|
مالي أرى النخل في بغداد حيرانا |
تبدل الحال بالبازيّ غربانـــــــــا |
وفي الرصافة لاح الفجر منكسرا |
وناح دجلة من هول الذي كانــــا |
الفرس والروم هبوا يوم تضحية |
حتى يقدم صقر العرب قربانا |
أرى صليبهم والنار تحضنه |
في عرس شنقك يا صدام صلبانا |
ولفة الشيخ مفتيهم حسبت بها |
في لحظة الشنق يا ابن النار شيطانا |
لو تحسبون بأن النار آلهـــــــــة |
وفكر (مزدك) آيات وقرآنـــــــا |
وآية الله يأتي الوحي عمـَّـتــَــه |
ويـُلهـَمَ الغيب من ذي العرش ألوانا |
ستنجلي النار عن كوم الرماد به |
تعمى عيونكم بحرا وشطآنـــــــــا |
يا من وقفتم وحبل الخوف يشنقكم |
إذ لف حبل بجيد كان عنوانا |
وكان يدفع عن أوطاننا همجا |
عن النعاج لكم قد صد ذؤبانا |
إذا تكسر جنح النسر في وطن |
رأيت في الجو لما غاب غربانا |
يا من هتفت وآساد الحمى رُبـِطت |
للخلف أيد ، غدا إن جاء تلقانا |
في النهروان وفي اليرموك تحسبنا |
أبا عبيدة والقعقاع جاءانـــــــــــــا |
يا ضبع بغداد لا تحسبـْك تفلت من |
شعب أبيِّ لغزو الروم ما لانا |
سيرحل الروم لن تبقى حمايتهم |
من فوق رأسك يا من جئت بهتانا |
تعود بغداد للآرام تحرسهـــــــــا |
عين السماء بكل الحب ترعانــــــا |
كي تشرب الظبية السمراء من أكم |
ليست تخاف ضباع الغدر أزمانا |
وترتع الغيد في بستان دجلتها |
الصقر يحرسها غيدا وبستانا |
يا أشرف العرب إذ خان الزنيم لها |
وجاء بالروم إجراما وإذعانا |
اهنأ بقبرك لن تبقى جحافلهم |
تدنس الكرخ أو تسقيه أحزانا |
يا صقر تكريت كم للصقر من شبه |
غدا سيغرس ملء الدار ريحانا |
بغداد تبكيك يا من صنت عفتها |
حتى أباح الزنا من باع إيمانا |
قل للملوك ومن بالحلف قد دخلوا |
غدا سيأتيكم المحتل نشوانا |
ستندمون فمن للروم صاحـَبَهُم |
كمن يصادق يوم الحر ثعبانا |
في ترب بغداد أنباء سيعرفها |
أحفاد كسرى وروم العصر بركانا |