|
يا قدس حياكِ ربُّ العرش والفلق![](clear.gif) |
والحمدُ لله عند الصبح والغسقِ |
قلها وصلِّ ولا تبخلْ بقولتها![](clear.gif) |
على النبيِّ عظيمِ الخَلق والخُلق |
ويومَ أضحى وحيداً لا نصيرَ له![](clear.gif) |
إلاكَ ربي.. وقد عانى من الرهقِ |
نثثتَ سرّك في قلبٍ له فزعٍ![](clear.gif) |
ومن سواكَ سيحميه من الغرق؟ |
سيَّرتَ والناسُ غرقى في سباتهمُ![](clear.gif) |
براقَ يُمنٍ وقلتَ احمله وانطلقِ |
ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها![](clear.gif) |
إلا وأحمدُ والأحباب في نسَقِ |
فأمَّ في الرُّسْلِ إذ هُمْ يقتدون به![](clear.gif) |
بخاتم الرسْلِ نفح المِسكِ والعَبقِ |
والقدسُ صاحتْ، ألا أهلا بزائرنا![](clear.gif) |
أما تعبتَ حبيبَ الله في الطرقِ؟ |
إني لأعجبُ يا رباهُ كيف أتى![](clear.gif) |
من أرضِ مكةَ نبع النور والألقِ |
لا تعجبنَّ فأولى القبلتين لها![](clear.gif) |
جلُّ المقام كشمس الكونِ في الأفقِ |
وبعدها عرج المختار في صعدٍ![](clear.gif) |
يمرُّ من طبق دنيا إلى طبقِ |
وظل يرقى إلى العلياء يسبرها![](clear.gif) |
في رحلةٍ ذكرها للكفر لم يرقُ |
وعاد من فوره جذلان منشرحاً![](clear.gif) |
وزال هاجسُ كلِّ اليأس والقلقِ |
هذي هي القدس، يا أقزامَ أمتنا![](clear.gif) |
يحميكِ ربي من الطوفان والغرقِ |
أنتم دهاقنة الطاغوت في شبقٍ![](clear.gif) |
كالمومسات فلا تخشى من الزلقِ |
أنتم بغاةٌ بفنّ العهر قد نبغوا![](clear.gif) |
جذوركم نبتت في الآسن الدبقِ |
فأرضكم أصبحتْ للذل مزرعةً![](clear.gif) |
فلستُ منكم ولا ديني ومعتنقي |
القدس عذراؤكم فُضَّت بكارتُها![](clear.gif) |
في ليلةِ السبت من علجٍ بلا خُلق |
كم استغاثت وكم صاحت مولولةً![](clear.gif) |
قبل السقوطِ وبات الدمع في الحدقِ |
أختاه ياقدسُ لا تبكي بل ارتقبي![](clear.gif) |
أن تطهري اليوم من دودٍ ومن عَلَقِ |
لا عارَ في ما جرى فالعرب تلبسه![](clear.gif) |
إلاك أنتِ وبالأعراب لا تثقي |
بشراكِ يا قدسُ أرض العرب مترعةٌ![](clear.gif) |
بالمنكراتِ وقرع الكأس والعرقِ |
"ديانا" فازت وقدس العرب قد سقطت![](clear.gif) |
والكلُّ زجَ بهم في داخل النفقِ |
يا ويلكم من لقاء الله يوم إذٍ![](clear.gif) |
والذنبُ إذ ذاك مسطورٌ على الورقِ |
يا قدسُ لا تجزعي فالثأر نحن له![](clear.gif) |
بشراكِ يا أختُ أمسى الخصم في حنقِ |
الله يرعاكِ لا تبكي بل اصطبري![](clear.gif) |
يا قدسُ مهلا بريق النصر في الأفقِ |
فكيف لا وحماسٌ قال قائلها![](clear.gif) |
فهاك أحزمة التدمير، وانطلقي |
وفتحُنا فيه للأقصى كتائبُه![](clear.gif) |
تقارع الخصمَ في الإشراقِ والغسقِ |
ومثلها من سرايا القدس كوكبةٌ![](clear.gif) |
منها العدوُّ رهين الخوف والقلقِ |
أما الشهيد له في الناس مرتبةٌ![](clear.gif) |
وعند ربي عظيم الشأن والخلقِ |
فالجسم قنبلةٌ من حولها حزمٌ![](clear.gif) |
إذا اشرأبت تنوشُ الخصم في الحدقِ |
تعالَ يا خالدٌ وانظر لحالتنا![](clear.gif) |
صرنا حثالةَ أهل الأرض في الخرَقِ |
فالقدسُ تبكي وبغدادٌ تبادلها![](clear.gif) |
حزنا بحزنٍ فيا ذلي ويا أرقي |
والماجداتُ فقدنَ المجدَ واأسفي![](clear.gif) |
فالعلج يعبث في الشيئين والعنقِ |
كالعير نجترُّ تاريخا لنا سلفتْ![](clear.gif) |
أيامه منذ عهدٍ بائدٍ خرقِ |
عقيد ليبيا وقد جادت قريحته![](clear.gif) |
ذاك الدعيُّ بلا ذوق ولا خلُقِ |
سمى فلسطين إسراطين في قحة![](clear.gif) |
فيا سماء اهبطي للأرض وانطبقي |
قم يا جمالُ وأدبْ من فرحتَ به![](clear.gif) |
عضروط فاتحنا رجلاه في الزلق |
هل يا ترى عمر المختار يسمعه![](clear.gif) |
من أرض ليبيا التي آلت إلى الغرقِ |
قاد السرايا على الطليان جندلهم![](clear.gif) |
بالكر والفر لا بالطيش والنزقِ |
من لي بشيخٍ له ذقن يضارعه![](clear.gif) |
خضابها من عبير المسك والعرقِ |
أو قائدٍ ملهمٍ يوم الوغى حردٍ![](clear.gif) |
لا يأبهنَّ بكل الحبرِ والورقِ |
والقادسية سعدٌ كان فارسها![](clear.gif) |
بالله جودي به يا أرض وانفلقي |
وفي الختامِ نصلي دونما كللٍ![](clear.gif) |
على النبي صباحا ثمَّ في الغسقِ |