|
طِبْ مَقَامًا لَعَلَّ أَرْضًا تَطِيبُ |
فَاتْرُكِ الحُزْنَ..وَامْتَثِلْ يَا حَبِيبُ |
وَ انْثُرِ الشَّوْقَ..فَالخُطَى تَتَثَنَّى |
وَ السَّمَاءَاتُ ظِلُّنَا وَ الهُبُوبُ |
وَ دَعِ الجُرْحَ..فَالأَمَانِي رِضَابٌ |
يَافِعَاتٌ..وَ الذِّكْرَيَاتُ كُعُوبُ |
غَيِّرِ المَوْجَ..وَ الْتَصِقْ بِالمَرَايَا |
وَ اقْمَعِ الزُرَّ إن بَدَا مَا يُرِيبُ |
وَ اغْمِضِ القَلْبَ..هَلْ تَرَى مِنْ رَقِيبٍ |
وَ افْتَحِ العَيْنَ..قَدْ يَرَاكَ الرّقِيبُ |
وَ تَحَكَّمْ فِي حُلْمِهَا مِنْ بَعِيدٍ |
وَ تَمَهَّلْ..فَكُلُّ آتٍ قَرِيبُ |
+++ +++ |
مَالَتِ الأَرْضُ بِالذِي كَانَ مِنَّا |
مَا عَشِقْنَا يَوْمَ الخُرُوجِ خُدُورًا |
أَوْ نَعَتْنَا يَوْمَ الرُّكُوبِ الشَّرُوبُ |
أَوْ تَرَكْنَا لِلْمُسْتَحِيلاَتِ حِبْرًا |
وَ شُغِلْنَا بِمَا جَنَتْهُ الطَّرُوبُ |
فَدَعِ المَجْدَ لِلْذِي رَامَ مَجْدًا |
فِي صُدُورٍ مِنَ الهَوَانِ يَسِيبُ |
+++ +++ |
هَذِهِ الأرْضُ قَدْ لَبِسْنَا ثَرَاهَا |
أَتُرَانَا تَنَاءَتِ الرِّيحُ عَنَّا |
أَمْ رَمَانَا فِي مُقْلَتَيْهِ اللَّغُوبُ؟ |
تَابَتِ الأَرْضُ..وَ اسْتَرَاحَتْ قَلِيلاً |
مِنْ هَوَانَا..وَ حُلْمُنَا لاَ يَتُوبُ |
وَ المُلِمَّاتُ فِي خُطَانَا سَفِينٌ |
مُسْتَنِيرٌ..وَ الوَقْتُ مُهْرٌ دَؤُوبُ |
أَلْفَ مَيْلٍ..وَ أَلْفَ أَلْفِ رَحِيلٍ |
فِي الحَنَايَا..وَ أَلْفَ جُرْحٍ نَجُوبُ |
هَلْ تُرَاهَا تَنُوءُ بِالحِمْلِ عَنَّا |
أَوْ تُمَنِّي..لَوْ سَرَّنَا مَا يَعِيبُ |
كُلُّ شَيْءٍ فِي مُرْتَجَانَا خُطُوبٌ |
مَا عَسَاهَا تَقُولُ عَنَّا الخُطُوبُ؟ |
قَدْ خَبِرْنَا جِرَاحَ عَصْرٍ كَذُوبٍ |
كَيْفَ نَخْشَى مَا تَبْتَغِيهِ اللَّعُوبُ |
فَاغْمِدِ الحُزْنَ فِي شُقُوقِ السَّجَايَا |
وَ تَرَجَّلْ..مَا عَادَ يُجْدِي الرُّكُوبُ |
+++ +++ |
طِبْ مَقَامًا..وَ كُنْ لِقَلْبِي شِفَاءً |
لَيْتَ أَمْرًا يَصِيرُ مِنْ بَعْدِ خَمْرٍ |
مُسْتَسَاغًا..وَ لَيْتَ سَهْمًا يُصِيبُ |
أَنْتَ مِثْلِي..فِي صَمْتِهَا وَ لَظَاهَا |
وَ سُبَاتِي فِي مَا طَوَتْهُ الغُيُوبُ |
هَذِهِ الأَرْضُ..مَذْ وَثِقْنَا عُرَاهَا |
تَتَعَرَّى لِغَيْرِنَا..وَ تَحُوبُ |
عَلَّقَتْنَا عَلَى مَشَارِفِ عَصْرِ |
وَ سَقَتْنَا بِمَا تَرومُ الكُرُوبُ |
وَ هَدَتْنَا لأُخْتِهَا فِي كُؤُوسٍ |
مُعْسِرَاتٍ..كَأَنَّهُنَّ الذُّنُوبُ |
+++ +++ |
شَاشَةُ الحُزْنِ خَثَّرَتْهَا الرَّزَايَا |
جَرِّبِ الحُبَّ تَحْتَ أَفْيَاءِ شَمْسٍ |
جَرِّبِ الصَّمْتَ يَجْتَبِيكَ الغُرُوبُ |
جَرِّبِ البِئْرَ فِي ارْتِجَاجَاتِ رِيحٍ |
جَرِّبِ الغَيْمَ يَعْتَرِيكَ النُّضُوبُ |
جَرِّبِ الشَّوْكَ فِي بَهَاءَاتِ قُطْنٍ |
جَرِّبِ البَطْنَ تَزْدَرِيكَ الحُبُوبُ |
