصفة للموصوف في التذكير .
وما ذكره الصبان – رحمه الله – مخالف لما أجمع عليه النحويون – انظر شرح التسهيل لابن عقيل ، وشرح التصريح للأزهري – وما جاء في فصيح الكلام ، ومنه قوله – تعالى :
(( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ))
وقوله – تعالى : (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ))
وما جاء في كلام العرب مما يوهم غير ذلك رُدَّ بالتأويل إلى هذه القاعدة بإجماع " . من كتاب النحو والصرف لطلاب المعهد الديني في الكويت .
" وأما قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر "
فهو دليل من قال : إِنْ لم يُذكر المعدود ولُحظ معناه جاز في العدد التذكير والتأنيث . " من مقرر طلاب المعهد الديني في جامعة الإمام محمد بن سعود .
* قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في حاشيته على أوضح المسالك :
" ذكر ابن مالك أن السر في ذكر ( التاء ) في الثلاثة والعشرة وما بينهما في عد المذكرين هو أن الثلاثة وأخواتها أسماء جموع مؤنثة مثل فرقة وزمرة وأمة ، فأصلها أن تكون بـ ( التاء ) على غرار نظائرها ، ولما كان المذكر سابقا في الاستعمال على المؤنث استعملوا الألفاظ على أصلها مع المذكر ، فقالوا ( ثلاثة رجال ) فلما أرادوا استعمالها مع المؤنث احتاجوا إلى الفرق بينه وبين المذكر ، فلم يكن بد من حذف التاء منها ، فقالوا ( ثلاث إماء و ثلاث جوار ) وهكذا ".
ووجدتُ - أيضا - تعليلا لأبي البقاء العكبري سأورده لطرافته ووجاهته وليعضد ما سلف ، يقول - رحمه الله :
وإنما ثبتت ( الهاء ) في العدد من ثلاثة إلى عشرة في المذكر دون المؤنث للفرق بين المذكر والمؤنث المميًّزين ، وكان المذكر أولى بالتاء لوجهين :
أحدِهما أن العدد جماعة ، والجماعة مؤنثة ، والمذكر هو الأصل ، فأُقرًّت العلامة على التأنيث في المذكر الذي هو الأصل ، وحُذِفت في المؤنث لأنه فرع .
والثاني أن الفرق لا يحصل إلا بزيادة ، والزيادة يحتملها المذكر لخفته ، ولذلك مُنع التأنيث من الصرف لثقله ".
وقد تنبه أبو الحسن الوراق إلى اعتراض قد يطرح فقال :
" فإن قال قائل : فما الذي أحوج إلى الفصل بينهما ؟ [ يريد لِم نفرق بين المذكر والمؤنث نحو ثلاثة رجال ، وثلاث نساء ، لِمَ لم نقل ( ثلاث رجال ، ثلاث نساء مثلا ]
قيل : لأن الجمع قد يشترك لفظ المؤنث فيه والمذكر ، ألا ترى أن ( طلحة ) يجوز أن يكون اسما لامرأة ، ويجوز أن يكون اسما لرجل ، وهما مع ذلك مشتركان في لفظ الجمع ، نحو قولك في طلحة : طلحات ، لمذكر أو مؤنث ، فلو لم تفصل في لفظ الأعداد بين المذكر والمؤنث ، فقلتَ : عندي ثلاث طلحات ، لمْ يَعلم المخاطب أعندك رجال أو نساء ، فلما كان ترك الفصل يوقع لبسا بين المذكر والمؤنث ، وجب أن يقع الفصل بين هذه الأعداد ".
* تعذر عليَّ التزام رسم المصحف الكريم في الآيات التي أوردتها .
هذا جهد المقل وحيث سيقف ، وحسبه أنه حاول استذكار بعض العلم ، فإن وفق إلى بعضه فبفضل من الله ، وإن قصر ، فأسأل الله نية خالصة لوجهه الكريم تبلغ ما لم يبلغه العمل .
:
أستاذي [ أحمد الرشيدي ]
شكرا ولا توفيك!!
مع خالص إمتنان وإعتزازي وتقديري
سلمت يمناك أستاذنا الكريم
وهيا استمر
موضوع رائع وجزيت الخير كله
الأستاذ الحبيب : أحمد الرشيدي
هذه سلسة من الدروس القيمة عرضتها لنا بأسلوب سهل ميسر , ونعلم أنَّ العدد لا غنى لنا عنه فهو أساس في عمليات الحساب والجرد والتصنيف وغيرها مما للإنسان علاقة به , ولكي تسلم الألسن من الغلط في اللغة وجدنا علماءنا قد وطدوا لها قواعد تحكمها , ولصعوبة بعض الكتب النحوية في عرض هذه القواعد من حيث الإسهاب والتفصيل يُلْجأ للتيسر والاقتضاب كما قدمتَ لنا هذا الشرح , و من ما استفدت منه -وكل ما عرضت مفيد - الجزئية الآتية :
" ذكر الصبان في حاشيته عن الأعداد من 3 – 9 أنك إذا أخرت العدد وجعلته صفة جاز لك أن تقول : رجال تسعة ، فتكون قد أعملت قاعدة مخالفة المعدود للعدد تذكيرا وتأنيثا ، وأن تقول : رجال تسع ، فتكون قد أتبعت الصفة للموصوف في التذكير .
