قصة شعرية للأطفال
حارس الغابة
.............................
هنالكَ في القريِِة الوادعة
وعل طرفِ النهِر،كوخٌ بسيطْ
يعيشُ فية رجل طيب ونشيطْ
وأسرته القانعة
يسمى فارس الحطابْ
ويعمل حاطباً في الغابْ
من الشروق الاهب ِ
إلى الغروب الشاحبِ
ويعود إلى كوخهَ متعباً منهكاً
ويقّبلُ أطفاله باسماً ضاحكاً
لان النهار مضى
وعاد لهم وهو يحملُ خبزَ الرضى
في يومٍ حملَ البلطة دون مشيئة
ومضى للغابة يحتطبُ
فأحسَّ بأن خطاه بطيئة
أترى أضناه التعبُ ؟
أم أدركَ أنَََ العدوانَ
على الأشجار خطيئة؟
وعلى غير العادة
من كل صباحْ
استلقى في ظلِّ شجيرة كي يرتاحْ
صار الساقُ لرأس الحطَاب وسادة
وحفيفُ الأغصانْ
موسيقى تسري في الأبدانْ
فتموجُ بعينيه الغفوة
فبدايتقلبُ في نشوة
صحا فارسٌ ومحيّاهُ
يطفحُ بالإنشراحْ
تلفت من حوله،فرأى
ثمراً أسقطته الرياحْ
أكل الجائع حتى شبعَ
شكرَ الريحَ على ما صنعتْ
ومضى،لكنْ بخطى خائفةٍ
قد رجعَ
حينَ رأىجسمَ فتاةٍ
من ساقِِِ الشجرةِ قد َطلعَ
قالت: يا حطابُ أنا الشجرة
قبلَ قليلٍ كنت على ساقي
تغفو مثل ملاك
ولقد كان َلحاُفك من أوراقي
وغصوني النضرة
حجبتْ عن وجهكَ لفحَ الشمسِِ الحَّراقِ
ومن المضحكِ والمؤسفْ
إنك ياحطّابُ أكلتَ ثماري
وشكرتَ الريحَ ، كأن الريحَ من الأشجار
وكأنك لا تعرفْ
أنَّ الثمرة
تخرجُ من أغصانِِِ الشجرة
والآن أركْ
تمضي بخطىمسرعةٍ وجريئة
لتقصَّ الأشجارْ
بالبلطةِ والمنشارْ
هل تدركُ ياحطابُ،وهل تعرفْ
أنَّ التحطيبَ خطيئة
وبأنَّ الاشجارَ بريئة؟
بُهت الحطابُ ولم يتكلمْ
وبدا مهموماً يتالمْ
سار ببطءٍ وتقدمْ.
قال لها وبعينيه دموعْ:
معذرة أيتها الشجرة
إنْ كنتُ أتيتُ بفعلٍ ممنوعْ
فأنا لستُ من العمال المهرة
لاأتقنُ إلاّ جمعَ بقايا الحطبِ
من هذي الغابة
وهناك في الكوخ الخشبي
أطفالٌ ينتظرون رجوعي
بالخبزِ، وإلاّ سيموتون من الجوع ِ
والجوعُ الكافرُ لا يرحمْ
صرخات رضيعِ ٍلم يفطمْ.
لمّا أنهى الحطّّابُ كلامه
حَزِنت الشجرةُ من هذا الحالْ
أبدتْ أسفاً وندامة
وبصوتٍ مرتعشٍ قالتْ :
يا حطابي المسكين تعالْ
وبدفءحنان الإم،عليه مالتْ
تمسحُ دمعَ العينين وتعتذرُ
وكذلك قدْ فعل الشجر
ُوبصوت واحدْ
قالت ْأشجارُ الغابْ:
نعرفُ أنك تدعى فارسْ
والفارسُ جندي ماجدْ
فْلتنسَ الآن بأنك حطابْ
أنت الآن على الغابة حارسْ
ولك الثمرالطيب، كل صباحْ
ولك الزهر الفواحْ
ولك الطير الصداحْ
ورفوف الحجلِ ِ
والنحل وأقراس العسلٍ.