الصداقة دائما ما تترائى لي كملكة فاتنة تقبل جراحي فتشفيها ..
كنت دائما أسعى وراءها لكنني أستيقظ من سباتي ، ولا أجد لها أثرا..
كانت ترحل وتتركني وحيدا بليل الفراق ..
أما هذه المرّة فقد أقسمت ألا ألحق بها ، لكن حصل أمر عجيب ..
ذاك أن الصداقة هي التي ظفرت بي ، وقبلت جراحي فأبرأتها ..
لم أصدّق ذلك ..
أردت أنظر إلى وجه الصداقة لأتلذذ بجماله ..
فوجدتكِ أنت يا صديقتي الغالية..
كنت أروع شيء يحدث لي منذ سنوات كثيرة من الطيش..
لهذا فتحت لكِ قلبي ، وفرشت عواطفي الطاهرة ، و أخفيت الجانب المظلم مني في قنينة خمر فارغة ، ورميته في بحر النسيان ،لكني أخشى أن يعود فهو كالحمام الزاجل يعرف جيدا طريق العودة..
هل تعلمين يا صديقتي الغالية..
عندما غادرت تلك الليلة متشحا بحزني وجنوني ، عاتبتني كلماتي ، وعاقبني الشعر بمائة جلدة ، ووصفتني عباراتي الباذخة بأنني كائن غير حضاريّ ، حسبت في الوهلة الأولى أنكِ متآمرة معهم ،لكن بعد ذلك تأكدت أني كنت متآمرا على نفسي ،
الآن أعلن توبتي من الوجع ..
لكنه لا يزال يظهر لي ..
أراه في كل مكان ..
حين أطلّ من النافذة ..
وعندما أنظر في المرآة..
بل حتى حين أغتسل من الخطايا ..
ساعديني يا صديقتي الغالية ، فأنا على وشك الذبول...