وما ذكره الصبان – رحمه الله – مخالف لما أجمع عليه النحويون – انظر شرح التسهيل لابن عقيل ، وشرح التصريح للأزهري – وما جاء في فصيح الكلام ، ومنه قوله – تعالى :
(( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ))
وقوله – تعالى : (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ))
وما جاء في كلام العرب مما يوهم غير ذلك رُدَّ بالتأويل إلى هذه القاعدة بإجماع " . من كتاب النحو والصرف لطلاب المعهد الديني في الكويت .
" وأما قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر "
فهو دليل من قال : إِنْ لم يُذكر المعدود ولُحظ معناه جاز في العدد التذكير والتأنيث . " من مقرر طلاب المعهد الديني في جامعة الإمام محمد بن سعود .
* قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في حاشيته على أوضح المسالك :
" ذكر ابن مالك أن السر في ذكر ( التاء ) في الثلاثة والعشرة وما بينهما في عد المذكرين هو أن الثلاثة وأخواتها أسماء جموع مؤنثة مثل فرقة وزمرة وأمة ، فأصلها أن تكون بـ ( التاء ) على غرار نظائرها ، ولما كان المذكر سابقا في الاستعمال على المؤنث استعملوا الألفاظ على أصلها مع المذكر ، فقالوا ( ثلاثة رجال ) فلما أرادوا استعمالها مع المؤنث احتاجوا إلى الفرق بينه وبين المذكر ، فلم يكن بد من حذف التاء منها ، فقالوا ( ثلاث إماء و ثلاث جوار ) وهكذا ".
ووجدتُ - أيضا - تعليلا لأبي البقاء العكبري سأورده لطرافته ووجاهته وليعضد ما سلف ، يقول - رحمه الله :
وإنما ثبتت ( الهاء ) في العدد من ثلاثة إلى عشرة في المذكر دون المؤنث للفرق بين المذكر والمؤنث المميًّزين ، وكان المذكر أولى بالتاء لوجهين :
أحدِهما أن العدد جماعة ، والجماعة مؤنثة ، والمذكر هو الأصل ، فأُقرًّت العلامة على التأنيث في المذكر الذي هو الأصل ، وحُذِفت في المؤنث لأنه فرع .
والثاني أن الفرق لا يحصل إلا بزيادة ، والزيادة يحتملها المذكر لخفته ، ولذلك مُنع التأنيث من الصرف لثقله ".
وقد تنبه أبو الحسن الوراق إلى اعتراض قد يطرح فقال :
" فإن قال قائل : فما الذي أحوج إلى الفصل بينهما ؟ [ يريد لِم نفرق بين المذكر والمؤنث نحو ثلاثة رجال ، وثلاث نساء ، لِمَ لم نقل ( ثلاث رجال ، ثلاث نساء مثلا ]
قيل : لأن الجمع قد يشترك لفظ المؤنث فيه والمذكر ، ألا ترى أن ( طلحة ) يجوز أن يكون اسما لامرأة ، ويجوز أن يكون اسما لرجل ، وهما مع ذلك مشتركان في لفظ الجمع ، نحو قولك في طلحة : طلحات ، لمذكر أو مؤنث ، فلو لم تفصل في لفظ الأعداد بين المذكر والمؤنث ، فقلتَ : عندي ثلاث طلحات ، لمْ يَعلم المخاطب أعندك رجال أو نساء ، فلما كان ترك الفصل يوقع لبسا بين المذكر والمؤنث ، وجب أن يقع الفصل بين هذه الأعداد ".
* تعذر عليَّ التزام رسم المصحف الكريم في الآيات التي أوردتها .
هذا جهد المقل وحيث سيقف ، وحسبه أنه حاول استذكار بعض العلم ، فإن وفق إلى بعضه فبفضل من الله ، وإن قصر ، فأسأل الله نية خالصة لوجهه الكريم تبلغ ما لم يبلغه العمل .
بقيت مسألة أخيرة حبذا تعرضها لنا وهي ما يتعلق بالعدد من نوع المعدود والتمييز والنعوت وغيرها وما هي أحوالها معه ؟
بارك الله فيك ونفع بك
كل الشكر والتقدير لكل من مرَّ ها هنا ونثر حروفا كالورود .
أخي الحبيب الأديب العلم : بندر الصاعدي حفظه الله
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أقدم بين يدي ردي على ما تكرمتَ به اعتذارا ، فلم أقرأ ردك - أيها الكريم القدير - إلا ساعتي هذه ، فعفوك وصفحك .
وإن ما تفضلتَ به من اقتطاع وقت لقراءة ما حاولتُ تذليله لواقع في نفس أخيك موقعه الذي تحب وترضى ، وقد تتبعتُ حروفكَ حرفا حرفا حتى أسلمتني إلى ( حبذا ... ) وإني لفاعل عما قريب - إن شاء الله - مودة وتكرمة وإن كنتُ لستُ لذلك أهلا .
حفظك الله ورفع قدرك في الدارين وأمتعنا بك .