|
دمعتي ترجف من عين كسيرة |
وحروفي بلساني مستجيرة |
وفؤادي عن عفؤادي غائب |
وشهيقي صار يشتاق زفيرة |
تحرق الغيرة أعماقي على أحمد |
إذ أضعف الإيمان غيرة |
نحن والعذر إذا آلمتكم |
أمة بسب وشتم جديرة |
إنما حاشا رسول الله |
أن يتلظى بمآسينا المريرة |
ألف حاشاه وماكنا إذا لم |
تكن نصرته فينا شعيرة |
داؤنا منا وفينا وبنا |
ما على أعدائنا أي جريرة |
فهم قد جحدوا الله فهل |
بعد دنب الكفر ذنب أو كبيرة |
نحن من أجرم لا أعداؤنا |
حين صرنا مثلهم صوتا وصورة |
حين حاصرنا كتاب الله |
في مصحف آياته فيه أسيرة |
حينما قلنا لشرع لاتحكم |
الدنيا وألغينا حضورة |
حين صرنا إمعات كلما |
صفر الغربي قلدنا صفيرة |
لانحاكي جورج في تصنيعه |
إنما في الدنس والدسكوا المثيرة |
لا نجاري بربرا إن أبدعت |
ونجاريها أمام الكوفيرة |
نتغنى رجولات ومعاد |
منها عندنا إلا الذكورة |
قبل أن نهجوا رعايا قيسر |
فلنزح عنا الوليد بن المغيرة |
أولسنا من خدلنا أحمدَ |
حين بدلنا هدى الله ونورة |
أولسنا من تسمى بسمه |
ثم خالفناه منهاجا وسيرة |
كلما نادى به من وحدة |
تجمع الناس وتمضي بالمسيرة |
كلما أوجبه من النهضة |
تغمر الأرض حياة مستنيرة |
هل ترى سبوه إلاّ بعدما |
رأوا أمته ثكلى حسيرة |
رأسها مليار رأس في الورى |
مالها رأي يرجى ولامشورة |
ويداها ألف مليون يد |
نصفها شلاء والنصف كسيرة |
أمة صغرى إذا عاينتها |
إنما من ورم تبدوا كبيرة |
ثوبها ينسجه الغازي لها |
وهو من يطعمها ماءً وميرة |
كلما تحتاجه إنتاجاه |
لم يدع لها شيئا حتى الحصيرة |
فإذا ماصنّعت يوما فلن |
تأخد الإيز سوى في صنع بيرة |
إن من يصنع لي يصنعني |
فمتى يستشعر الناس الخطورة |
يارسول الله بركان أنا |
كيف للهزات ألا تستثيرة |
وشعور لم أكن خائنه |
قبح الشاعر إن خان شعورة |
أنا إن هنت فنسي لم تهن |
تطلب الثأر من الأيدي الأجيرة |
وإذا خنت فروحي لم يخن |
يقسم الأيمان أن يحي الجزيرة |
إنتقامي لك أن أحيا على |
وردك الصافي ولا أختار غيره |
ناهضا بالنفس والناس إلى |
ذروة المجد وإن كانت عسيرة |
منتجا في الأض لامستهلكا |
معطيا لا آخذا سحت العشيرة |
مسلما قولا وفعلا وهواً |
سيرتي تقفوا خطاكم و السريرة |
بلساني وبياني ويدي |
بمدادي وفؤادي والبصيرة |
بحياتي ومماتي ودمي |
ببداياتي وسعاتي الأخيرة |