جَرِّبِ الحُزْنَ..هَلْ إِلَى الحُزْنِ بَابٌ |
مِنْ تُرَابٍ..وَ فِي يَدَيْكَ اللَّهِيبُ |
جَرِّبِ الصَّبْرَ يَرْتَمِي سَلْسَبِيلا |
فِي قَمِيصٍ..وَ أَنْتَ جُرْحٌ قَشِيبُ |
جَرِّبِ المَوْتَ فِي غَيَابَاتِ أَرْضٍ |
رُبَّ سَاعٍ فِي سَعْيِهِ لاَ يَخِيبُ |
+++ +++ |
سَتَرَى البَحْرَ وَ القُرَى رَاسِيَاتٍ |
لَيْسَ فِيهَا مِنَ الهَوَى مَا يُمَنِّي |
أَوْ لَدَيْهَا مِنَ الرَدَى مَا يُنِيبُ |
تَتَبَاهَى بِزَيِّهَا فِي حَيَاءٍ |
فَيُغَنِّي شَمَالُهَا..وَ الجَنُوبُ |
حَرَسَتْهَا مِنَ الرُّمَاةِ هِنَاتٌ |
وَ حَمَتْهَا مِنَ الجِهَاتِ الثُّقُوبُ |
+++ +++ |
سَتَرَى الوَدْقَ فِي القُصُورٍ رَذَاذًا |
وَ سِيَاجًا مِنْ زِئْبَقٍ وَ رُخَامٍ |
وَ جِدَارًا تَسَلَّقَتْهُ الخُطُوبُ |
سَتَرَى الضَّوْءَ وَ الظَّلاَمَ كَثِيرًا |
وَ دُرُوبًا تَفِرُّ مِنْهَا الدُّرُوبُ |
وَ بُرُوجًا..وَ نَاطِحَاتِ سَحَابٍ |
وَ سُجُونًا..شُمُوسُهَا لاَ تَغِيبُ |
+++ +++ |
طَفِحَ القَلْبُ بِالأَسَى فِي بِلاَدٍ |
عَرَبَاتٌ تَجُرُّهُنَّ المَنَايَا |
وَ نِسَاءٌ يَلُفُّهُنَّ الشُّحُوبُ |
وَ ضَرِيرٌ يَقُودُ شَيْخًا ضَرِيرًا |
وَ غَرِيبٌ يَرْتَاعُ مِنْهُ الغَرِيبُ |
وَ خِبَاءٌ..وَ أَنْجُمٌ هَاوِيَاتٌ |
يَتَلَظَّى بِهَا الهِلاَلُ الخَصِيبُ |
وَ بَقَايَا مِنْ ثَوْرَةٍ..وَ رُكَامٌ |
مِنْ عِظَامٍ..يَجُوعُ فِيهَا النَّحِيبُ |
وَ زَعِيمٌ يَلُوحُ فِي جَوْفِ عَصْرٍ |
غَائِرُ الحَرْفِ..مُسْتَفِيقٌ..خَطِيبُ |
مُسْتَقِيمٌ..وَ يَعْتَرِيهِ اعْوِجَاجٌ |
وَ ذَلِيلٌ..وَ تَرْتَضِيهِ الشُّعُوبُ |
+++ +++ |
لَيْتَنِي كُنْتُ فِي جِوَارِكَ طِفْلاً |
لَيْتَنِي كُنْتُ فِي ظَلاَمِكَ فَجْرًا |
يَتَصَدَّى لِمَا جَنَاهُ المَغِيبُ |
لَيْتَنِي كُنْتُ فِي رَمَادِكِ جَمْرًا |
يَحْرِقُ القَلْبَ كَيْ تَثُورَ القُلُوبُ |
أَوْ نَهَارًا فِي مُقْلَتَيْكَ تَعَرَّى |
أَوْ سِوَارًا..فِي مِعْصَمَيْكَ يَذُوبُ |
أَوْ فُرَاتًا يُعِيدُ قُدْسًا سَلِيبًا |
فَيُغَنِّي..هَذَا الفُرَاتُ السَّلِيبُ |
+++ +++ |
أَضَعُ الكَأْسَ فِي جِرَاحَاتِ جَيْبِي |
وَ أُنَادِي بِمِلْءِ مَا فِي عُرُوقِي |
مِنْ دِمَاءٍ.. لَعَلَّهَا تَسْتَجِيبُ |
أُسْرِعُ الخَطْوَ فِي اتِّجَاهٍ مُرِيبٍ |
وَ مَضِيقٍ بِحُلْمِهَا يَسْتَرِيبُ |
غَيْرُ صَمْتٍ مُوَشَّحٍ فِي غُرُوبٍ |
مُسْتَطِيلٍ..تَتِيهُ فِيهِ الجُيُوبُ |
وَ بَرِيدٍ يَجُولُ مِنْ غَيْرِ سَاعٍ |
وَ هَدَايَا لِمُرْسِلِيهَا تَؤُوبُ |
وَ بَقَايَا..مِنْ قِصَّةٍ تَتَلَوَّى |
فِي رَنِينٍ..وَ هَاتِفٍ لاَ يُجِيبُ |
+++ +++ |
هَذِهْ الأَرْضُ..عَادَةُ الأَرْضِ دَوْمًا |
طِبْ مَلاَذًا..وَ لْتَشْرَبِ اليَوْمَ أَمْرًا |
وَ تَقَدَّمْ..مَا عَادَ يُجْدِي الهُرُوبُ |