ولادة و موت في وطنُ العناكب
و قالوا غداً يا رُبى تكبُرين
و يُزهرُ فوقَ خدودك وردٌ
و يَبْسُمُ في ثغركِ الياسَمين
و قالوا غداً تُصبحين عروساً
بعينٍ تلألأ فيها الأملْ
و رمشٍ كحيلٍ
و قدٍّ جميلْ
و شَعرٍ -كليْلِ بلادي- طويل
و قالوا:... و قالوا:...
و كم أوهموني
بأنّيَ سوفَ أعيشُ طويلاً
و ما أيقنوا أنني قد وُلدتُ
و عُمري أُلوف
و قبل الولادةِ جرّبتُ موتيْ
و بعد الولادةِ سوفَ أموت
و بين المماتينِ ومضةُ عينٍ
تُسمّى (حياتي) التي يدّعون
سنونٌ ستمضي,,سريعاً ستمضي
و بعدَ المماتِ سأُولدُ أُخرى
بشكلٍ جديدٍ و لونٍ جديدْ
نعم يتغيّرُ شكلي و لوني
و لكنّ همّيَ لن يتغيّر
فطينةُ أرضيَ معجونةٌ بالأسى و الهُموم
هيَ الأرضُ أُمّي
و أُمي مريضة
و نحنُ نُكابرُ حينَ نقولُ:
(ستشفى المريضةُ من كلّ داءٍ)
و سُكّانُها يزرعون الفِتَن
و أبناؤها في نزاعٍ عنيف
ففي الأمسِ كانوا رجالاً
و لكن!!!!
تلاشى الرجال
و أمست بلادي
بيوتَ العناكبِ
تأكلُ فيها الإناثُ الذكور
و يأكلُ أبناؤها بعضهم
و يأكلُ فيها القويُ الضعيف
:
:
بلادي وجودٌ بلون اليباب
عمارٌ بلادي بطعمِ الخراب
ربيعُكِ أُميَ صارَ خريفاً
و أيُّ خريفْ,,
:
رجالُكِ أُمّيَ في الأمسِ كانوا رجالاً ولكن
.................
.................
.................
دماءٌ بريئةْ
تُسربلُ شُطآن بوحي الشفيف
و أذكرُ أمسي
فأخنق بين الرموش الدموع
ظلامٌ و ظلمٌ يسودُ الحياةَ
فكيفَ سأكبرْ؟؟
سحابٌ يخبّئُ شمس بلادي
فكيف سأكبر؟؟
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الظلام سيبني قلاعاً على أضلعي
ويجبل طين القلاعِ الحصينةِ بالأدمعِ
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الهُمومَ ستبقى معي
و أنّي غداً
سوف أخرجُ من رحمِ أمي المريضةْ
و عمري ألوف