|
أدْنـــــى الظـَّلامُ شـُجُوْنـَهُ أسْـتـَارا |
ونـَفـى النـُّجـومَ وبـَدَّ دَ الأقـَمـَارا |
وَتـَجـَرَّعَ الفـَجـْرُ الحـَـزيـنُ مـَرارةً |
والكـَونُ خـَلـفَ ذهـُولـِـهِ يـَتوارى |
والـلـَّيـلُ يـُبـْحـِرُ في الجـِراح تـَوَقـُّدا |
يـَمـْتـَاحُ من جـَفـْن الـظـَّلامِ نـَهـَارا |
وَالـصـَّمـْتُ يـَحـْكِـي قـِصـَّـة المـَوتِ الـَّذي |
أرْخَى على وَجـِهْ الــَّزمـَان خـِمـَارَا |
لـِيـُعـَيـدَ لـلـتـَّارِيـخ بعـْضَ حـَيـائـهِ |
كـَيـْمـا نـَعـيـشَ بـِمـَوْطـِني أحـْرارا |
تـَبـْكـِي فـِلـسـْطـِيـنُ الـحـَبـِيبـَة ُشـَيـْخـَهـا |
والـفـَجـْرُ يـَنـْعـى سـَيـْفـَهـَا الـبـَتـَّارا |
ومـَآذِ نُ الأقـْصـى الأسـِيـر حَـزيـْنـةٌ |
تـَبـْكـي الـشـَّهـيـدَ تـُرْجـِّعُ الأ ذ كـَارا |
وأنـا أسـطـِّر بـالـدُّ مـُوع قـَصـيـدَ تي |
وَدَمـي يـَخــطّ تـَوجـُّعـِي أشـْعـَارا |
يـا أيُّـهـا الـشـَّيـْخُ الـَّذي عـَايـَشـْتـُهُ |
زَمـَنـَاً يـُعـْلـَّم أمـَّتـي الإِصـْرارا |
يـامـَنْ تـَزَيـَّنَ بـالـشـَّهـــــــادَةِ حـُلـَّــــة |
أضفَتْ علـــــــى الشَّـيخ الجليـــلِ وَقـَارا |
دمك الطّهـــور علـــــى الثـّـــرى متفتّح |
مثــــــل الـــــورد نــــداوة ونــــــضارا |
أحبــبـتَ أرض الـــقــــد س حــــبّ متيّم |
مثــــل السحــائب أرسلــــت مـــد رارا |
ونسجتَ مــــن ذكراك َمجــــدا خالــــدا |
لتكـــون للــــــوطن الــحبيب منــــــارا |
فلك الجنـــان – بــــإ ذ ن ربك – فاتخــــذ |
عــــند النبــــــــيّ منــــازلا وجـــــوارا |
ولك الشّغاف علـــــى المدى أنشــــــودة |
للنصــــر تـــزهــــو عــــــزّة وفخــارا |
يا شيــخ ياسيــــن الـــــذي أحببـــتـُــه |
رجــــلا بهيّا فــــــارســــا مغـــــــوارا |
لم يقتلوك وإنـّـــما أحيوا بمــــوتــــك |
مــــوطنا يـــــرنــــو إليــــك فخـــــارا |
ألفيتُ فيــــــــك أبا عبـــيـــدة فاتــــحا |
ورأيـــتُ جعفر فـــــي السّماء طيّـــارا |
وعلت لخولة فــــــي الجوانح صـــرخة |
أحيت بــــساحات الجــــهاد ضــــرارا |
ولمحتُ فــي اليرموك صـــــولة خالـــد |
تـــــرنــو إلــيك تقـــــــدّ م الأعـــــذارا |
وكأنّها تطـــــوي الزمـــــــان تمـــــرّدا |
وتـــــعــــــود تعـــــلن للـــوجود قرارا |
لئن استكان العـــــرب واتخذوا الخنـــا |
دربـــــا وبـــــاتوا للــــهـــوان مزارا |
وغدوا يسامــــــون العـــــذاب أذ لّـــــة |
مثــــل النــّـــعاج تطـــــاوع الجزارا |
ولئـــن تجبّـــر فــــي بلادي كافـــــر |
وطـــــغى وأســرف واستبدّ وجارا |
فلسوف نعمل فــــــي الرّقـــاب سيوفنا |
ونذيق أحـــــفاد القـــرود مرارا |
ولسيــــوف نثأر منــهم حتـــــى نرى |
دمهم يسيـــل علـــى الثّرى أنهارا |
صبــــرا أخــــيّ فلـــن تليـــن قناتنــا |
سنـــعود مــــن رحم الرّدى ثوّارا |