|
البدر أنت؟ فلا أرى هذا عدال |
فكيف أنت البدر ؟! يا بنت الحلالْ |
وهو الذي بعد التمام نورهُ |
يمضي . فيرجعُ في لياليهِ هلالْ |
وأنت خلقٌ من ضياءٍ دائمٍ |
- ما دام عمرٌ - ليس تدنيهِ الليالْ |
لا يستوي الخلقان هذا نورهُ |
يبقى . وهذا من زوال في زوالْ |
البدر أنت ؟!أين منكِ البدر يا |
إنسانةً تحكي متى كان الغزالْ |
يسير بين الناس لا يلقى له |
مِثْلاً . فلا إلاكِ في الدنيا مثالْ |
أنوثةٌ كالسحر لو تُلقى على |
أعجاز نخلٍ صرن فتنات الرجالْ |
البدر أنتِ ؟! أين منكِ البدر ؟ هل |
للبدر غنجٌ – إن عدلتِ – أو دلالْ |
أم هل له عودٌ رطيبٌ ليّنٌ |
كالخيزرانِ إذا تثنّى فاستمالْ |
أم هل له – فيما أرى – إطلالةٌ |
كالصبح تزهو في غرورٍ واختيالْ |
أم هل له عينٌ وفي إبصارها |
حتفٌ . عليها الرمش ممدود الظلالْ |
عينان لو نظرت إلى صخرٍ غدا |
دراً . وصارت عسجداً كُثْبُ الرمالْ |
أم هل له ثغرٌ كلون الشمس إن |
مالت عن الدنيا وهمّت بالزوالْ |
عليه - لا ريقٌ – تناثر سُكَّرٌ |
أساله من حينهِ وهجٌ فسالْ |
فكأنه ياقوتةٌ حمراءُ قد |
توهجت كالجمرِ . بانت من خلالْ |
ولا له خدان يزهو فوقها |
وردٌ . وفي إحداهما بالمسكِ خالْ |
إليك آل الحسن يا محبوبتي |
وكلُّ فتّان ٍلخلق الله آلْ |
فإن يكن في هذه الدنيا يُرى |
حسناً . فإنَّ السر أنتِ لا محالْ |