سماءٌ لعينيكِ في "الميرميّةِ"
إذْ لا سماءَ
و نَدْفُ الصواريخِ شرّع نافذة الدمعِ
للدمعِ
عُمْري على كتفيْكِ جديلةُ بارودَ
شبَّ بها الشّعرُ
صُبّي على النار زيتاً
و ألقي النواحَ
و ألقي الهديلَ الثقيلَ
ليشتعلَ الجُرْحُ أكثرَ
دارتْ و مارَتْ بنا الريحُ
و استعَرَ الجمرُ
لا بيْنَ بيْنَ ..
قضيّتُنا أن نموتَ لها أو نعيشَ بها
و نكونَ لهمْ في الغبارِ مهباً
يذرّي الرعودَ
و يبكي الجنودُ الجنودَ
على مدخلِ الشّيحِ في جسَدٍ..
ثائرٍ صابرٍ أن تفتّتهُ قنبلة
و أشلاؤهُ مُعضلة
و يبكي الجنودُ الجنودَ
و نصرُهمُ فارغٌ منهمُ حيثُ لا شيء..
إلاّ خرابُ الديارِْ
و أكفانُ من قطَنوها زُهاءَ حصارْ
و أنتِ تمرّينَ من جسدي
لو تمرّينَ..
دربِ النخيلِ
شَرارِ الصهيلِ
من الأغنياتِ
إلى نفقٍ في دمي
من دمٍ في الأصيلِ
إليكِ
و يسقطُ سقْفُ الرّمادِ عليّ
و سقفُ الورودِ عليْكِ
_سماءٌ لعينيكِ_
فخّخْتُ قلبي ..ليشهَدَ قلبي عليّ
مُسجّىً بأقصى القصيدةِ
في أوّلِ البيتِ أنتِ ..و في آخرِ البيتِ أنتِ
و لا بيتَ في البيتِ
فخّخْتُ صمتي ..و صوتي
و فُلّي و حقْلي
و حبري و شِعري
و دفترَ رسمي ..و مقلمتي
كلَّ شيءٍ
أنا في الرمالِ كمينٌ
أنا في السِّلالِ كمينٌ
و في التّينةِ المهملة
و في السُّنبلة
لأنفضَ عنكِ الرصاصَ
صباحُ السنابلِ في شفةِ الشمسِ..
تكبرُ صبْراً فصبرا
و تزرعُ في أفقِ الليلِ فَجْرا
_أحبّكِ_
شِبْتُ و ناهزتُ فيكِ الثمانينَ قَهْرا
أخضّبُ حُزْني بوردِكِ
أغمسُ مُرّيَ في صَحْنِ شَهْدِكِ
و الماءُ ينحتُ روحيَ نَهْرا
و أصبحتُ أقربَ منكِ
على بعْدِ موتيْنِ ..بين الشظايا
و لي في الشظايا وطنْ
و لي ميتةٌ و كفَنْ
و لي أنتِ لوتجمعينَ
عظامي الرّكامَ من الجبلِ الخامسِ
من الوجعِ الدامسِ
فديتُكِ..
نامَ الحَمامُ على كسراتِ الهديلِ
و نِمْنا سويّا
و غاراتُهُم في الضلوعِ تقصّفُها
و الصواريخُ أعمقُ خوفاً
و تعتنقُ " الميرميّةَ "عاصفةُ الشهداءْ
سماءٌ لعينيكِ في "الميرميّةِ" ..
ألفُ سماءْ