ألله يا رايةً مدى الزمنِ
فاضت سناً في البحارِ والمُدُنِ
كم احتمت تحت ظلها أُممٌ
عوذُ دخيلٍ بجامح الفتن
يا رايةً ماتزال عاليةً
على رؤوسِ الرماحِ والسُّنَنِ
ما زلتَ رمزَ الخلودِ يا عَلَماً
ليس لغيرِ العلى بِمُرتَهَنِ
وكم سمت أنجمٌ وما أفَلَت
رغم ليالٍ حفلن بالمِحَنِ
مُعوَّلي في علاك يا وطني
غداة أمسي بقبضة الوهن
أنت هنائي وملجأي وطني
تذكرني في الهناء والحزن
عشت بلاد الفلاحِ والشهداء كالبحيصيّ فارسِ الزمنِ
قد هانت النُعْمُ تحت أخمصِهِ
ولم يُرَكَّعْ لها ولم يهنِ
وقال درب الجهاد لاحبةً
أقوى ادراءاً لحملةِ الجبن
حمت وطيساً فليس من كَلِمٍ
يبعد من رامها ولا وسنِ
ما هزم الرومَ غيرُ منصلتٍ
بالغصب يؤتى الطلابُ لا المِنَنِ
وخير صوتٍ نداءُ مئذنةٍ
حَيَّ على الطيبات في عدنِ
ماذا عساي انتظرت من زمن
شعري غريبٌ به بلا وطنِ
وما عسى أن يكون ذو ثمن
محصوله أنه بلا ثمن
وشرُّ ما في زماننا نزقٌ
أمسى حكيما بغفلة الزمنِ
إن تكُ للجبن رايةٌ رُفِعت
فليت أنَّ الحياةَ لم تَكُنِ
يا شعراء البلاد قد أزفت
ساعة شعري أوان هاجرني
شوارد الأمسِ عنه قد بعدت
بعد انغماسي بحملةِ الظننِ
صارخةٌ دمعتي فلو وهنت
صرخة شعري السكوت لم يهنِ
وليس للشعر موضعٌ بدمي
ألسر ما عاد فيه كالعلنِ
وفي الحشا ما غدا سوى ألمي
مذ همسة الشعر غادرت بدني
وبسمتي هاجرت وما رجعت
لأعيُني فالهناء غير هني
في زمنٍ لم تَصُلْ فوارسه
في الحرب إلاّ بساحة الهدن
فلا تلمْ وقفتي على طلل
لم يبق لي من ربىً ولا فننِ
عدنان ياأكرم الفوارس لكنْ لم أُرَكَّع لها ولم أهنِ
مازن عبد الجبار ابراهيم العراق