وأهوى الذي يهواك ياوطني = وأصد من عاداك ياسكني
( عبدالله الفيصل )
(( وأبي قال مرة : الذي ماله ( وطن ) ماله في الثرى من ضريح .. ونهاني عن السفر ))
( محمود درويش )
الأحد الفائت الموافق 11 / 9 / 1428 هــ كان الذكرى ال 77 لوطني الحبيب ..
ترى هل أحسن القول فيك وقد ذهبت خواطر الكلمات صوب قرارات المعاني واستقرت هناك وبقيت وحدي نافضةً يدي من أحرف البوح الكليلة ..ونافضةً قلبي من نوادر الحس الغائب في شراييني ..
وطني .......
عدتُ إليكَ وحدي أستجمع فقط قوى الروح وقوى الوجدان كي أسكبها نفثات وقطرات على شرفات جلالك , وأغزل من كل أوردتي نسيجاً من الحب مطرزاً بوضوء الإنحناء ألحف به امتدادك الوضاء .. ووهجك الساكن في روحي وفي عيني ..يبردني وينعشني بالوفاء والولاء ..
لم يبق لي من صور الكلمات غير الشعور ياوطن ..
ولم يبق لي من صور المعاني غير صورتك وحدك ..
لا تراكيب تشفيني ..
ولاخيالات تغنيني ..
فقيرة الحرف أنا .. فقيرة المعاني .. فقيرة الصور ..
ملعثمة جدا ..
يعتليني معك حصر وعيي شديد , وتستبد بي وكل ضروب عيوب الكلام والبيان ..
مثقلة أنا بالخجل والحياء
هدني الإعياء انكسارا بين يدى احتوائك وانتمائي ..
مثقلة جدا أنا ..
مثقلة بالبر والدين والإحسان إليك ..
أجدكَ لصيقَ روحي الكاتبة , ولصيقَ وجداني الذي يملي ..
أجدكَ أنا
وأجد فيكَ أنا عندما أغفل عن نفسي , وعندما تخونني نفسي , وعندما تبتعد عني نفسي ..
وعندما أغيب وتتركني نفسي للخواء تنتابني صور الخوف والشرود والتيه من الفراغ منك ..
أجد فيكَ أناي وكينونتي وهواي ..
لـَصحرائكَ أيها الشاهق فيَّ حياةً مساحاتٌ من الإخضرار الزاهي .. الناثر حولي نفحاتٍ من فيوض عطائك الزاهر, وطيوباً من ربوع احتوائك الحاني ..
ولـَجبالك أيها الممتد فيَّ نسيماً سرمدياً بالندى جبالٌ من العشق في حنايا أضلعي , وزوايا التوطن في آفاقي
ولأشجاركَ وواحاتكَ وروابيكَ وسهولكَ وذرات رمالكَ وشومٌ ونقوشٌ في شغاف الأفئدة وتلافيف الأذهان وعلى صفائح الأحناء ..
تظل بروقا تلمع كلما لحت في الخواطر المعتقة بك .. المقيدة بك ..
لن أخلق لكَ من ملامح الطبيعة مزعاً من الجمال ورتوشاً من البهاء وسحر الفتون ..
ولن أخلق لكَ مما وراء الغيب أوراقاً رقراقةً تشف عن رجفة الصفا وخفقة الشجن الطاهر ..
أنتَ كلُّ الملامح الحلوة ..
وكلُّ الغيوب الظاهرة البالغة ابداعاً ونشوى ..
وطني حبيبي أعتذرُ عني ..
أعتذرُ
أعتذرُ
روحي التي نقشت هنا لا أنا فاغفر لخربشة النبض والوقع , وتعاريج البوح والبصم إن نفثت وهي مبهمة العينين .. مبهمة الكفين
بدائية التكوين .. طفولية التعبير بها من التأتأة واللثغات مابها ..
رحماك ربي أعني لأجل الوطن ..
الوطن فقط