أبيات وصلتني من العزيز د.عمر جلال الدين
ما تنفعُ الشكوى وقد غربت شمسُ الحبيبِ الصاحبِ الغَمدي !
خبأتُهُ بين الضلوعِ على قلبي فصارَ السمَ في كبدي
أيان يا صاحٍ تعود هنا فالواحةُ الخضراءُ في كمدِ
يا بهجتي يا روحَ ليلكتي كيف استبحتَ الروحَ في جسدي
****
وأقولُ له :
ليس الصِحابُ بكثرةِ العددِ كلاّ ولا حصراً على بلدِ !
فلقد تفرّدَ صاحبي ملكاً وتناثرَ الأشباهُ كالزبدِ!
عرشُ الفؤادِ ضريحهُ ولقد واريتُهُ في لحدِهِ بيدي !
للهِ ما ألقاهُ - إذ بَعُدت عني طريقُك- لا إلى أحدِ
ولكم أرى شوقي يغالبُني وأعادني في لجةِ الكَبَدِ !
كانت سماءُ الشعرِ ممطرةً والآنَ لا يَهوِي سوى البَرَدِ !
لا تشتكي يا صاحبي فلقد أوقدت أحزاني فلا تزدِ
إن جفَّ نهرُ الوصلِ عُدتُ ولم أستمطرِ الرجعى ولم أردِ !
ولقد نضبتُ وغِيضَ موردُنا مذ غِبتَ ! مَن لي الآنَ بالمددِ !؟
فامطر إياباً بالوصالِ فكم أوهى غيابُك -هاجراً- جَلَدي
مع التحية والتقدير